تراجعت مبيعات المساكن الأمريكية للشهر الثالث على التوالي في أبريل تحت ضغط نقص حاد في المعروض من العقارات، وهو ما رفع الأسعار لمستويات قياسية، بحسب وكالة رويترز.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين فى الولايات المتحدة إن مبيعات المساكن الأمريكية القائمة انخفضت 2.7% إلى وتيرة سنوية معدلة في ضوء العوامل الموسمية بلغت 5.85 مليون وحدة الشهر الماضي.
توقع اقتصاديون أن تبلغ مبيعات المساكن الأمريكية 6.09 مليون وحدة في أبريل
كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن تبلغ وتيرة مبيعات المساكن الأمريكية 6.09 مليون وحدة في أبريل بتعافي نسبته 2%.
وقفز متوسط أسعار المساكن الأمريكية 19.1% عنه قبل سنة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 341 ألفا و600 دولار في أبريل.
وفى تصريحات سابقة، قال الملياردير العقاري توم باراك أن سوق الرهن العقارية الأمريكية على حافة الانهيار.
وتوقع “تأثير الدومينو” ضمن عواقب اقتصادية كارثية إذا لم تتخذ البنوك والحكومة إجراءات فورية لمنع المقترضين من التخلف عن السداد.
وحذر توم باراك الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار الأمريكية “كولوني كابيتال” من أن ارتفاع طلبات السداد، وتخلف المستدينين عن السداد، سيؤثر بسرعة وبشكل شديد على النطاق الواسع من أصحاب المصلحة في سوق العقارات بالكامل.
وأشار باراك الى أن ما يحدث قد يُقَزِم تداعيات الكساد الكبير.
ويعرف عن تأثير الدومينو أنه تفاعل تسلسلي يحدث عندما يسبب تغيير صغير تغييراً مماثلاً بجواره والذي بدوره سيحدث تغييراً مماثلاً وهكذا دواليك في تسلسل خطي.
قطاع الإسكان الأمريكى من بين القطاعات الرئيسة الأكثر بريقا
يشار إلى أنه رغم الانعكاسات السلبية لتفشي وباء كورونا على الاقتصاد الأمريكي، إلا أن قطاع الإسكان كان من بين القطاعات الرئيسة الأكثر بريقا والأكثر مرونة.
حيث لم يمنع تفشي الوباء وارتفاع معدلات البطالة ملايين الأمريكيين من مواصلة البحث عن شراء منزل.
وخلال الربع الثالث من العام الماضي زادت أسعار المنازل التي تقطنها أسرة واحدة 12 % وتعد تلك أكبر قفزة سنوية في سبعة أعوام.
خبراء: جائحة كورونا عززت من النظرة التقليدية للمنزل كمخزن للقيمة
ويعتقد بعض الخبراء العقاريين أن جائحة كورونا عززت من النظرة التقليدية للمنزل كمخزن للقيمة.
ولعبت أيضا دورا ملموسا في إنعاش السوق العقارية الأمريكية وزيادة الطلب على المنازل، حيث هرع عديد من ملاك العقارات في المدن إلى بيع منازلهم بأسعار مقبولة أو منخفضة لشراء منازل في الضواحي وبعيدا عن مناطق الاكتظاظ السكاني.
وذلك خوفا من فيروس كورونا، وبحثا أيضا عن مساحات أكبر تتضمن غرفا إضافية للعزل الصحي إذا تطلب الأمر أو للعمل منها.
مع هذا يرى الباحث في الاقتصاد الأمريكي أيه. جي. هوج أن انتعاش القطاع العقاري الأمريكي لا يعني أن الصورة وردية للجميع. حيث إن زيادة الطلب أوجدت أيضا أزمة في القدرة على تحمل تكاليف الإسكان لملايين الأمريكيين.
ويقول “أدى الجمع بين الطلب الشديد ومعدلات الرهن العقاري المنخفضة إلى دفع أسعار المساكن إلى مستويات تجعل من الصعب ادخار الدفعة الأولى لشراء العقار، خاصة بين المشترين لأول مرة، وفي الوقت الحالي لا توجد مؤشرات على أن نمو الأسعار سيتباطأ، والتوقعات أن ترتفع قيمة المنازل بنهاية هذا العام 10.5 في المائة عن مستوياتها الحالية”.
محلل: ارتفاع في معدلات البطالة رغم انخفاض أسعار فائدة الرهن العقاري
ويرى هوج أنه رغم أن انخفاض أسعار فائدة الرهن العقاري بشكل كبير وهو عنصر جذب لمزيد من المشترين إلى السوق، فإنه على الجانب الآخر هناك ارتفاع في معدلات البطالة الذي يعد عنصر طرد وإقصاء من السوق العقارية.
وبلغ معدل البطالة في الولايات المتحدة في يناير الماضي 6.3 %، وبلغ عدد العاطلين عن العمل 10.1 مليون شخص.
ويضيف “والنتيجة أن ما بين 225 – 500 ألف من أصحاب المنازل في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد يواجهون الإخلاء بسبب فقدان القدرة على دفع الرهن العقاري هذا العام.
وهذا العدد أكثر من المعتاد، كما أنه في يناير الماضي كان هناك 2.7 مليون من أصحاب العقارات غير قادرين على سداد ما عليهم من قسط شهري لسداد قيمة المنزل، وهذا يمثل 547 مليار دولار من أصل الدين غير المسدد”.