أشاد المهندس محمود عصام عضو مجلس النواب ، بالخطوات التي تتخذها وزارة البترول والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتوطين خدمات تموين السفن والحاويات العملاقة بالوقود الأخضر النظيف، تنفيذًا للالتزامات الدولية بخفض الانبعاثات الكربونية والحد من علميات الاحتباس الحراري.
ودعا النائب محمود عصام إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال في ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي علي الميثانول الأخضر، وهو ما قد يفتح آفاقاً تصديرية جديدة لقطاع البتروكيماويات المصري من المنتجات الخضراء ويعزز من تنافسيته وتواجده في الأسواق الخارجية.
وأضاف النائب تصريحات له اليوم، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أعلنت عن إطلاق أول عملية لتموين السفن بالميثانول الأخضر من ميناء بورسعيد وذلك منتصف أغسطس الجاري، كأول تجربة لاستخدام الوقود الأخضر في مصر والشرق الأوسط.
ولفت إلى أن المنطقة الاقتصادية للقناة تتمتع بمقومات متعددة تؤهلها للمنافسة في هذا السوق الواعد من أهمها الموقع الاستراتيجي ومرور كبار خطوط النقل البحري العملاقة من خلالها، فضلًا عن المشروعات الجديدة التي تم التعاقد عليها لإنتاج الوقود الأخضر بالمنطقة لتغطية احتياجات السفن العابرة للقناة وأهمها المشروع الذي تنفذه شركة سكاتك النرويجية الرائدة في مجال حلول الطاقة الخضراء بالتحالف مع شركات وطنية بقطاع البترول، لإقامة مصنعا لإنتاج الميثانول الأخضر بطاقة إنتاجية مبدئية 40 ألف طن وتزيد مستقبلًا إلى 200 ألف طن، وأيضا الاتفاق مع نفس الشركة للبدء في إنتاج الأمونيا الخضراء، بما يسهم في وضع مصر على الخريطة العالمية للدول المنتجة للوقود الأخضر المستخدم في تزويد السفن.
ويعد الميثانول الأخضر وقودا نظيفا لتموين السفن حيث يتم إنتاجه من خلال استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء ودمجه مع الهيدروجين الذي يتم استخلاصه من خلال الفصل الكهربائي للمياه، وبالتالي يقلل هذا الوقود المُصنع من تركيزات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في طبقات الغلاف الجوي.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن شركات النقل البحري العملاقة مثل “ميرسك” تتبني خطط لتعزيز اعتمادها على الميثانول في تموين أسطولها البحري، وتقليل استخدامات الوقود الاحفوري التقليدي بعد أن أكدت الدراسات مسئولية قطاع الشحن البحري عن 3٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، متابعًا أن استخدام الميثانول قد يسهم بنحو 95٪ من تقليل هذه الانبعاثات.
وأضاف أن معهد الميثانول في واشنطن توقع أن يصل حجم إنتاج الميثانول الأخضر إلى أكثر من 8 ملايين طن متري بحلول عام 2027، موضحا أنه يتمتع ببعض الخصائص الفيزيائية عن أنواع الوقود المصنعة الأخرى مثل أنه يظل سائلًا في درجات الحرارة والضغط المحيطين على عكس الهيدروجين، ما يجعل شحنه أسهل وتخزينه أكثر كفاءة، فضلا عن قابليته للتحلل البيولوجي ما يجعله أكثر أماناً حال تسربه.