تسببت جائحة فيروس كورونا في انكماش الطلب الصيني على الذهب، ما يهدد بهبوط أسعار المعدن النفيس، وذلك مقابل هرولة المستثمرين في العالم لشراء الذهب بوصفه الاستثمار الأكثر أمانًا، حسب تقرير لوكالة بلومبرج.
وتعد الصين أكبر مشترٍ للذهب في العالم، سواء في صورة سبائك أو عملات أو مجوهرات.
لكن الإغلاق العام الذي تم تطبيقه هناك لاحتواء فيروس كورونا تسبب في خلو الأسواق من الرواد.
ومن المرجح أن يتسبب انكماش الطلب الصيني على الذهب في تراجع الأسعار التي قفزت الشهر الماضي إلى مستوى 1,680 دولار للأوقية.
ويوضح الجراف التالي تطور أسعار الذهب منذ بداية العام بالدولار الأمريكي:
ويتزامن هذا مع تباطؤ استهلاك المعدن في الهند وأوروبا والولايات المتحدة على مستوى تجارة التجزئة.
وتعزز هذا التباطؤ جراء القرار المفاجئ الذي اتخذه البنك المركزي الروسي مؤخرًا بوقف مشتريات الذهب.
وشكل المستهلكون الصينيون العام الماضي نسبة الخمس من الطلب العالمي على الذهب البالغ 4,356 طن، حسب مجلس الذهب العالمي.
وقال زيانج يانجتو المدير التنفيذي لرابطة الذهب الصيني: “الطلب المحلي على الذهب سيتعافي ببطء شديد”، وذلك حتى بعد استئناف الانتاج، لأن الهبوط المحتمل في الطلبيات الجديدة لا يزال مثار قلق”.
وهبطت مبيعات التجزئة الصينية من الذهب والفضة والمجوهرات بنسبة 41% في أول شهرين من العام الحالي.
انكماش الطلب الصيني على الذهب
ويتوقع يانجتو أن كمية المجوهرات الذهبية المبيعة في الربع الأول ستهبط بنحو النصف على أقل تقدير، ما يؤشر على انهيار ملحوظ على مدار العام.
وتابع:” المستهلكون لن يعودوا لشراء المجوهرات الذهبية حتى انتهاء الجائحة، ولا يرغب المستثمرون الصينيون كذلك في شراء الذهب عبر تسييل مدخراتهم في الوقت الراهن.”
ويتناقض هذا مع وفرة النشاط الذي شهدتها السوق العالمية الأسبوع الماضي في ظل إغلاق معامل تكرير الذهب ومنع السفر عبر الطائرات.
وتسبب هذا في زيادة الطلب على الذهب في أسواق العقود الآجلة في بورصة نيويورك، وذلك بفعل هرولة المتعاملين للحصول على كميات من المعدن تكفي لتلبية احتياجاتهم.
الاقتصاد الصيني يتجه للتعافي
ويتناقض هذا أيضًا مع اتجاه الاقتصاد الصيني للتعافي وتباطؤ ورود حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا.
وعادت البلاد إلى العمل بنسبة 90% بنهاية الأسبوع الماضي، حسب بلومبرج ايكونومكس.
وتراجعت مبيعات التجزئة في البر الصيني بنسبة 37% في يناير وفبراير من العام الجاري.
وقامت لذلك شركة لوك فوك القابضة العالمية بإصدار تحذير بشأن الأرباح في مارس.
وهبطت كذلك أسعار الذهب في الصين لتصل إلى مستويات سالبة غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية، حسب بنك سيتي جروب.
ويتوقع البنك أن استهلاك المجوهرات في الصين سيبلغ قيعان لم يبلغها منذ عقد أو أكثر.
الظروف الأوسع نطاقًا تعزز صعود الأسعار
وقال هاي وورد تشينج رئيس المجتمع الصيني لتداول الذهب والفضة أن السوق لا يزال حذر بشأن الضوابط التي قيدت تسليم الذهب ما عزز تقلباته السعرية.
ويتوقع تشينج أن يؤدي خفض إنتاج معامل تكرير الذهب إلى صعود الأسعار استنادًا إلى أن الظروف الأوسع نطاقًا لا تزال تعزز الطلب على المعدن.
وتابع: “حتى لو تحسن الوضع المتصل بالفيروس فسنظل نرى أسعارا أقل للفائدة وضعف أكبر في البورصة وتيسير كمي عالمي، ما يعني أن أسعار الذهب ستتجه نحو الصعود”.