حذر رئيس وزراء نيودلهى أرفيند كيجريوال من قرب حدوث أزمة كهرباء في العاصمة الهندية نيودلهى التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة بسبب نقص الفحم وهو ما أدى بالفعل إلى انقطاع الكهرباء في بعض الولايات الشرقية والشمالية، بحسب وكالة رويترز.
وقال كيجريوال إنه حث حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الفيدرالية على تخصيص كميات أكبر من الفحم والغاز للمحطات التي تزود العاصمة بالكهرباء لأن كثيرا منها كان لديها في الأسبوع الماضي مخزون من الفحم لا يكفي إلا ليوم واحد فقط.
وقال كيجريوال في تغريدة “دلهي قد تواجه أزمة كهرباء”.
نصف محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم لديها مخزونات تكفى 3 أيام
وذكرت وكالة رويترز يوم الجمعة أن أكثر من نصف محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في الهند وعددها 135 والتي توفر نحو 70 % من احتياجات البلاد من الكهرباء لديها مخزونات وقود لا تكفي إلا لأقل من ثلاثة أيام.
وتشهد أسعار الوقود المستخدم في توليد الكهرباء ارتفاعا على مستوى العالم نتيجة زيادة الطلب على الكهرباء بسبب النمو الصناعي مما أدى إلى تراجع إمدادات الفحم والغاز الطبيعي المسال.
بى بى سى : الهند تواجه أزمة غير مسبوقة في مجال الطاقة
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى” أن الهند تواجه أزمة غير مسبوقة في مجال الطاقة بسبب انخفاض مخزون الفحم بشكل خطير، في الوقت الذي يُستخدم فيه الفحم في أكثر من نصف محطات توليد الطاقة، والبالغ عددها 135 محطة في البلاد.
وفي بلد يعتمد على الفحم في توليد 70 % من الكهرباء، يعد هذا سببًا رئيسيًا للشعور بالقلق، لأنه ينذر بعرقلة الانتعاش الاقتصادي في الهند في مرحلة ما بعد الوباء.
كانت هذه الأزمة في طور التكوين منذ شهور، فمع انتعاش الاقتصاد الهندي بعد الموجة الثانية القاتلة من فيروس كورونا، ارتفع الطلب على الطاقة بشكل حاد، وقفز استهلاك الطاقة في الشهرين الماضيين وحدهما بنحو 17 %، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الفحم العالمية بنسبة 40 %، وانخفضت واردات الهند إلى أدنى مستوى لها في عامين.
وتعد الهند ثاني أكبر مستورد للفحم في العالم، على الرغم من أنها صاحبة رابع أكبر احتياطي للفحم في العالم.
وأصبحت محطات الطاقة، التي كانت عادة ما تعتمد على الواردات، تعتمد الآن بشكل كبير على الفحم الهندي، وهو ما يضيف مزيدًا من الضغط على الإمدادات المحلية المستنفدة بالفعل.
خبراء : استيراد المزيد من الفحم لتعويض النقص المحلي ليس خيارًا
يقول خبراء إن استيراد المزيد من الفحم لتعويض النقص المحلي ليس خيارًا في الوقت الحالي.
ويقول أوروديب ناندي، الخبير الاقتصادي الهندي ونائب رئيس شركة نومورا: “لقد رأينا نقصًا في الماضي، لكن ما لم يسبق له مثيل هذه المرة هو أن الفحم قد أصبح باهظ الثمن الآن”.
ويضيف: “إذا كنت [كشركة] أستورد الفحم الباهظ الثمن، فسأرفع أسعاري، أليس كذلك؟ الشركات في نهاية اليوم تنقل هذه التكاليف إلى المستهلكين، لذلك هناك تأثير تضخمي – مباشر وغير مباشر يمكن أن يحدث جراء هذا”.
وإذا استمرت الأزمة، فسوف يشعر المستهلكون بارتفاع كبير في تكلفة الكهرباء. التضخم في قطاع تجارة التجزئة مرتفع بالفعل، إذ أصبح كل شيء، بدءا من النفط وصولا إلى الغذاء، أكثر تكلفة.