يرى خبراء سوق المال، أن الحركة الشرائية التي سجلها المستثمرون الأجانب بالبورصة المصرية مؤخرا، ترجع إلى عدة عوامل، أبرزها الصفقات التي شهدتها السوق مؤخرا، بجانب اقتناص الفرص الاستثمارية في ظل تراجع أسعار الأسهم وسط احتمالات بضبط السياسة النقدية الفترة المقبلة.
وسجل الشهران الماضيان، والأسبوع الأول من أكتوبر حركة شرائية للمستثمرين الأجانب، والتي تعد نادرة، بإجمالي 1.8 مليار جنيه.
وتوزعت مشتريات بواقع 156.8 مليون جنيه، بحصة 5.8% من التداولات في أغسطس، و992.9 مليون جنيه، بحصة 6.1% في سبتمبر، و723.8 مليون جنيه، بحصة 8.4% من التداولات الأسبوع الماضي.
وقادت هذه الحركة الشرائية إلى تراجع مبيعات الأجانب التراكمية، منذ بداية العام إلى 6.8 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضي، مقارنة بـ8.5 مليار جنيه، نهاية أغسطس.
وقال إيهاب رشاد، نائب الرئيس التنفيذي لشركة مباشر كابيتال هولدنج، إن هذه التحركات ترجع بشكل أساسي إلى اتجاه الأجانب لمواصلة الاستثمار للاستفادة من أي تحرك قادم في قيمة الجنيه، خاصة مع وجود صعوبة في الحصول علي الدولار بعد تنفيذ البيع.
ولفت إلى أن شركته لديها طلبات من المستثمرين الأجانب لتدبير الدولار ومازالت في انتظار تلبية احتياجاتهم.
وتواجه السوق المصرية أزمة قوية في المعروض من المتوفر من الدولار الأمريكي، ما أدى إلى قفزة قوية في سعر العملة الأمريكية لتتجاوز الـ40 جنيه في السوق الموازية مقارنة بمستويات تتراوح بين 30 و 31 جنيها في السوق الرسمية حاليا.
وأكدت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، رأي رشاد، لافتة إلى أن الهدف من هذه الحركة الشرائية هو اقتناص الفرص الاستثمارية نظرا لأن أسعار الأسهم أقل من قيمتها العادلة، وفي ظل توقعات بضبط السياسة النقدية الفترة المقبلة سيتم معها إعادة تقييم الأسهم، ما يقود إلى استمرار عمليات الشراء.
وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربي الإفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، إن هذه الحركة الشرائية ترجع بشكل أساسي إلى محاولة اقتناص المستثمرون الأجانب الفرص الاستثمارية لتحسين وضعهم النقدي، ودخولهم في الصفقات الضخمة التي شهدتها السوق مؤخرا.
وأكد أن السوق حاليا مشجعة على الشراء خاصة في ظل التراجعات القوية، وما ترتب عليها من انخفاض في أسعار الأسهم.
وقالت عصمت ياسين، رئيس قطاع تداولات الأفراد بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، إن الحركة الشرائية للمستثمرون الأجانب الفترة الأخيرة تركزت في أسهم البنك التجاري الدولي، وأبوقير للأسمدة، وحديد عز، وهو ما دعم المؤشر الرئيس للسوق EGX30 للوصول إلى مستوى 20400 نقطة مؤخرا.
وقالت دعاء زيدان، رئيس قطاع الاستثمار في شركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن المستثمرين الأجانب يحاولون التحوط من تراجعات الجنيه، والاستعداد للتحريك المقبل لسعر العملة. لافتة إلى أن مشترياتهم تركزت في قطاعات البنوك، والأسمدة، والبتروكيماويات.
وأضاف عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، أن نسبة كبيرة من مشتريات الأجانب تركزت في قطاعات البنوك خاصة سهم البنك التجاري الدولي.
واستبعد عبدالقادر أن تكون هذه المشتريات تمت في الصفقات التي شهدتها السوق مؤخرا، مؤكدا أنها كانت تعاملات عادية على أسهم السوق
جدير بالذكر أنه منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الأسبوع الماضي سجلت المبيعات التراكمية للمستثمرين الأجانب بالسوق 6.8 مليار جنيه، وهي أدنى قيم منذ أبريل الماضي.
وشهدت مبيعات الأجانب التراكمية تدرجا، لتسجل 384 مليون جنيه في يناير، ثم 1.9 مليار جنيه في فبراير، لتقفز إلى 5 مليارات في مارس، ثم 6 مليارات في أبريل، و7.4 مليار في مايو.
وظلت أعلى من الـ8 مليارات جنيه خلال يونيو، ويوليو، وأغسطس، لترتد إلى 7.5 مليار جنيه في سبتمبر، ثم 6.8 مليار جنيه في تداولات أسبوع في أكتوبر.