بعد أن احتفل «جوجل» بالذكرى 91 لميلادها .. من هي الكاتبة المصرية أليفة رفعت

حضرت أليفة رفعت المعرض الدولي الأول لكتاب المرأة بلندن عام 1984 وتحدثت عن حقوق المرأة في الإسلام وموضوع تعدد الزوجات.

بعد أن احتفل «جوجل» بالذكرى 91 لميلادها .. من هي الكاتبة المصرية أليفة رفعت
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

10:04 م, الأحد, 6 يونيو 21

احتفل موقع جوجل العالمى هذا الأسبوع بالذكرى الـ 91 للكاتبة المصرية فاطمة رفعت التي اشتهرت باسمها المستعار أليفة رفعت ، والتى كانت تتتحدى بقصصها القصيرة بجرأة المعايير المجتمعية من خلال استكشاف العلاقات الأنثوية والجنس والمعارك العاطفية بين الزوجين والتى نشرت العديد من القصص تحت اسمها المستعار من عام 1955 إلى عام 1960 إلا أن زوجها رفض فنها ومنعها من التأليف ونشر أعمالها لأكثر من عقد من الزمان.

ولدت أليفة أو فاطمة رفعت يوم 5 يونيو 1930 في القاهرة، وكتبت قصتها القصيرة الأولى وعمرها 9 سنوات فقط.

وتدور أحداث قصة أليفة أو فاطمة رفعت الأولى بالقرية التي تزورها أسرتها بالصيف ووبختها أختها الكبرى لكتاباتها التى تنتقد أهلها.

قصة أليفة رفعت الأولى تلقى توبيخا من أختها

ورغم توبيخ أختها إلا أن فاطمة رفعت واصلت أحلامها لتصبح كاتبة من خلال دراسات اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة أواخر الأربعينيات.

بدأ اهتمامها النشط بالكتابة بسن التاسعة عندما كتبت قصيدة تعبر عن اليأس بقريتها فقوبلت بالعقاب من قبل عائلتها لموضوع القصيدة.

وبدأت أليفة رفعت في أوائل السبعينيات أخيرًا في كتابة القصص القصيرة مرة أخرى، وأصدرت مجموعة منها في عام 1983.

وتضم هذه المجموعة التى تحمل عنوان “المنظر البعيد للمئذنة”، والغير الخاضع للرقابة 15 قصة خيالية يأخذ القراء إلى العالم العاطفي.

قصص فاطمة رفعت تركز على النزاع بين الأزواج

وتركز فاطمة رفعت على النزاع بين الأزواج الذين يواجهون بشجاعة الموضوعات المحظورة بأمل تشجيع المزيد من النساء مثلها للتحدث بصراحة.

كرمت جمعية الأدب الحديث عام 1984 المؤلفة النسوية أليفة أو فاطمة رفعت بجائزة التميز تكريمًا لها عن 100 عمل منشور.

وتمت ترجمة العديد من روايات أليفة أو فاطمة رفعت للعديد من اللغات الأحنبية وقراءتها بوسائل الإعلام الدولية الكبرى ومنها البريطانية.

وبعث المحرك البحثى العالمى جوجل برسالة إلى Alifa Rifaat: “عيد ميلاد سعيد أليفة رفعت! شكرًا لك على عدم خوفك من مشاركة حقيقتك وإلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه”.

أليفة أو فاطمة رفعت تمثل فتاة بسيطة من اسرة مصرية عملت كاتبة ومؤلفة اتبعت بنهجها الاسلوب القصصي البسيط والقصير.

ويرجع شعورها واتجاهها للكاتبة بسبب المعاناة التي تعرضت لها من والديها عندما رفضا ان تسلك الطريق الجامعي لتجد حياة كريمة.

تزوجت دون دون رغبتها

كما قام والداها بتزويجها دون رغبتها بالارتباط لانها كانت تريد أو تواصل التعلم فى الكليات الجامعية لأنها شغوفة بالقراءة .

رغم كونها لم تكن تتحدث سوى العربية، إلا أنها غادرت مصر لعدة بلدان منها: إنجلترا وألمانيا وكندا والنمسا وقبرص وتركيا.

ولكن أليفة رفعت سافرت أيضا للمغرب وتونس السعودية حيث قامت بأداء مناسك الحج وترجمت كتبها إلى الإنجليزية والألمانية والسويدية والهولندية.

كانت فاطمة رفعت تأمل في شبابها بالالتحاق بالجامعة، لكن والديها عارضا ذلك، بل وخططا لزواجها بدلا من ذلك.

كان لهذا الحدث تأثير بارز على كتاباتها التي انتقدت فيها الطريقة التي تعامل بها المرأة محتجة على وضع المرأة في بيئة لا تمنحها حرية الاختيار، فيما يسمى بـ “أدب الاحتجاج” كما تم إنتاج قصصها للتلفزيون كما تمت قراءة بعض أعمالها على شبكة BBC البريطانية.

أليفة رفعت تصور بقصصها، حالة الوحدة التي عانت منها النساء

وصفت أليفة رفعت بقصصها، حالة الوحدة التي عانت منها النساء، والفصل الحاد بين عالم الرجل وعالم المرأة حتى فى الزواج.

وطالبت فاطمة الأزواج باحترام رغبات زوجاتهم الجنسية وقد انطلقت في هذا الميدان حتى كتبت أقاصيص عن فضول المراهقات والمراهقين لاكتشاف وظائف الأعضاء لدى كل منهما، وغير ذلك من الموضوعات مما أدى لمهاجمتها لِما في كتاباتها من تحدٍ للتقاليد الإسلامية.

وتوفي زوجها وهي بعمر 48، بينما توفيت بالقاهرة عام 1996، ولها ثلاث أبناء بعد معاناتها برفضها فكرة التسلط الاسري والمجتمع.

وكانت فطمة تكافح ضد النظرة المتدنية حينذاك للمرأة باعتبارها كائن ضعيف لا يمكن الاعتماد عليه وإلغاء فكرة الاختيار لها .

ومن كتابات فاطمة أو أليفة رفعت: حواء تعود لآدم (مجموعة قصصية) ومن يكون الرجل (مجموعة قصصية) وبعيداً عن المئذنة (مجموعة قصصية) وجوهرة فرعون (رواية).

استخدمت فاطمة رفعت الاسم المستعار أليفة Alifa حتى لاتسبب الإحراج من جانب عائلتها بسبب مواضيع قصصها النسوية ومسيرتها في الكتابة.

قصصها القصيرة مثيرة للجدل

واشتهرت قصصها القصيرة المثيرة للجدل بتصويرها لديناميكيات الجنس الأنثوي والعلاقات الجنسية الأنثوية وضياعها في الثقافة الريفية المصرية.

ومع ذلك ظل أبطال فاطمة رفعت مؤمنين دينياً مع مشاعر سلبية تجاه مصيرهم ولم تحاول قصصها قمع النظام الأبوي.

وصورت فاطمة المشاكل المتأصلة في المجتمع الأبوي عندما لا يلتزم الرجال بتعاليمهم الدينية التي تدعو إلى المعاملة اللطيفة للمرأة.

كان والدها مهندسًا معماريًا وكانت والدتها ربة منزل والتحقت فاطمة بمدرسة مصر الجديدة الابتدائية والمركز الثقافي للمرأة لتعليمها المتوسط.

كما التحقت بالمعهد البريطاني بالقاهرة من 1946 إلى 1949 حيث درست اللغة الإنجليزية وحاولت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولكنها تزوجت.

في السنوات القليلة الأولى من زواجهما سمح لها زوجها بكتابة ونشر القصص باسمها المستعار رغم الفكرة الشائعة بأن الكتابة للرجال.

ونشرت قصصها من عام 1955 حتى عام 1960 عندما اختارت التوقف بعد تعرضها لضغوط من زوجها لإنهاء مسيرتها في الكتابة.

خلال فترة الصمت الأدبي التي استمرت قرابة 14 عامًا ، تابعت أليفة رفعت دراسة الأدب وعلم الفلك والتاريخ .

أليفة رفعت محبطة من عدم قدرتها على التعبير عن نفسها

وظلت أليفة رفعت محبطة من عدم قدرتها على التعبير عن نفسها والقضايا المجتمعية التي واجهتها كامرأة من خلال الوسائل الأدبية.

في عام 1973 بعد تعرضها لمرض خطير سمح لها زوج أليفة مرة أخرى بكتابة أعمالها ونشرها ومنها مجموعة من القصص القصيرة وروايتين تبدأ بالقصة القصيرة “عالمي من المجهول” التي اكتسبت شهرة أولية بسببها وأصبحت فاطمة رفعت طوال حياتها عضوًا في اتحاد الكتاب المصريين ونادي القصة القصيرة ودار الأدباء.

توفي زوج أليفة رفعت عام 1979 وبرغم سفرها بمحافظات مصر مع زوجها للعمل إلا أنها لم تغادر مصر إلا بعد وفاته.

كما حضرت المعرض الدولي الأول لكتاب المرأة بلندن عام 1984 وتحدثت عن حقوق المرأة في الإسلام وموضوع تعدد الزوجات.