تنظم السعودية مؤتمرا للاستثمار الأسبوع المقبل وسط احتدام الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، في تذكير بالتحدي الذي تواجهه المملكة في سعيها لجذب مستثمرين أجانب، سواء كانوا شركات غربية أو أخرى صينية، بحسب وكالة رويترز.
ويمكن أن يؤدي الصراع إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط في وقت تضخ فيه السعودية مئات المليارات من الدولارات، لتنفيذ خطة تحول اقتصادي واسعة النطاق.
وقال معهد مبادرة مستقبل الاستثمار لرويترز، إن أكثر من خمسة آلاف شخص سجلوا أسماءهم لحضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي، وانسحب اثنان فقط بسبب الأحداث الجارية.
وقال المسؤولون عن المؤتمر السابع لمبادرة مستقبل الاستثمار إنه “يمضي قدما كما هو مقرر. الأخبار المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط مروعة، وتوضح سبب أهمية اجتماع القادة وصانعي السياسات معا لمعالجة القضايا العالمية التي تواجه الإنسانية”.
بنك يو.بي.إس السويسري يمنع سفر موظفيه إلى المنطقة
وحظر بنك يو.بي.إس السويسري سفر موظفيه إلى المنطقة لكنه يعد استثناء حتى الآن، وقالت عدة مصادر مصرفية في منطقة الخليج إنها لا تعتزم إلغاء حضورها.
وقد يغير تفاقم الصراع أو اتساع نطاقه في المنطقة هذا الأمر. وقال أحد المتحدثين الصينيين في المؤتمر لرويترز إن القتال جعل العديد من مواطنيه مترددين في القيام بالرحلة رغم أنهم لا يزالون يعتزمون الحضور.
والمملكة، تاريخيا، مصدر غني للأموال. إذ اقترب نصيب السعودية من رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من نحو 40 % العام الماضي، بحسب خدمة إل.إس.إي.جي.
التحول الجيوسياسي
يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى رفع المكانة الجيوسياسية للسعودية بهدف تأمين تحالفات استثمارية وتجارية، محاولا إقامة حوار ووقف التصعيد مع منافسين إقليميين سابقين، ومركزا على شركاء في الشرق، وسط توترات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويهدف منتدى هذا العام إلى إظهار هذا التحول نحو الشرق. وقال ريتشارد أتياس الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار لرويترز إن سبعين متحدثا في المؤتمر سيكونون من آسيا، منهم 40 صينيا.
وقال أتياس “تعكس مبادرة مستقبل الاستثمار هذا العام تحولات القوة الاقتصادية العالمية نحو الشرق، حيث تلعب الصين والهند ودول تجارية في جنوب شرق آسيا دورا محوريا… ويُنظر للشرق الأوسط بشكل متزايد على أنه نقطة محورية في هذا التحول”.