يشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة لضمان النمو الاقتصادي المستدام، من خلال رعاية عدد أكبر وأصغر سنًّا من السكان، لكنها تواجه تهديدًا خطيرًا؛ وهو انخفاض معدل المواليد، بحسب وكالة بلومبرج.
وقال أردوغان، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، في وقت متأخر من يوم الاثنين: “نحن أقل من معدل استبدال السكان البالغ 2.1.. بصراحة، هذا تهديد وجودي، وكارثة بالنسبة لتركيا”.
أردوغان، الذي ناضل منذ فترة طويلة من أجل إنجاب المرأة التركية ثلاثة أطفال على الأقل- ويفضل أن يصل عددهم إلى خمسة- شعر بالقلق عندما انخفض معدل المواليد الرسمي إلى 1.51 في العام الماضي، من 2.38 في عام 2001.
انخفاض أكبر في عدد المواليد بالدول المتقدمة
يأتي هذا الانخفاض على الرغم من القوانين الجديدة لتشجيع الناس على الزواج في وقت مبكر والإنجاب أكثر، بما في ذلك القروض ذات الفائدة المنخفضة للعروسين.
قدمت الحكومة نظام التقاعد المبكر مع إعفاءات ضريبية للأمهات اللاتي لديهن ثلاثة أطفال، على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى انخفاض مشاركة المرأة في القوى العاملة.
وقال أردوغان: “الوضع الحالي لم يعد محتملًا بالنسبة لبلادنا.. نحن بحاجة إلى أن ندرك أن السكان هم أعظم قوتنا كأمة، وسنكون أكثر تصميمًا على هذه القضية.”
إن انخفاض عدد السكان في سن العمل وانخفاض معدل المواليد في تركيا ليس بالحجم الكبير الذي تشهده العديد من البلدان المتقدمة، لكنه لا يزال يتعارض مع طموح أردوغان في تنمية الاقتصاد بمساعدة القوى العاملة الشابة.
ومن شأن ارتفاع معدل المواليد في تركيا أن يضيف إلى عدد السكان، مما يزيد مساهمة العمالة في الناتج المحلي الإجمالي المحتمل على مدى العقود المقبلة، وفقًا لبلومبرج إيكونوميكس.
أحيانًا يتم التعامل مع آراء أردوغان بشأن المسائل المتعلقة بالجنسين بعين الريبة بسبب المواقف التي اتخذها في الماضي، مثل تقديم قانون يقيد فرص إجراء العمليات القيصرية على أساس أنها تقلل الخصوبة، كما انتقد وسائل منع الحمل.
تزايد أعداد السوريين والأكراد
وربما يشعر أردوغان بالقلق إزاء التركيبة السكانية العِرقية في تركيا. ولدى النساء في جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية؛ حيث يقاتل المسلّحون الانفصاليون من أجل الحكم الذاتي بشكل متقطع منذ عام 1984، متوسط 2.37 طفل، وهو أعلى من الرقم الوطني البالغ 1.51، وفقًا لأرقام عام 2023 الصادرة عن معهد الإحصاء الحكومي.
يتمتع اللاجئون السوريون بأعلى معدل مواليد في تركيا، حيث يبلغ أكثر من خمسة، وفقًا لبحث أجرته جامعة هاسيتيب ومقرها أنقرة.
وأعرب العديد من المشرعين الأتراك عن قلقهم من أن تزايد عدد السكان السوريين يشكل تحديًا ديموجرافيًّا خطيرًا.