خالد بدر الدين
قفزت أسعار البترول لأعلى من %4.8 خلال شهر نوفمبر الماضى، ليرتفع خام القياس العالمى مزيج برنت، إلى 64.32 دولار للبرميل، بعد يوم من اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ودول منتجة أخرى للنفط، على تمديد اتفاق خفض الإنتاج من مارس المقبل، حتى نهاية العام المقبل، لتقليص الإمدادات الضخمة، ودعم الأسعار.
وذكرت وكالة رويترز، أن أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكى صعدت %5.5 خلال الشهر الماضى، لتتجاوز 58 دولارًا للبرميل، لتقترب من أعلى مستوى منذ يونيو 2015، وسط التفاؤل بتمديد الاتفاق الذى تقوده أوبك، لخفض الإمدادات، ليصل متوسط الأسعار أكثر من 50 دولارًا للبرميل، منذ بدايةالعام الجارى، حتى الآن، ليتجاوز بكثير متوسط العام الماضى، الذى توقف عند 43.47 دولار للبرميل، وإن كانت أسعار الخامين هبطت على أساس أسبوعى، بحوالى 1 % لكل منهما.
أكد بنك باركليز البريطانى، أن التزام منظمة البلدان المصدرة للبترول، وروسيا، بمستويات إنتاج العام، بعد الربع الأول من العام المقبل، يؤدى بشكل أساسى إلى المزيد من التوازن، بين العرض والطلب فى السوق، بـ 400 ألف برميل يوميا، لترتفع توقعاته لأسعار النفط فى النصف الثانى من 2018.
يتوقع بنك باركليز استجابة من إنتاج النفط الصخرى الذى ينمو مرة أخرى بين 400 و500 ألف برميل يوميًا، إذا بلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 60 دولارًا للبرميل، وأن ينكمش نمو الطلب بين 100 و200 ألف برميل يوميا، إذا بلغت أسعار خام القياس العالمى مزيج برنت، فى المتوسط بين 60 و65 دولارًا للبرميل العام المقبل، لا سيما أن متوسط السعر المعروض لخام دبى على منصة وكالة بلاتس للتسعير بلغ 60.818 دولار للبرميل فى نوفمبر، ليسجل أعلى سعر منذ يونيو 2015، ويستخدم منتجى الخام فى الشرق الأوسط السعر لتحديد أسعار البيع الرسمية لخاماتهم كل شهر.
أعلن وزير الاقتصاد الروسى، ماكسيم أورشكين، نهاية الأسبوع، عن أن وزارته ترفع توقعاتها لسعر النفط لعام 2018 إلى ما يزيد على 50 دولارًا للبرميل، مقارنة مع تقديراتها السابقة البالغة 43.8 دولار للبرميل، بعد أن اتفقت منظمة أوبك ومنتجين غير أعضاء فى المنظمة بقيادة روسيا على تمديد تخفيضات إنتاج النفط.
أعلنت شركة بيكر هيوز الأمريكية لخدمات الطاقة، عن أن الشركات زادت عدد منصات الحفر النفطية العاملة بواقع حفارتين فى الأسبوع المنتهى، فى الأول من ديسمبر، ليصل العدد الإجمالى إلى 749 منصة، للأسبوع الثانى على التوالى، مع تداول أسعار الخام بالقرب من أعلى مستوى منذ صيف 2015، بعدما مددت الدول الكبرى المنتجة للخام اتفاقا عالميا لتقليص الإمدادات.
أشاد المنتجون الأمريكيون بقرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين من خارجها، على رأسهم روسيا، تمديد تخفيضات إنتاج الخام بحوالى 1.8 مليون برميل يوميًا حتى نهاية 2018، مع سعيهم للتخلص من تخمة المعروض فى الأسواق العالمية، لكن زيادة الإنتاج الأمريكى يقوض جهود منظمة أوبك، ويجعل أثر تخفيضات الإنتاج التى تقودها دون جدوى.
سجل الإنتاج الأمريكى ارتفاعا واضحا ليزداد إلى 9.5 مليون برميل يوميا فى سبتمبر الماضى، ليصل إلى أعلى مستوى إنتاج شهرى منذ أن بلغ 9.6 مليون برميل يوميا فى أبريل 2015، كما أن عدد الحفارات الذى يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج فى المستقبل، ما زال أكبر من 447 حفارة، التى كانت عاملة قبل عام بعد أن عززت شركات الطاقة خطط الانفاق للعام الجارى، مع تعاف الخام من الانخفاض فى الأسعار المستمر، منذ أكثر من عامين ونصف.
يتوقع محللون أن ترتفع واردات الصين من النفط الخام فى يناير، مع تسارع طلب شركات التكرير المستقلة، فور صدور حصص الاستيراد لعام 2018، وشروع شركات التكرير فى إعادة تكوين المخزونات، لتسجل مستو قياس جديد فى العام الجديد، مع دخول قدرات تكرير جديدة حيز التشغيل، وسماح بكين للمزيد من شركات التكرير المستقلة باستيراد الخام، لتتفوق الصين على الولايات المتحدة، لتصبح أكبر مستورد للخام فى العالم.