انطلاق الدورة الثامنة لـ«القومى للمسرح»

انطلاق الدورة الثامنة لـ«القومى للمسرح»

انطلاق الدورة الثامنة لـ«القومى للمسرح»
جريدة المال

المال - خاص

1:06 م, الخميس, 3 سبتمبر 15

■ فتوح أحمد: الميزانية تضاعفت 3 مرات.. والجوائز زادت قيمتها

■ عبير على: تجاوزنا مشكلة العدد الكبير للعروض ونأمل صدور الجدول مبكرًا
■ داليا بسيونى: لجنة الاختيار يجب أن تدقق فى اختياراتها

على راشد

ينتظر المسرحيون غدًا الجمعة انطلاق مهرجانهم السنوى- المهرجان القومى للمسرح فى الدورة الثامنة- وكلهم أمل فى أن يجدوا فيه ما يشبع عطشهم للتمتع بوجبة مسرحية ثرية ومتنوعة ودسمة، إلا أن هذا المهرجان- كغيره من مهرجاناتنا الدولية- اعتاد فى دوراته السابقة على ان يعرقله عدد من الصعوبات والمشاكل التى يتمنى عشاق «أبوالفنون» أن تتخلص منها هذه الدورة من المهرجان.

وعن هذه المشاكل قالت عبير على، عضو لجنة المشاهدة واللجنة العليا بالمهرجان، ان الدورات السابقة كان بها العديد من المشاكل، و من أهمها كثرة العروض فى اليوم الواحد، فعلى الرغم من أنها احتفالية سنوية، فإن العروض يجب أن تكون منتقاة من حيث الجودة الفنية، وأن تعبر عن المساحات الإبداعية المختلفة من حيث الجنس والجغرافيا والأعمار والتنوع الفنى، فيجب أن تكون العروض ممثلة لهذا التنوع علة الا تكون كثيرة العدد حتى يستطيع الجمهور متابعتها بشكل جيد، لكن فى الدورة السابقة من المهرجان كان عدد العروض كبيرا جدا ، وهذا العام قل إلى حد ما، كما أنه من الضرورى أيضا أن يصدر الجدول الزمنى للعروض مبكرا حتى لا يرتبك المحكمون والجمهور.

أما الأزمة التى ترى عبير أنها لا تزال مستمرة من الدورات السابقة فهى قيام لجنة اختيار العروض للمشاركين فى المهرجان باختيار العروض من خلال مشاهدة تسجيلات فيديو لتلك الأعمال، وترى عبير أن التسجيلات دائمًا ما تظلم العمل المسرحى لعم وجود تصوير محترف للمسرح، لذلك كان يجب أن توجد لجنة لمشاهدة العروض حية، على أن يستمر عملها على مدار العام، إلا أن ذلك سيثقل بالطبع ميزانية المهرجان.

كما لفتت إلى وجود أزمة أخرى تتعلق بالتمثيل غير العادل للعديد من القطاعات، فهناك جهات تنتج عددًا من العروض أكثر من غيرها مثل المسرح المستقل والهيئة العامة لقصور الثقافة، إلا أن الدورة الثامنة حاولت أن توازن، وتم حل الأزمة بنسبة معقولة ليكون هناك تناسب بين الجهات المختلفة، وهناك أمر آخر يربك اللجان وهو ترشيحات وزارة الشباب والرياضة التى ترشح عروض الجامعات لأنه لا توجد لديها عروض غيرها، و هى نفس العروض التى تتقدم بها الجامعات ذاتها، مما يسبب إرباكا.

وتؤكد عبير أنه من المهم أن يكون التنظيم جادا، وأن يصدر جدول العروض مبكرا، مع مراعاة الزحام فى القاهرة لوضع خط سير للجان المشاهدة والتحكيم، كما يجب أن تكون المسارح جاهزة بتجهيزات العروض، لأنه فى كثير من الأحيان تقوم الفرق بتعليق الديكور بنفسها!!

أما عن الجديد فى هذه الدورة فتقول: «هذا العام يوجد أكثر من إنجاز، كتسمية الدورة باسم الفنان خالد صالح والذى كثيرا ما دعم المسرح، ووجود جائزة باسم سامى العدل، وأن تكون شخصية العام الفنان نور الشريف الذى كان له دور كبير فى المسرح، كذلك تقرر أن يكون يوم 5 سبتمبر الموافق لمحرقة بنى سويف هو يوم المسرح المصرى، فبعد أن كنا نبكى الشهداء أصبحنا نخلد أسماءهم، وقد كتب الفنان محمود الحدينى كلمة بهذا الشأن سيلقيها فى الافتتاح، وسيلقيها كل مخرج قبل عرضه، وكان هذا الأمر معروضا فى وزارة الدكتور عماد أبو غازى لكن لم يتم تفعيله، ونحن نحاول أن يتم تطوير المهرجان من دورة لأخرى».

أما الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح، فقد أشار إلى أن أهم المشاكل التى واجهت المهرجان فى دوراته السابقة كانت تتعلق بميزانيته، فكان المهرجان يضطر إلى جمع تبرعات، مثلما حدث من قبل الفنان الراحل خالد صالح ومؤسسة ساويرس، بينما تضاعفت المزانية هذا العام ثلاث مرات وكذلك تضاعفت جوائز الفنانين، وسيكون هناك اهتمام هذا العام بنشرة المهرجان التى أصبح لها ميزانية خاصة.

كما لفت إلى أهمية حل مشكلة كثرة العروض من قبل، فأصبح عددها هذا العام 35 عرضًا فقط، لافتًا إلى أن البيت الفنى للمسرح كان يشارك بما يقرب عشرة عروض، لكن هذا العام تمت الموافقة له على 5 عروض فقط، إلا أنه تقدم بتظلم ليقدم عرضا آخر ويشارك البيت الفنى بـ 6 عروض مسرحية فقط، كما أن ارتفاع قيمة الجوائز سيؤدى إلى وجود تنافسية أكبر، وستكون هناك عروض مميزة عما قبل.

أما الدكتور سيد خطاب، عضو اللجنة العليا بالمهرجان، فلفت إلى أن انقطاع المهرجان خلال السنوات الماضية وعودته فى الدورة السابعة السابقة والثامنة لهذا العام هو أمر مهم، إلا أن الأهمية الأكبر فى التأكيد على الاستمرارية مع محاولة تلافى أخطاء الدورات الماضية، وأبرزها زيادة العروض مما كان يصعب عملية متابعتها كلها، لذلك تم تقليل عدد العروض هذا العام لتمكين اللجان والمتابعين ليتعرفوا على بانوراما السمرح المصرى، مع أخذ نماذج لجميع أنماط الانتاج المسرحى من الجامعات والثقافة الجماهيرية، والبيت الفنى للمسرح ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات والفرق المستقلة وغيرها، لتصبح هذه البانوراما بمثابة مرآة يرى فيها المجتمع نتاجا عاما كاملا من المسرح أو عينة ممثلة من هذا النتاج.

ويقول خطاب إنه من خلال المهرجان سنتعرف على الكثير من عيوب ومشاكل الإنتاج المسرحى، كما سيتم الكشف عن العديد من المواهب والفرق المسرحية الموجودة فى كل قرى مصر، وسنحتاج إلى إعادة النظر فى العديد من الفرق وأنماط الإنتاج وطريقة دعم الدولة من خلال إحدى الندوات بالمهرجان، مع مناقشة كيفية وصول الخدمة المسرحية للجميع، كما سيكون هناك معرض للوثائق المسرحية بمسرح الهناجر.

وهناك العديد من الأمور سيتم كشفها خلال 15 يوما هى مدة المهرجان كما أوضح خطاب الذى أكد أهمية التفاعل بين جهات الإنتاج المسرحى المختلفة، وكذلك المسارح نفسها التى ستعرض عليها الأعمال المسرحية، ومنها سيتم التعرف على البنية الأساسية لها وكيفية تطويرها، متمنيا تلافى أخطاء الدورات الماضية، وذلك لصناعة تيار مسرحى جاد وجيد، معربا عن امنيته أن يتم عقد ندوات بعد العروض المسرحية، وهو ما تم بالفعل فى احدى الدورات السابقة، لانه من المهم أن يسمع المبدع رأى الناقد لاكتشاف عيوب الحركة المسرحية ووضع حلول لها.

من جانبها، ترى الدكتورة داليا بسيونى، عضو لجنة التحكيم فى الدورة السابقة للمهرجان، أن أهم المشاكل التى تعرضت لها دورات المهرجان السابقة هى أن التصفيات لاختيار العروض المشاركة لم تكن تفرز عروضا على المستوى المطلوب، فكان من المهم أن تكون هناك لجنة داخلية لاختيار عدد أقل من العروض، وبالمقارنة بالمهرجانات المسرحية لدول أخرى فإن عدد العروض يكون 10 أو 15 عرضا، وليس كما كان فى الدورة السابعة حين تجاوز عدد العروض 40 عرضا!! ولم يكن الكثير منها جديرا للعرض بالمهرجان وتمثيل المسرح المصرى.

وتلفت «بسيونى» إلى أن الجهات النتجة للمسرح قليلة، إلا أنها تحاول ضخ أكبر عدد من العروض أيا ما كان مستواها فى المهرجان حتى ولو كان العرض دون المستوى، كما أنه لا توجد معايير لاختيار العروض، فعلى حد قولها فإن «الدنيا كانت ماشية بالبركة»، مشيرة إلى انه من الافضل ان نطلق على ما يحدث « تظاهرة العروض المسرحية» وليس «المهرجان القومى للمسرح» فالوصف ليس دقيقا، فبرغم أهمية المهرجان وتقديمه عروضا كثيرة ومجانية للجمهور، فإنه يفتقر للمعايير.

جريدة المال

المال - خاص

1:06 م, الخميس, 3 سبتمبر 15