انطلاق الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية.. والناخبون يواجهون اختبارا صعبا

تقدم ماكرون على منافسته بفارق لا بأس به

انطلاق الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية.. والناخبون يواجهون اختبارا صعبا
أحمد فراج

أحمد فراج

11:24 ص, الأحد, 24 أبريل 22

بدأ الناخبون في فرنسا الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة التي ستقرر ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط والمؤيد للاتحاد الأوروبي سيحتفظ بمنصبه أم ستطيح به مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان والذي قد يكون بمثابة زلزال سياسي.

تقدم ماكرون على منافسته بفارق لا بأس به

وذكرت وكالة رويترز أن استطلاعات الرأي في الأيام القليلة الماضية أظهرت تقدم ماكرون على منافسته بفارق لا بأس به، وقال محللون إن لوبان ما زالت غير مستساغة بالنسبة لكثير من الناخبين على الرغم من جهودها لتحسين صورتها والتخفيف من حدة بعض سياسات حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه.

لكن لا يمكن استبعاد أن تحقق لوبان فوزا مفاجئا بالنظر إلى العدد الكبير من الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم أو غير متأكدين مما إذا كانوا سيصوتون أصلا في الجولة الثانية من الانتخابات.

لا يمكن لأي مرشح وفقا لاستطلاعات الرأي أن يعول فحسب على المؤيدين

ولا يمكن لأي مرشح وفقا لاستطلاعات الرأي أن يعول فحسب على المؤيدين الملتزمين، لذا سيتوقف الكثير على مجموعة الناخبين الذين‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬يوازنون بين تداعيات اختيار رئيس من اليمين المتطرف وبين الغضب من سجل ماكرون منذ انتخابه في عام 2017.

وإذا فازت لوبان فمن المرجح أن يثير ذلك نفس الشعور بحالة الاضطراب السياسي التي أعقبت تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي أو انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في عام 2016.

وفتحت صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا وتغلق عند الثامنة مساء . ومن المنتظر أن تظهر التوقعات الأولية فور إغلاق الصناديق.

وحذر ماكرون (44 عاما)، الذي فاز في الجولة نفسها قبل خمس سنوات، من “حرب أهلية” إذا فازت لوبان التي تشمل سياستها حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. ودعا ماكرون الديمقراطيين من جميع الأطياف إلى دعمه في مواجهة اليمين المتطرف.

لوبان تركز حملتها على ارتفاع تكاليف المعيشة

أما لوبان (53 عاما) فقد ركزت حملتها على ارتفاع تكاليف المعيشة في سابع أكبر اقتصاد في العالم، إذ يقول الكثير من الفرنسيين إن تكاليف المعيشة زادت بصورة كبيرة مع ارتفاع أسعار الطاقة العالمية. وركزت أيضا على أسلوب ماكرون في قيادة البلاد والذي تقول إنه يظهر ازدراء النخبة لعامة الناس.

وقالت في تجمع حاشد في بلدة أراس بشمال فرنسا يوم الخميس “السؤال يوم الأحد بسيط.. ماكرون أم فرنسا”.

ولاقت رسالة لوبان صدى لدى العديد من الناخبين.

وبعد ذلك التجمع قالت إريكا هيربين وهي حارسة بأحد السجون والتي يبلغ عمرها 43 عاما “إنها قريبة من الناس ويمكنها حقا منح القوة الشرائية للناس وجعلهم يبتسمون”.

لا يتفق آخرون، مثل جيسلين مادالي (36 عاما) مصففة الشعر في أوزير بوسط فرنسا، مع لوبان.

وأوضحت أنها ستصوت لصالح ماكرون خشية ما ستكون عليه رئاسة لوبان. لكنها قالت إن كثيرات من زبائنها سيصوتن لصالح لوبان لأن ماكرون لا يعجبهن.

ناخبة: لوبان عنصرية

وقالت مادالي التي تعود جذور عائلتها إلى المغرب عن لوبان “أجد ذلك (التصويت لها) كارثيا لأنها عنصرية. أنا قلقة على نفسي وعلى أبنائي”.

وترفض لوبان، التي انتقدها ماكرون أيضا بسبب إعجابها في الماضي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اتهامها بالعنصرية. وقالت إن خططها لإعطاء الأولوية للمواطنين الفرنسيين في الإسكان الاجتماعي والوظائف وإلغاء عدد من مزايا الرعاية الاجتماعية للأجانب، ستفيد جميع الفرنسيين بغض النظر عن دينهم أو أصولهم.

وإذا فاز ماكرون فسيواجه فترة ثانية صعبة في الحكم، ومن المرجح استمرار الاحتجاجات على خطته لمواصلة الإصلاحات التي تهدف لتشجيع بيئة الأعمال التجارية، بما في ذلك رفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عاما.

وإذا تمكنت لوبان من الإطاحة به فسوف تسعى إلى إجراء تغييرات جذرية في سياسات البلاد المحلية والدولية، ويمكن أن تبدأ احتجاجات في الشوارع على الفور. وسيصل صدى الصدمة إلى جميع أنحاء أوروبا وخارجها.