قالت مريم أبو دقة، المناضلة الفلسطينية، إن القانون الدولي عاجز أمام ما تمارسه سلطات العدو من جرائم إبادة جماعية في فلسطين، مؤكدة أن بداية المقاومة إنما هي نهاية الاحتلال، لأن «إسرائيل تحمل بذور فنائها في أحشائها»، مضيفة أن المقاومة خرقت عين العدو الإسرائيلي على أرض الواقع وأمام العالم بأسره.
جاء ذلك في فعالية أقامتها نقابة الصحفيين للاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع فلسطين، بمقرها بالقاهرة، بعد وقفة صامتة حدادًا على أرواح الشهداء من الشعب الفلسطيني.
وأضافت مريم أبو دقة لـ”المال” أن العدو الإسرائيلي فَجر في ارتكابه للجرائم اليومية بحق المدنيين من الشعب الفلسطيني، متعجبة من «المعايير المزدوجة لحقوق الإنسان» لدى دول العالم، التي استبسلت في الدفاع عن أوكرانيا في أزمتها مع روسيا، بينما ساندت العدو المغتصب في استئساده على المدنيين من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا.
وأشارت إلى أن كل دول العالم المحتلة نالت استقلالها دون فلسطين، ما يؤكد على ازدواجية المعايير لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات التابعة، فإنهم لا يحركون ساكنًا، كأنما فلسطين ليست من الدول الموقعة على بروتوكولات المنظمة، لافتة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يعد الاحتلال الفاشي التوسعي الوحيد بالعالم.
وذكرت أن الرهائن الصهاينة لدى المقاومة كانوا وما زالوا يتمتعون بحياة إنسانية، بينما لا يعطي العدو منها شيئًا للرهائن الفلسطينيين بمعتقلاته، مشيرة إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم تعذيب وقتل للفلسطينيين بسجونها، بوقائع مسجلة مقدمة لمنظمات حقوق الإنسان الدولية.
وأكدت على أن هدف إسرائيل إنما هو الاستيلاء على جميع المنطقة العربية، لا فلسطين فقط، مناشدة الأمم العربية أن يتضامنوا لحل القضية الفلسطينية، باجتماعهم على مساندة الشعب في الحصول على استقلاله وتقرير مصيره وإقامة دولته الوحيدة وعاصمتها القدس، مضيفة: «نحن لا نطلب القمر.. فقط دولة فلسطينية وحيدة دون صهاينة».
ونددت بالمساندة الأمريكية للعدوان الإسرائيلي على فلسطين، مشيرة إلى أن ذلك لا يعد سوى اعتبار الولايات المتحدة إسرائيل الولاية الـ51 لها، وأضافت أن العرب لا بد لهم من التضامن في وجه ذلك السيل من العدوان عليهم، لأن النيل من فلسطين إنما هو انتقاص من سيادتهم على أراضيهم.
وقالت أمال الأغا، رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إن المرأة الفلسطينية تدفع ثمن صمت العالم عما يدور بغزة والضفة الغربية لها، حيث تنتهك في جميع مناحي حياتها، سواء داخل سجون الاحتلال أو تحت القصف بالقنابل الفسفورية التي يلقيها الجيش الإسرائيلي على المنازل دون هوادة.
وأضافت أمال الأغا لـ”المال” أن المرأة الفلسطينية تفتقد كل احتياجاتها الصحية الخاصة، مشيرة إلى أن أكثر من 700 ألف امرأة بغزة والضفة الغربية يفتقدن المستلزمات الصحية المتعلقة بهن، في ظل قلة المساعدات والإغاثات من الطعام والشراب والمستلزمات الطبية للجرحى.
وبيّنت أن العدو الإسرائيلي قد انتهك جميع حقوق الأسيرات المحتجزات لديه، حيث سجل الاتحاد حالات تعذيب للعديد من السيدات داخل معتقلات العدو، فضلًا على حالات تهديد لبعض البنات باغتصابهن أمام أمهاتهن، كما حدث مع الأسيرة لمى خاطر على سبيل المثال.
وتابعت إن دولة الاحتلال تمنع الأسيرات لديها من العلاج والاستحمام والتريض، وتفرض عليهن التواجد بزنازين كما القبور بأعداد كبيرة، ما يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية، ويسفر عن إصابات بالغة لديهن.
واستنكرت على العالم الدولي والعربي عدم وصفه ما يحدث بفلسطين بأنها جرائم حرب لا بد من معاقبة مرتكبيها، ليس بفلسطين فقط، وإنما في اليمن والسودان وليبيا وسوريا وكل مكان بالعالم.
وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي أفرج في الهدنة الأخيرة عن 33 أسيرة لديه من أصل 57، مشيرة إلى أن الفلسطينيين جميعًا لا يريدون سوى سلامًا عادلًا وشاملًا لبلدهم وللدول العربية بأسرها.
وقالت إيمان بعلوشة، الإعلامية الفلسطينية وعضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إن هناك 180 امرأة يوميًا يلدن دون أدوات طبية، ما يعرض حياتهن وحياة الأجنة لخطر محتم، مشيرة إلى أن ذلك لا يمكن وصفه سوى بأنه قتل للقضية الفلسطينية عن طريق التخلص من الأم الفلسطينية.
وأضافت إيمان بعلوشة لـ”المال” أن الإحصاءات الأولية غير الرسمية أسفرت عن استشهاد 4 آلاف امرأة فلسطينية في غضون الـ50 يومًا الماضية، بينما هنالك السيدات المتكسدات مع أبنائهن بمباني المدارس والمستشفيات لا تتوافر لديهن الاحتياجات النسائية الصحية ولا الطعام والشراب ولا الملبس المناسب لجو الشتاء، في ظل تلك الظروف.
وقال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إن الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع فلسطين إنما يعد رسالات إلى المنظمات العالمية لإعادة الحياة للشعب الفلسطيني، في ظل جريمة هي الأكبر عالميًا لإبادة شعب كامل يأبى الاستسلام.
وأضاف البلشي لـ”المال” أن ما سقط من شهداء وجرحى بفلسطين خلال الـ50 يومًا الماضية أكثر مما جرى في عامين بأكورانيا التي تضامن معها العالم بأسره، مشيرًا إلى ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول مع القضية الفلسطينة خصوصًا.
وحيا البلشي صمود الصحفيين المتواجدين في تلك الأحداث الراهنة بغزة والضفة الغربية، مضيفًا أن «الصحفيين يحمون الأوطان»، مسترجعًا سير الصحفيات اللاتي استشهدن في الدفاع عن نقل أحداث فلسطين بوسائل الإعلام في جميع الأوقات، كشيرين أبو عاقلة وسلمى مخيمر وآلاء طاهر حسنات ومي جمال.
وختم كلامه بـ«يبقى الحق للشعب دائمًا في صناعة غده وتقرير مصيره».