بريطانيا تسعى للبقاء داخل الاتحاد الجمركى الأوروبى

دون الإخلال بنتائج الاستفتاء    المال -خاص: تسعى  بريطانيا إلى البقاء  فى الاتحاد الجمركى الأوروبى  وتعمل على التحايل للحفاظ على مكاسب الوحدة بدون الاخلال بنتائج الاستفتاء الذى أدى إلى خروجها. وانتقد وزير التجارة  الدولية البريطاني  ليام فوكس الانقسام  المخ

بريطانيا تسعى للبقاء داخل الاتحاد الجمركى الأوروبى
جريدة المال

المال - خاص

6:40 م, الأثنين, 19 ديسمبر 16

دون الإخلال بنتائج الاستفتاء   

المال -خاص:

تسعى  بريطانيا إلى البقاء  فى الاتحاد الجمركى الأوروبى  وتعمل على التحايل للحفاظ على مكاسب الوحدة بدون الاخلال بنتائج الاستفتاء الذى أدى إلى خروجها.

وانتقد وزير التجارة  الدولية البريطاني  ليام فوكس الانقسام  المخيف الذى ترتب على الاستفتاء المرتبط ببقائها من عدمه داخل الاتحاد او تزايد الفجوة بين التيار المؤيد والمعارض  ما بين معارض ومعارض متشدد ومعسكر اخر بين مؤيد ومؤيد راديكالى.

 وفيما  تصارع بريطانيا وتسابق الزمن خوفا من الخسائر التى ستتكبدها بمجرد وربما قبل خروجها من اكبر تكتل وكيان تجارى فاعل فى العالم بعد منظمة التجارة العالمية وما سيتبعه من الحرمان من المنافسة التجارية والمزايا الاقتصادية التى تتمتع بها حال  بقائها داخله.

وتعمل حكومة رئيسة الوزراء البريطانية ماى تريزا  بكل ثقلها على مسارين أولهما تقليل الخسائر المحتملة  التى ليست لها حد أقصى.

والثانى البحث عن وضع متميز داخل الاتحاد مثل ما تحظى به بعض الدول داخل كيانات اقتصادية دولية.  

ولتنفيذ هذه الاستراتيجية تستخدم أدوات واًليات متنوعة كتطويل فترة التفاوض مع الاتجاد الاوروبى  وطمأنة الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة. 

والمثير وبما يعكس مدى جدية وخطورة هذا الملف ليس  على بريطانيا  فقط بل وعلى  المملكة المتحدة بـأسرها التى تضم ايرلندا واسكوتلندا وويلز وإنجلترا، قامت  حكومة ماى  باستحداث وزارة ليس لها مثيل فى العالم  تسمى وزارة الخروج بل ربما باتت هذه الوزارة الاهم فى الوقت الحالى كما أن هذا الملف لا تعمل عليه هذه الوزارة وحدها  بل الخارجية والتجارة والاقتصاد والخزانة وربما كل الوزارات البريطانية دون استثناء بما فى ذلك الدفاع .. والداخلية  home office. 

وألمح وزير التجارة الدولية ليام فوكس فى تصريحات لمحطة بى بى سى أوردتها صحيفة اندبندنت إلى ان المملكة المتحدة ربما ستبقى داخل الاتحاد الجمركى بعدما تغادر الاتحاد الأوروبى، مضيفًا أن بلاده يجب أن تأخذ هذا الخيار بعين الاعتبار.

وقال ليام: اسمع الناس وهى تتحدث عن الخروج اليسير والخروج العسير كما لو انها على حد تعبيره (بيضة مقلية)، مضيفا ان الشعب البريطانى انقسم الى مؤيدى الخروج ومعارضيه. 

 وتابع: القضية اعقد كثيرا مما تبدو عليه وعلينا ان ننتظر النتائج رغم انها ربما  ستكون وخيمة.

الأبواب الخلفية 

وبدأت الخيوط المعقدة  للملف  فى الظهور كما تأحذ بعدا تصاعديا يوما بعد يوم وجهدا  كبيرا يدفع الى التساؤل ولماذا اختار البريطانيون عدم البقاء طالما انهم لا يدخرون جهدا للاستمرار ..  فقد أمضى الوزير البريطانى الوقت الأكبر من  الاسبوع الماضى فى كوريا الجنوبية لعقد اتفاق للتجارةالحرة  بين البلدين كأحد البدائل لتقليل خسائر الخروج (الخروج الكبير).

وتعتبر كوريا الجنوبية من إحد الدول الـ 35 التى لديها اتفاقات تجارية تقضى بمعاملة تفضيلية مع الاتحاد الاوروبى كما أشارت اندبندنت، وهو ما يعنى أن لندن تبحث عن أبواب خلفية للتسلل عبرها  الى داخل الاتحاد مجددًا  لتبقى به ضمنيا أو على الاقل لتخفيف الخسائر.  وهنا يثار التساؤل بعينه ..  لماذا كل هذا التعقيد؟  

ويتهم فوكس وهو من الجناح المتشدد المؤيد لنتائج الاستفتاء انه يقود بلاده  نحو خروج غير اًمن او عسير من الاتحاد لدرجة  وصفه  على انه مثل الزوج الذى يرغب فى تطليق زوجته ولكنه يريد فى الوقت نفسه الاحتفاظ بكل الممتلكات وهو تعبير يعكس حدة الضيق والحيرة التى تسيطر على  المجتمع والممتزجة بالسخرية  اللاذعة  التى تسيطر على بريطانيا. 

ازدواجية أم ديمقراطية؟

وردا على سؤال بشأن مدى تطبيق المادة 50  والتى تقنن خروج بريطانيا .. أجاب ان المسـألة ليست قانونية بقدر ماهى التزام  بالديمقراطية  .. وفى وقت سابق وصف وزير الخزانة البريطانى الاسبق جورج اسبورن مغادرة بريطانيا للاتحاد على انه اكبر اجراء حمائى فى تاريخ بريطانيا قاصدا انه اجراء خاطئ سيفرض عليها عزلة دولية.

وردا على السؤال نفسه  اختتم فوكس تصريحاته بأن الناس أعطت الإشارة برفض الاستمرار فى الاتحاد وان البقية عليها أن تذعن  لرأى الأغلبية، مشيرا الى ان اى محاولة لتقويض هذه النتيجة تدفع الى التساؤل عما اذا كان الامر هو الاختيار بين الازدواجية أم الديمقراطية.

جريدة المال

المال - خاص

6:40 م, الأثنين, 19 ديسمبر 16