اعتبر النائب عادل اللمعي، عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، أن استعراض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عرضًا مُقدمًا من إحدى الشركات الأجنبية الكبرى لإقامة محطة عملاقة للهيدروجين الأخضر في مصر، سيكون له دوره في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، في ظل ما تمتلكه من مكانة تنافسية تؤهلها لتحقيق الريادة في هذا المجال الواعد بموقع إستراتيجي مهم وقاعدة صناعية عملاقة، وأيضًا مع وجود مصادر هائلة من قدرات الطاقة المتجددة كأحد المكونات الرئيسية لصناعة الهيدروجين الأخضر، لافتًا إلى أن القيادة السياسية أولت اهتمامًا للتوسع في هذا القطاع وتيسير فرص جذب الاستثمارات المختلفة المحلية والأجنبية به للشراكة والتوسع في إنتاجه.
وأوضح اللمعي أن قدرة المشروع ستركز على أن تبلغ 400 ألف طن سنويًّا، من خلال الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية بقدرة 15 جيجاوات كما سيتم تصديره بالكامل إلى أوروبا،
ومن المستهدف بلوغ صادرات هذا المشروع مليار دولار سنويًا، وهو ما سيكون له عائده الإيجابي في توفير الآلاف من فرص العمل وزيادة الصادرات،
كما أنه يبرز النظرة الأجنبية لمصر باعتبارها الدولة الأنسب لإنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ تحتل المرتبة 3 في أكبر أسواق الطاقة الكهربائية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث قدراتها وحجمها الإنتاجي،
وهو ما يمهد الطريق بقوة لتلبية مستهدفات الدولة في توطين تلك الصناعة والتي تتخطى أهدافها الاستخدامات المحلية إلى خدمة أغراض التصدير محليًّا وعالميًّا.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن مصر اتخذت إجراءات مهمة لتعظيم فرص القطاع ومنح الحوافز لتشجيع القطاع الخاص؛ بفضل توافر الإرادة السياسية للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وتوقعات زيادة اعتماد أوروبا على الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر بالمستقبل القريب،
كما تسعى لترسيخ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفي القلب منها شرق بورسعيد، كمركز إقليمي لإنتاج وتداول الهيدروجين الأخضر وتموين السفن به، مستفيدةً في ذلك من موقعها الفريد على جانبي قناة السويس المجرى الملاحي الأهم عالميًّا،
موضحًا أنه لا يمكن تغافل تطوير ميناء شرق بورسعيد وتشغيله كأول ميناء أخضر، لتصبح وجهة بارزة للاستثمارات العالمية في هذا الصدد، وسط توافر المقومات والجاهزية، مما يسهّل عمليات تموين السفن وأغراض التصدير للأسواق الخارجية.
وأكد اللمعي أن تلك الجهود أثمرت عن عقد اتفاقيات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء، بتكلفة استثمارية إجمالية 83 مليار دولار،
معتبرًا أنه مع خروج الإستراتيجية الوطنية وتوفير إطار تشريعي لتنظيم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر واستخداماته، سيكون له الدور في تعزيز تنافسية مصر بقوة نحو جذب المزيد من الاستثمارات بهذا القطاع، وتعظيم اندماجها في السوق العالمي،
مشددًا على أهمية وضع خطة لتطوير كل سلسلة القيمة الخاصة به وتوطين صناعة مكونات هذا القطاع الإستراتيجي لتسريع عملية التحول نحو الطاقة الخضراء.