قال الباحث السياسي المصري أحمد ماهر أبو جبل إن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بموجب ما يسمى بـ “قانون قيصر” تحد من المساعدات التي ترسلها الدول الأخرى للسوريين المتضررين من الزلزال المدمر الذي وقع مؤخرا وتساهم في تعميق معاناتهم.
وأوضح أبو جبل، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون السياسية، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا مؤخرا أن هناك دولا غير قادرة على مساعدة السوريين المنكوبين كي لا تتعرض للعقوبات الأمريكية التي تشمل كل من يقدم دعما ماليا أو تقنيا أو ماديا أو تكنولوجيا أو غير ذلك للحكومة السورية.
وأضاف في تصريحاته أن “هذا يعني أن هذه الدول لا يمكنها تقريبا تقديم أي مساعدات لسوريا، أو أنها تستطيع فقط إرسال المساعدات بريا أو بحريا، وهو ما قد يستغرق وقتا طويلا، بينما من المفروض في مثل هذا الظرف أن تكون هناك إغاثة سريعة عن طريق الطيران كأسرع وسيلة ممكنة”.
ويصعب على الجانب السوري الوصول السريع إلى المساعدات العاجلة بسبب العقوبات الأمريكية.
المبعوث الأممى: يجب عدم تسييس الاستجابة لحالات الطوارئ
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن يوم الخميس الماضي إنه “يجب عدم تسييس الاستجابة لحالات الطوارئ، ويجب علينا بدلا من ذلك التركيز على ما هو مطلوب بشكل عاجل للمساعدة”.
وجاءت تصريحات بيدرسن مع وصول أول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة بالزلزال منذ وقوع الكارثة.
وأكد أبو جبل أن “العقوبات من المفترض أن تُفرض على الحكومات وليس على الشعوب، لكن بهذه الطريقة فإن الأمريكيين يعاقبون المدنيين والأطفال (في سوريا) ويساهمون في قتلهم تحت الأنقاض”.
وإن “قانون قيصر” هو تشريع أمريكي يعاقب الحكومة السورية على ما تعتبرها واشنطن بأنها “جرائم حرب” ضد الشعب السوري، ووقع عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليصبح قانونا في أواخر عام 2019 ودخل حيز التنفيذ في منتصف عام 2020.
وقال أبو جبل لـ شينخوا إن “قانون قيصر، الذي يفترض أن يحتوي على جوانب إنسانية، لا يطبق بصورة سليمة أو أنه يفتقر إلى الناحية الإنسانية”.
وأضاف أنه “لا يوجد طيران يساعد على وصول المساعدات إلى سوريا أو حتى الدعم المالي الذي يساعد في مثل هذه الظروف، فالكل مقيد الآن بسبب قرار الكونغرس الأمريكي ضد سوريا”، في إشارة إلى قانون قيصر.
وتساءل أبو جبل “هل من المناسب أن نقسم الإنسانية على حسب الأهواء الأمريكية؟”، متعجبا من التزام منظمات المجتمع المدني الأمريكية والمدافعين عن حقوق الإنسان الصمت تجاه مثل هذا العمل غير الإنساني والمتحيز الذي أضر بالسوريين المنكوبين.