قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن”منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متضررة بشدة بالتأثير المتواصل للأزمة الأوكرانية نظرا لاعتماد دول شمال أفريقيا الشديد على واردات الغذاء، مما يجعلها عرضة لارتفاع أسعار المواد الغذائية”، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى”.
وأضاف “تستورد المنطقة حوالي 42 % من القمح و23 % من الزيوت النباتية من روسيا وأوكرانيا.
وتعتمد العديد من دول المنطقة بشكل معتدل على الواردات من الزيوت النباتية من الدولتين”.
وأشار برنامج الأغذية إلى أنه “قبل شهر من اندلاع الصراع في أوكرانيا، ارتفع سعر دقيق القمح بنسبة 47 % في لبنان و11 % في اليمن، و15 % في ليبيا، 14 % في فلسطين، وتقريبا 10 % في سوريا”.
دول عربية كثيرة تعتمد على استيراد القمح الروسي والأوكراني تواجه تحديا كبيرا لضمان إمداداتها
وتواجه دول عربية كثيرة، تعتمد على استيراد القمح الروسي والأوكراني، تحديا كبيرا لضمان إمداداتها، في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والعقوبات الغربية الواسعة المفروضة على موسكو.
ويرى مراقبون أن التداعيات تختلف حسب كل دولة، فعلى المدى القصير فإن أكثر الدول تضررا هي لبنان واليمن.
ركود عالمى متوقع
وحذر ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي، من أن حرب روسيا في أوكرانيا وتأثيرها في أسعار الغذاء والطاقة، وأيضًا توفر الأسمدة، قد يثيران ركودًا عالميًا.
وقال مالباس أمام ندوة استضافتها غرفة التجارة الأمريكية إن اقتصاد ألمانيا، رابع أكبر اقتصاد في العالم، تباطأ بالفعل بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وقال إن انخفاض إنتاج الأسمدة سيزيد الأوضاع سوءًا في مناطق أخرى.
توقعات بأن يعاني اقتصاد كل من أوكرانيا وروسيا من انكماش كبير
وأضاف أنه من المتوقع أن يعاني اقتصاد كل من أوكرانيا وروسيا من انكماش كبير في حين تشهد أوروبا والصين والولايات المتحدة تباطؤًا في النمو.
وحسب ما ذكره “مالباس” فإن الدول النامية هي الأكثر تضررًا بالنظر إلى النقص في الأسمدة ومخزونات الغذاء وإمدادات الطاقة، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل بشأن متى قد يبدأ ركود عالمي.
تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة
وقال الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب.
يأتي هذا في وقت طالبت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، الحكومات بدعم كلفة الغذاء والطاقة للطبقات الفقيرة في المجتمع، وحذرت، في حديث لبي بي سي، من احتجاجات كالتي شهدتها سريلانكا مؤخرا وأسقطت الحكومة.
وقالت جورجييفا إن الدعم يجب أن يقدم “بطريقة هادفة جدا، ويفضل أن يكون ذلك من خلال تقديم الإعانات مباشرة إلى الناس”.