تتجه بريطانيا لفقدان مكانتها كواحدة من الشركاء التجاريين العشرة الكبار مع ألمانيا العام الجاري للمرة الأولى منذ 1950، بحسب وكالة رويترز.
ويجئ هذا وسط تسبب العراقيل المرتبطة بالبريكست (الخروج من الاتحاد الأوروبي) في دفع الشركات في أكبر اقتصاد في أوروبا للبحث عن الأعمال في مكان آخر.
تراجع التجارة مع ألمانيا
وغادرت بريطانيا السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي بنهاية عام 2020 عقب أكثر من أربع سنوات من الخلاف حول بنود الانفصال، و بدأت الشركات الألمانية بالفعل في الحد من العلاقات مع بريطانيا.
وخلال الأشهر الست الأولى من هذا العام، هبطت الواردات الألمانية من بريطانيا بنسبة 11% على أساس سنوي لتصل إلى 16.1 مليار يورو (19.0 مليار دولار)، بحسب مكتب الاحصائيات الفيدرالية.
وبينما صعدت الصادرات الألمانية إلى بريطانيا بنسبة 2.6% لتصل إلى 32.1 مليار يورو، لكن هذا لم يمنع هبوط التجارة الثنائية بنسبة 2.3% إلى 48.2 مليار يورو، مما يدفع بريطانيا إلى المركز الحادي عشر نزولا من المركز التاسع ومن المركز الخامس قبل أن تصوت للخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وأظهر مسح لرابطة التجاري الألمانية بي.جي.أ عام 2020 أن واحدة من كل خمس شركات تعيد ترتيب سلاسل الإمداد بحيث تقوم بإحلال موردي الاتحاد الأوروبي محل نظرائهم البريطانيين.
بات ذلك التوجه أكثر بروزا، بينما باتت الشركات البريطانية في وضع أسوأ، بحسب مايكل شميدت، رئيس غرفة التجارة البريطانية في ألمانيا، بما يعني استبعاد تحقيق أية تعافي قبل نهاية العام الجاري.
وقال شميدت لوكالة رويترز:” المزيد والمزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة تتوقف حاليا عن التجارة في بريطانيا بسبب العراقيل المرتبطة بالبريسكت.”
وأظهر تحليل للبيانات أن الواردات الألمانية من المنتجات الزراعية البريطانية هبطت بأكثر من 80% في الأشهر الست الأولى، بينما هبطت الواردات الدوائية بنحو النصف تقريبا.
وقال شميدت:” الكثير من الشركات الصغيرة لا تستطيع الوفاء ببساطة بالأعباء الإضافية والأمتثال لجميع الضرائب المستجدة، مثل الشهادة الصحية الواجبة على الأجبان وغيرها من المنتجات الطازجة.”
الشركات البريطانية هي الأكثر تضررا
لكن الشركات البريطانية هي الأكثر تضررا من نظيرتها الألمانية التي اعتادت التعامل مع أنظمة ضريبية مختلفة حول العالم، إذ تقوم الكثير منها بالتصدير للعديد من البلدان غير الأوروبية طيلة عقود طويلة.
وأشار شميدت إلى أن الصورة مختلفة في بريطانيا، مضيفا أن الكثير من الشركات الصغيرة هناك كانت تصدر إلى الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي، بما يعني أنها احتاجت إلى البدء من الصفر ومواجهة ضوابط جمركية جديدة.
وتابع:” بالنسبة للكثير من الشركات البريطانية الصغيرة، البريكست كان يعني فقدان الوصول إلى أكثر أسواق التصدير أهمية .. والأمر يشبه إطلاق النار على نفسك. وهذا يفسر سبب تدهور الواردات الألمانية من بريطانيا حاليا.”
وعبر شميدت عن أمله في أن يكون التراجع مؤقتا. ” الشركات تستطيع عادة التأقلم بسرعة – لكن هذا يتطلب مرور بعض الوقت.”