Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

انظروا لما يحدث فى أميركا

ربما من شبه المؤكد فشل المرشح الرئاسى الأميركى «دونالد ترامب» الفوز بالمنصب الأول على قمة الدولة الأقوى فى العالم، إلا أن ذلك لا ينفى- وبرغم التحفظات على إدارته لحملته الاتنخابية- وجود تيار أيديولوجى متعاظم مؤيداً لما يعبر عنه من سياسات تبدو غير تقليدية.. أوصلته لأن يكون ثانى اثنين من ال

انظروا لما يحدث فى أميركا
جريدة المال

المال - خاص

8:46 ص, الثلاثاء, 25 أكتوبر 16

ربما من شبه المؤكد فشل المرشح الرئاسى الأميركى «دونالد ترامب» الفوز بالمنصب الأول على قمة الدولة الأقوى فى العالم، إلا أن ذلك لا ينفى- وبرغم التحفظات على إدارته لحملته الاتنخابية- وجود تيار أيديولوجى متعاظم مؤيداً لما يعبر عنه من سياسات تبدو غير تقليدية.. أوصلته لأن يكون ثانى اثنين من المرشحين المحتملين لدخول البيت الأبيض، بحيث لا تعنى خسارته إنكار مليونيات جماهيرية تعتنق- نسبة إلى «الترامبية»، التى لن تسقط بخروجه مهزوماً من حلبة السباق، خاصة مع تحضير أنصاره لعدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات «ومن ثم إلى الطعن على شرعيتها، ما قد يؤدى إلى أعمال شغب محتملة، سواء خلال الاقتراع أو بعده، ما قد يعود بالسلب على مكانة الحزب الجمهورى، وربما تتبعها مواجهات من العنف والعنف المضاد بين اليمينيين بعضهم البعض وبين اليمين واليسار.. ما يشكل- بحسب المراقبين- بداية شرخ طويل الأمد بين الإثنيات داخل المجتمع الأميركى.. ليصبح أكثر انقساماً ويعامل أقلياته بعدائية مرتابة، فيما يشكك قسم كبير من مواطنيه فى شرعية الحكم، الأمر الذى لا يقتصر- حال حدوثه- على الداخل الأميركى فحسب.. بل سوف يعمق من أزمة صدقية الديمقراطية الأميركية فى أقاليم العالم المختلفة بما فيها الشرق الأوسط وبلدانه.

إن غرائبية الأداء الشخصى للمرشحين الرئاسيين.. لا ينبغى أن تغيّب عن المتابعين للانتخابات.. ما تعبر عنه من نظام سياسى تسلل إليه الصدأ… ربما من سطوة حفنة من المحترفين السياسيين ومن أباطرة المال.. تتوافق مصالحهم على إبقاء الوضع الحالى- رغم الحاجة إلى تغييره- ما يدعو جماهير الحزبين الكبيرين للتمرد عليه.. من خلال تأييدها لظاهرتين غير اعتياديتين- يمثلها إما مرشح «شعبوى» (ترامب) وإما مرشح سابق «اشتراكى» (ساندرز)، فيما يمثل الفائز المرجح (كلينتون) استمرارية المؤسسة العسكرية- المدنية Establishment، وهو ما قد يؤجل- إلى حين- الكشف عن حالة التمرد الكامنة تحت السطح.. تعبر خطوة- خطوة عن حالة (ثورية) تثير القلق على استقرار أميركا السياسى، وفقاً لمفكر أميركى شهير، الأمر الذى من المتوقع أن يتخذ أشكالًا طارئة أكثر حدة فى المستقبل، تغذيها – بحسبه- طبقة غامضة تسعى للانقضاض على الطبقة النخبوية ونزع بوصلتها، الأمر الذى ربما ينعكس بالسلب أيضاً على ركائز النظام العالمى الغارق فى حالة من السيولة منذ ربع قرن ونيف، ناهيك عن تآكل الخطاب الأميركى عن «القيم العالمية» المستندة إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، والذى روجت له إدارة الرئيس «أوباما» فى ذروة الانتفاضات التى صاحبت- ولا تزال- «الربيع العربى»، ذلك دون استثناء النموذج الذى بدأ انتشاره فى الغرب من خلال مكاسب انتخابية تحصلت عليها أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية التى انتقلت خلال السنوات القليلة الماضية من الهامش إلى قلب الحياة السياسية، سوف يتفاعل زخمها بالتوازى مع الصعود الأيديولوجى لما يسمى «الترامبية الراديكالية».. المحتملة لليمين الأميركى «الحديث» الذى تعود جذور تشكيله لما بعد الحرب العالمية الثانية.. قبل تحوله فى العام 1960 إلى عكس العقد الجديد New deal الموروث عن الرئيس الديمقراطى «روزفلت» 1945-33 ليتولاه من بعد دعاة اليمين المحافظ للجمهوريين الذين استعادوا- بحسب المراقبين- ملامح الموضوعات الشعبوية اليمينية التى تطورت بالتداخل المتشعب بين اليمينيين بعضهم البعض إلى بروز منطلقات جديدة.. من أهمها ما يتصل بالسياسة الخارجية التى تقوم على مبدأ «أميركا أولا».. بحيث تتخلى واشنطن عن التزاماتها وتدخلاتها الكونية للتركيز على الدفاع عن المصلحة القومية.

خلاصة القول، إن انتقال تأثير هذه التطورات الأميركية على المنطقة العربية- مسألة وقت- فيما بعض دولها تواجه معضلات تتصل بوجودها ووحدتها.. ربما أكثر من أميركا التى تشكل تقاليد مؤسساتها المستقرة مناعة ضد الانهيار الشامل، إلا أن «الترامبية» كإعصار مدمر يمر على عالمنا، لا منجى منه سوى التمسك بالديمقراطية كوسيلة صالحة لإعادة تنظيم مجتمعاتنا العربية وتحصينها.

جريدة المال

المال - خاص

8:46 ص, الثلاثاء, 25 أكتوبر 16