ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ونظيره الصومالي محمد روبلي، اليوم بمقر مجلس الوزراء المصري، جلسة مباحثات موسعة لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، بأنه في ضوء توجيهات الرئيس السيسي بدعم الصومال في كل المجالات، سوف يتم بحث مضاعفة عدد المنح الدراسية الممنوحة للأشقاء في الصومال لتصل إلى ٤٠٠ منحة سنويا، وكذلك تلبية احتياجات الجانب الصومالي من القوافل الطبية والأدوية وغيرها من المستلزمات، في ضوء ما سيرد إلينا من مطالب من الحكومة الصومالية، فضلاً عن بحث آليات تسهيل حركة الأفراد بين البلدين.
وحضر المباحثات وزراء الخارجية، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون الدولي عن مصر فيما ضم الوفد الصومالي كلا من وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، ووزير التربية والثقافة والتعليم العالي، وسفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدي القاهرة، وعددا من مسؤولي البلدين.
ورحب الدكتور مصطفي مدبولي برئيس وزراء الصومال فى أول زيارة له إلى القاهرة ، ونقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلي رئيس الوزراء الصومالي والوفد المرافق له، مؤكداً حرص الرئيس علي تعزيز العلاقات مع الصومال، وتوجيهاته الدائمة بتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء فى الصومال.
وأشاد رئيس الوزراء بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الصومال مؤخراً في سياق العلاقات الثنائية، وعلى رأسها تعيين سفير للصومال بالقاهرة، وعودة البعثة التعليمية المصرية، وتخصيص أرض لبناء السفارة المصرية في مقديشو، وأكد أن ذلك سيعزز من التواجد المصري على أرض الصومال، بما يساهم في تطوير العلاقات الثنائية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه للعمل مع الأشقاء في الصومال لدفع العلاقات في مختلف المجالات لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري، بما في ذلك عن طريق قيام الجانب الصومالي بالإسراع في منح رخصة التشغيل المصرفية لفرع بنك مصر في مقديشيو.
وأكد رئيس الوزراء حرص مصر على دعم استقرار الأوضاع في الصومال، وأشاد بالجهود التي قام بها رئيس الوزراء الصومالي الفترة الماضية على صعيد التوفيق بين جميع الأطراف، ومعرباً عن ترحيب مصر بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق جدول زمني محدد.
ومن جانبه، أعرب محمد روبلي رئيس الوزراء الصومالي عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة مصر، قائلا: أشعر بسرور بالغ لتواجدي في هذا البلد الحضاري العريق، وتوجه الشكر والتحية للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وللشعب المصري، ونقل تحيات الرئيس محمد فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن مصر والصومال دولتان شقيقتان، لديهما تاريخ طويل من العلاقات المبنية على أُسس قوية ، وأن الصومال شهدت تغيرا كبيرا فيما يتعلق بالنواحي الأمنية والاقتصادية، وبدأت البلاد تسترد تدريجياً ما كانت عليه من استقرار، على طريق استكمال بناء الدولة.
وأشار إلى أن زيارة الوفد الصومالي لمصر اليوم تستهدف بحث سبل تفعيل مجالات التعاون التي سبق الاتفاق عليها، وأعرب عن أمله في زيادة الزيارات المتبادلة على المستويين السياسي والاقتصادي، وتسيير رحلات شركة “مصر للطيران” إلى مقديشيو، لتسهيل حركة الافراد والتجارة بين البلدين.
وطلب رئيس الوزراء الصومالي العمل على تفعيل مذكرات التفاهم بين الجانبين، لاسيما فيما يتعلق بتقديم الدعم الفني والمهني للكوادر في المؤسسات الصومالية لمنحها دفعه قوية حتى يتسنى لها القيام بمهامها على الوجه الأمثل.
وأعرب عن أمله في زيادة التعاون مع مصر في مجال التعليم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أبناء الشعب الصومالي تتلمذ على يد مدرسين مصريين خلال الخمسينيات والستينيات.
وأضاف أن الصومال يحتاج كذلك إلى حزمة من الدعم في القطاع الصحي، تتمثل في إعادة تشغيل عدد كبير من المستشفيات في الأقاليم المختلفة، وإمداد هذه المستشفيات بأطباء مصريين، وإقامة مستشفى مصري في الصومال، فضلا عن إيفاد القوافل الطبية.
وأشار رئيس الوزراء الصومالي إلى أن بلاده تتمتع بعديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات الثروة الحيوانية والسمكية، والبنية التحتية، والزراعة، مشيراً إلى أنه يمكن للشركات المصرية الكبرى أن تقتنص فرصة الاستثمار في هذه المجالات.
وأكد سامح شكري، وزير الخارجية، على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وتقدم بالشكر للجانب الصومالي على تخصيص قطعة أرض للسفارة المصرية في العاصمة مقديشيو.
وأعرب عن تطلع مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية وفقاً للجدول الزمني الذي اتفقت عليه الأطراف المعنية بالصومال، مشيداً في هذا الصدد بما حققته الصومال من خطوات إيجابية في هذا الشأن.
وأكد أن حرص مصر على دعم الاستقرار في الصومال يأتي انطلاقاً من رؤيتها لأهمية تحقيق وحدة الأراضي الصومالية وتحقيق السيادة على أراضيها.
وأكد وزير الخارجية ترحيب مصر بإجراء مشاورات مع الأطراف المعنية بالبلدين لمناقشة كافة جوانب التعاون الممكن.
واستعرض الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جوانب التعاون في مجال التعليم، والمدارس المصرية المتواجدة في العاصمة مقديشيو والأقاليم الصومالية، مؤكداً استعداد مصر الكامل لزيادة حجم التعاون القائم، والتعاون في مجال تدريس اللغة العربية.
واستعرض الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إحصائيات لأعداد الطلاب الصوماليين المتقدمين للاستفادة من المنح الدراسية المقدمة من مصر والتي وصلت إلى 200 منحة سنوياً، وقال أنها تعكس إقبالاً كبيرا من الجانب الصومالي للاستفادة من هذه المنح.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، حرص مصر على تفعيل ما سبق الاتفاق عليه مع الجانب الصومالي من مجالات تعاون مختلفة، ومناقشة سبل تعزيز ذلك التعاون في الفترة المقبلة.