سيتم وضع آلاف الموظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة اعتبارًا من ليلة الجمعة، بحسب شبكة سي إن بي سي. قال بيان للوكالة إن الأمر سيؤثر على جميع “الموظفين المعيّنين مباشرة”، باستثناء أولئك الذين يشغلون “وظائف حيوية للمهمة، القيادة الأساسية والبرامج المحددة خصيصى”.
يأتي ذلك بعد سلسلة من التخفيضات التي أجراها الرئيس دونالد ترامب على البرامج المموَّلة من الحكومة منذ عودته إلى منصبه، الشهر الماضي. إدارته قالت إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) تُضيع المال وتحتاج إلى التوافق مع أولويات سياستها.
قرار ترامب السابق بتجميد المساعدات الخارجية قَلَب نظام المساعدات العالمي، مع تأثيرات بدأت تشعر بها بالفعل في دول مثل سوريا وأفغانستان.
في بيان على موقعه الإلكتروني يوم الثلاثاء، قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنها ستعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية لترتيب ودفع تكاليف السفر للعودة للعديد من موظفيها المتمركزين خارج الولايات المتحدة خلال الشهر.
وسيتم إبلاغ الموظفين الذين هم جزء من الاستثناءات بحلول الساعة 15:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:00 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس.
الوكالة، التي تقدم المساعدات الإنسانية لأكثر من 100 دولة، توظف 10000 شخص حول العالم. ثلثا هؤلاء الأشخاص يعملون في الخارج، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس.
ونظرًا لأن بعض موظفيها يعملون في دول تشهد صراعات، لم يكن من الواضح على الفور كيف سيتم سحبهم.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، الشهر الماضي، أولى ترامب وحلفاؤه الأولوية لخفض تمويل الحكومة، ووجهوا تركيزهم نحو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصبح ماركو روبيو، الدبلوماسي الأعلى في إدارة ترامب، القائم بأعمال رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) كجزء من اندماجها في وزارة الخارجية.
وتظل الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت الإدارة تملك السلطة لإغلاق البرامج دون استشارة الكونجرس. وصف المشرعون الديمقراطيون الاندماج المبلَّغ عنه بأنه خطوة “غير قانونية وغير دستورية”.
ويوم الثلاثاء، تلقَّى العديد من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بريدًا إلكترونيًّا يُبلّغهم بأنه تم وضعهم في إجازة إدارية مدفوعة الأجر.
البريد الإلكتروني، الذي حصلت عليه “بي بي سي نيوز”، أخبر الموظفين بأنهم يجب أن يظلوا “متاحين” عبر الهاتف والبريد الإلكتروني خلال ساعات العمل، لكن لم يُسمح لهم بدخول مباني الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
انتقادات الديمقراطيين
إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الملياردير الذي تم تعيينه لإدارة وكالة جديدة لتحديد تخفيضات الإنفاق في الحكومة الأمريكية، اقترح أن يتم إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالكامل؛ لأنها “خارج نطاق الإصلاح”.
وحذّر الكثيرون من أن إغلاق أبواب الوكالة ستكون له آثار مدمرة على الفئات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
وتتراوح أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بين توفير الأطراف الصناعية للجنود المصابين في أوكرانيا، إلى إزالة الألغام الأرضية، واحتواء انتشار الإيبولا في إفريقيا.
انتقد الديمقراطيون في واشنطن العاصمة خطوة إغلاق أبواب الوكالة.
وكتب السيناتور الديمقراطي من نيوجيرسي آندي كيم، الذي عمل سابقًا في USAID، على وسائل التواصل الاجتماعي: “إلغاء الوكالة يعني إلغاء قدرتنا على المنافسة والحفاظ على سلامة أمريكا”.
الوكالة، التي تأسست في عام 1961، لديها قواعد في 60 دولة وتعمل في العشرات من الدول الأخرى.
أدارت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أكثر من 40 مليار دولار (32.25 مليار جنيه إسترليني) في السنة المالية 2023، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس.