تتواتر أنباء على الساحتين العربية والدولية.. لاقتراح خطوات قد تؤدى إلى إلغاء قرار جامعة الدول العربية فى نوفمبر 2011، تجميد عضوية سوريا، ربما خلال القمة العربية المقبلة فى الجزائر، كضرورة لتحييد تغوُّل الجارات الإقليميات فى الأوضاع الداخلية العربية، ولتعود سوريا من ثم إلى عمقها العربي- مثخنة الجراح- من بعد عشر سنوات لانزلاقها فى حروبٍ لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلًا، أهلية.. ومع مرتزقة.. وجيوش الخارج، كادت تعرِّضها للتقسيم الجغرافى إلى خمس دويلات، كما كان المخطط الاستعمارى الفرنسى قبل 75 عامًا من الجلاء عن سوريا.. التى حافظت آنئذ، كما اليوم، على الدولة، موحدة، ولتتجه فى الخمسينيات إلى الوحدة مع مصر.. التى سرعان ما تفككت أوصالها مطلع الستينيات.. إيذانًا باحتلال إسرائيل أجزاء من أراضيهما، سيناء- الجولان، 1967 قبل عودة شراكتهما الإستراتيجية فى حرب أكتوبر 1973، لولا أن أعقبتها عدم توازى خطواتهما نظرًا لاختلاف رؤاهما بالنسبة لتعقيدات التسوية فى الصراع مع إسرائيل، وليمضيا منذئذ فى مسارين على طرفيْ نقيض، لم يغِب عن خصومهما العمل على تعميق الهوة بينهما على الصُّعُد الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، لنحو أربعة عقود تالية- إلى أن دهمتهما «معًا» فوضى «الربيع العربى 2011» كأزمتين وجوديتين لكليهما- لولا صمودهما، الواحدة تلو الأخرى، بوجهِ ما يُحاك ضدهما من مخططات عدائية، لا تزال.
إلى ذلك، تتبادل شخصيات سورية- عبر بغداد- وفق ما يتواتر من أنباء، الاتصال بأطراف التحالف الثلاثى لدول ما يسمى «المشرق العربى»، الناشئ مطلع العام الحالى بهدف إحياء وتفعيل الجبهة الشرقية، ذلك لطرح ما يطلق عليها- بصفة ليست غير رسمية- «مبادرة العمق العربى»، بغية إنجاز تسويات سياسية عربية.. ربما تؤدى إلى تحييد كلّ من نفوذ إيران وتركيا فى الأراضى السورية، وذلك بالتوازى مع حراك دبلوماسى مكثف لروسيا فى المنطقة.. قد يسفر عن عودة دمشق إلى عضوية «الجامعة العربية».. وهى التى التقى أمينها العام مؤخرًا مع وزير الخارجية الروسى فى القاهرة.. فى إطار تشكيل موقف جماعى عربى عبر «منتدى التعاون العربي- الروسى»، يسهم فى تحقيق التسوية السياسية للأزمات والنزاعات القائمة فى المنطقة العربية، بما فيها العمل بطبيعة الحال على تحقيق الاستقرار فى سوريا من خلال التوصل إلى حل سياسى يلبى تطلعات مواطنيها، ويحفظ لها وحدتها وسيادتها واستقلاليتها وعروبتها، مع استمرار الدور الإيجابى لروسيا فى هذا الاتجاه، ما قد يؤدى للالتقاء مع أطراف دولية موازية (…) فى العمل لما قد يؤدى إلى خطة عربية للتعافى تَحول دون انهيار كلٍّ من لبنان وسوريا، كضرورة لاتقاء عدم استكمال اتفاقات أبرمتها إسرائيل مع دول عربية من ناحية، وللتلاقى من ناحية أخرى مع بزوغ «المشرق العربي» الذى تعارضه إيران.. فيما تُواصل تركيا الهروب منه إلى الأمام، فى الوقت الذى تمثل دمشق- مجازًا- «لسان الميزان» لتحييد توغلهما من عدمه فى المنطقة العربية، لكن بأية حال ومتى سوف تعود سوريا لعمقها العربي؟