تطالب د. سارة عبد ربه محمد عبده الأستاذة بقسم النحت والتشكیل المعمارى والترمیم بكلیة «الفنون التطبيقية» بجامعة بنھا بضرورة إجراء المزید من الدراسات والفحوص والبحوث على الخامات المنحوت منها الآثار وتوخى الدقة عند إجراء عملیات ترمیم الآثار الفرعونية.
وأوضحت عبد ربه في البحث أن ھناك بعض المواد المستخدمة ملائمة للترمیم داخل البیئات المغلقة كالمتاحف والمعابد ولكنھا غیر ملائمة للآثار المعرضة للتغیرات المناخیة الخارجیة مثل أبى الهول وأن التدارك اللاحق لعدم ملائمتها سیضر بها.
وتنادى أيضا د. سارة عبد ربه بضرورة الاستعانة بالمتخصصین فى فن النحت وتاریخ الفن بالإضافة للأثریین عند الآثار الفرعونية.
ويستهدف بحث الفنانة سارة مجابھة التیارات الفكریة والثقافیة الوافدة والتى تسعى إلى محو ھویة وثقافات الشعوب القديمة ولاسيما الحضارة الفرعونية.
وتناول بحث د. سارة نموذجین طالتھما أعمال الصیانة والترمیم فى مصر قدیما وحدیثا وھما تمثال أبو الھول ومعابد الكرنك.
وجاء فى بحث د. سارة عبد ربه “الدوافع الدینیة والحضاریة لأسالیب صیانة وترمیم المنحوتات فى مصر ما بین الماضى والحاضر” أن عمليات الترميم الحديثة والتخصصیة يجب أن تراعى سلامة الإجراءات وتقنیاتھا من أجل استعادة رونق وجمال الآثار الفرعونية.
وأوضحت الفنانة سارة أن القیم الجمالیة الفنیة لا تنفصل عن القیمة التاریخیة للأثر واستكمال الأجزاء المفقودة لتحقيق الترميم المطلوب.
ولكن استكمال هذه الأجزاء بطرق حديثة لا يجب أن یطغى على أصالة الأثر القديم مع مراعاة تمییز العناصروالأجزاء المضافة.
بحث الدكتورة سارة عبد ربه يتزامن مع اهتمام قطاع الآثار بالترميم
ويتزامن بحث الدكتورة سارة عبد ربه مع نجاح قطاع الآثار خلال 6 سنوات الماضية فى الانتهاء من حوالى 75 مشروعا.
ونجح قطاع الآثار فى تطوير وترميم وفتح مناطق أثرية ومتاحف جديدة للزيارة والإعلان عن اكتشافات أثرية ضخمة بمختلف المحافظات.
ويأتى أيضا بحث الفنانة سارة مع اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بمشروع مصر القومى “المتحف المصرى الكبير”، هدية مصر للعالم.
ومن المتوقع الانتهاء من كافة أعمال المتحف نهاية العام الحالى بقيادة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى تتولى الأعمال الانشائية بالمتحف.
وهناك مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية الذى من المقرر الانتهاء منه بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير العام المقبل.
ورغم أن مفھوم ترمیم الآثار ظهر حديثا إلا أنه معروف منذ أقدم العصور وذلك حینما استشعر الإنسان قیمتھا بحسب سارة.
وترى د. سارة عبد ربه أن الترمیم ظهر نتيجة دوافع دینیة أو حضاریة أو إجتماعیة لكنھا تستھدف الحفاظ على الآثار.
وتؤكد الدكتورة سارة أن المصرى القدیم عرف الترمیم، واشتھر الملك خع إم واست ابن الملك رمسیس الثانى بترمیم آثار أجداده.
واھتم البطالمة ووالرومان من بعد الفراعنة الدینیة وجداریاتھا كما يتضح فى معابد الكرنك وآمون رع وأحجار معابد آتون.
ویتناول بحث الكتورة سارة تفصیلا لأسالیب وتقنیات صیانة وترمیم المنحوتات بدافع حضارى ودینى حفاظا على تاریخها ودلالاتھا الاجتماعیة والھویة القومیة.