بالأرقام.. لماذا تذهب عقود الرعاية الكُبرى للأهلي وليس للزمالك؟

قيمة عقد رعاية الأهلي يصل لمليار و400 مليون جنيه، مقابل 280 مليون جنيه للزمالك خلال المدة ذاتها وهي 4 سنوات

بالأرقام.. لماذا تذهب عقود الرعاية الكُبرى للأهلي وليس للزمالك؟
إسلام مصطفى

إسلام مصطفى

8:19 م, الأربعاء, 26 أكتوبر 22

عاصفة من الجدل والنقاشات شهدتها جماهير الزمالك والأهلي في الآونة الأخيرة بعد تصريحات أدلى بها المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك على خلفية عقود الرعاية لقطبي الكرة المصرية.

منصور قال في تصريحات عبر قناة الزمالك إنّ “قيمة عقد رعاية الأهلي يصل لمليار و400 مليون جنيه، مقابل 280 مليون جنيه للزمالك خلال المدة ذاتها وهي 4 سنوات”، وفقًا لتصريحه.

أثار تصريح المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بشأن قيمة عقد رعاية النادي الأهلي والذي يساوي خمسة أضعاف العرض المقدم لمنافسه التقليدي الزمالك، العديد من التساؤلات التي بدأت في الطرح بشأن أسباب حصول الأهلي على مثل هذا الرقم مقارنة بما يصل إلى الغريم التقليدي من عقود عبر شركات الرعاية.

تأجيج الغضب

رئيس نادي الزمالك أوضح أنّه لن يوقّع عقود الرعاية، معتبرًا ذلك “ظُلم بيِّن لأحد أكبر الكيانات الرياضية في مصر والشرق الأوسط”، وهو ما يمثل منطقة جدل كبيرة الفوارق في عقود الرعاية بين أندية مصر عمومًا وليس الأهلي والزمالك فقط.

أحد أهم المستثمرين في المجال الرياضي، ماجد سامي، قال إنّ اسم الأهلي بمثابة المغناطيس لشركات الرعاية، وهو ما أجج غضب جماهير الزمالك، حيث زاد الأمر سوءًا بقوله: “80% من متابعي الكرة المصرية ينتمون للنادي الأهلي”.

تصريح سامي يتوافق مع ما أكّدته دراسات سابقة صادرة عن نيلسون سبورت وأبسوس، إحدى أكبر الشركات المتخصصة في الأبحاث الرياضية والدراسات الخاصّة بالتسويق.

دراسات أبسوس ونيلسون سبورت أكّدت أنّ هناك 50 مليون مشجع للكرة في مصر، ينتمي منهم 40 مليون للقلعة الحمراء بنسبة 80%، بينما يتقاسم باقي الأندية النسبة المتبقية 20%.

بالعودة إلى عام 2014، نجد بيان صادر عن المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة” يشير إلى أنَّ شعبية الأهلي في مصر تبلغ 72% مقابل 21% للزمالك.

معايير التفضيل

شريف خالد، مدير إحدى شركات التسويق الرياضي في مصر، اعتبر أنَّ العرض والطلب في مصر يتحكم بشكل كبير في قيمة عقود الرعاية للأندية داخل مصر باختلاف انتمائتها.

ويضيف في تصريحات لجريدة المال: “العرض والطلب يأتي على رأس الهدف الأساسي الذي تضعه الشركة المُعلنة قبل بدء التفاوض مع الأندية على إبرام اتفاق بينهما”.

وأوضح خالد أنَّ “شركات الرعاية قد تهدف في عقدها إلى الحصول أكثر قدر ممكن من الوعي، وهو الأمر الذي يحدث في حالة إعادة تصميم هُويّة جديدة للشركة”، مؤكّدًا “في هذه الحالة تذهب الشركات إلى الأندية الأكثر شعبية من أجل تثبيت هويتها الجديدة في عقول المشجعين”.

وهناك حالة أخرى يشير إليها مدير إحدى شركات التسويق الرياضي أنَّ “هناك العديد من الشركات الأخرى وبالتحديد شركات الملابس الجاهزة تهدف لتحقيق أكبر عائد ممكن من عملية البيع والشراء، في هذه الحالة تذهب الشركة إلى الأندية التي تمتلك جماهيرًا لا تهدأ إلا بشراء القميص الجديد لفريقها المفضل”.

قوة المحتوى الرقمي

المقارنات بين الأندية المنافسة والتي يأتي في مقدمتها الأهلي والزمالك، لا تقتصر على حصد البطولات المحلية والإفريقية داخل المستطيل الأخضر، إذ إن هناك منافسة أخرى خارج الملعب، وهي الخاصّة بالمحتوى الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتتحكم مواقع التواصل الاجتماعي وتؤثر بنسبة ليست بالقليلة فيما يتعلق بعقود الرعاية والحقوق الخاصة بالأندية، خاصًة وأن شركات الإعلانات تسعى دائمًا للحصول على أكبر قدرٍ ممكن من المتابعين من أجل الترويج لمنتجها، وبالتأكيد كطبيعة الاستثمار، أنت تُجذب إلى الرقم الأكبر.

الأهلي عبر فيسبوك يُتابعه حول العالم نحو أكثر من 14 مليون شخصًا، ونحو 9 مليون متابع عبر إنستجرام، في مقابل 7 مليون متابع لنادي الزمالك عبر فيسبوك و2 مليون على إنستجرام، وهي فروقات كبيرة للغاية توضح أحد أهم الأسباب التي تؤثر في السوق الاستثماري والفروقات المالية الكبيرة بين الأهلي والزمالك فيما يتعلق ببنود شركات الرعاية والمبالغ مستحقة الدفع لكلا الناديين.

واستمرارًا للحديث عن الأرقام، فإن النادي الأهلي يفوق من حيث التفاعل الفعلي على غريمه التقليدي خلال السنة الأخيرة، إذ حصد نحو 98 مليون تفاعل ما بين الإعجابات والتعليقات ومشاركة المنشورات المختلفة عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي، مقارنة بالزمالك الذي حصد نحو 31 مليون تفاعل.

رغم أن السنة الماضية كانت الأفضل كرويًا لقلعة ميت عقبة والتي حصدت خلالها الدوري والكأس، فيما خرجت القلعة الحمراء خالية الوفاض بعد الإقصاء من دوي أبطال إفريقيا، وخسارة اللقبين المحليين لصالح الغريم التقليدي، ولكن شركات الرعاية لا تنظر إلى الأمور من منطلق رياضي فقط.

لذلك يرى شريف خالد أن بكل تأكيد أرقام حسابات الأندية الشعبية وبالتحديد الأهلي والزمالك، وما تحققه على أرض الواقع تكون في خطة الشركة المعلنة وأحد أهم الأدوات الدعائية التي تستخدمها وتعتمد عليها وتبني على أساسها خطتها طويلة الأمد، فتلك الأرقام دائمًا ما تجعل المعلن يُفضل نادِ على حساب آخر بحكم الشعبية وعدد المتابعين والتفاعل على المنشورات بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي.