يتجه الجنيه الإسترليني إلى تسجيل أسوأ أداء شهري له منذ أواخر 2016 مقابل الدولار وأسوأ شهر له مقابل اليورو منذ منتصف 2021 مع مخاوف من تباطؤ الاقتصاد البريطاني بشكل حاد في الوقت الذي دفع فيه التضخم إلى دفع المستثمرين إلى البيع العملة.
وانخفض الجنيه -كما ورد بموقع العربية- بنسبة 4.4% لشهر أغسطس وأخيرًا عند 1.1645 دولارا، اعتبارا من الساعة 0930 بتوقيت غرينتش، وهو ما سيتجاوز خسارة 4.3% في أبريل، وانخفض الجنيه الإسترليني يوم الاثنين إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2020، عندما ضرب الذعر الأسواق من انتشار فيروس كورونا.
وعلى الرغم من انتعاش طفيف يوم الثلاثاء إلى 85.82 بنسا، مقابل اليورو، تراجعت العملة البريطانية بنسبة 2.2% مما يضعها في طريقها لأضعف شهر لها منذ أبريل 2021، وفقا لما ذكرته “رويترز”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
ويأتي الضعف مقابل اليورو، الذي تضرر من المخاوف بشأن النقص وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، ويؤكد مدى انتشار توتر السوق بشأن بريطانيا.
كما بلغ معدل التضخم 10% ومن المتوقع أن يرتفع إلى أعلى، مما يزيد الضغط على رواتب المستهلكين الأكثر تضرراً. كما أن سندات الحكومة البريطانية في طريقها إلى أكبر انخفاض شهري لها منذ 1994 حيث يتخلص المستثمرون من السندات.
وقال كبير محللي العملات الأجنبية في Scotiabank، شون أوزبورن، إن أسواق المال تشير الآن إلى قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة إلى 4.25% العام المقبل، ارتفاعاً من 1.75% حالياً.
وتابع “هذا من شأنه أن يجعل معدل الفائدة لبنك إنجلترا من بين أعلى الاقتصادات الرئيسية، لكن هذا قد لا يعوض المستثمرين بشكل كافٍ عن التضخم الذي من المتوقع أن يصل إلى رقم مزدوج في أوائل العام المقبل بينما يميل الاقتصاد إلى الركود”.
وأضاف: “بعيدا عن مخاطر التضخم المصحوب بالركود، لن يتفاعل الجنيه الإسترليني جيداً مع ضعف سوق الأسهم المتجدد حيث تستمر البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة… في حين أن الخلفية السياسية المحلية لا تزال غير مفيدة”، لافتا إلى مخاطر هبوط الجنيه عند 1.10 دولار أميركي، و90 بنسا لليورو في الأشهر القليلة المقبلة.
وقالت شركة UBS Global Wealth Management يوم الثلاثاء إنها تتوقع أن يبلغ سعر صرف الجنيه الإسترليني / الدولار 1.12 دولار بحلول نهاية العام، مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً بدفع الدولار إلى الارتفاع.
ومما يزيد التوتر حول الجنيه انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين ورئيس للوزراء.
وسيتم الإعلان عن الفائز يوم الاثنين، ويشعر بعض الاقتصاديين بالقلق من أن التخفيضات الضريبية الضخمة التي تعهدت بها المرشحة الأولى ليز تروس قد تزيد من الضغط على المالية العامة في الوقت الذي تزداد فيه تكلفة خدمة الدين الحكومي.
ومن المرجح أن تكشف القيادة الجديدة عن دفعة مالية كبيرة للاقتصاد لخفض العبء الضريبي وتقديم المساعدة للأسر. وقد يوفر ذلك بعض الراحة لفترة وجيزة للجنيه الإسترليني ولكن الارتداد الكبير في الجنيه الإسترليني يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة وقال أوزبورن، إن المكاسب الطفيفة في الأسابيع القليلة المقبلة قد تجذب ضغوط بيع متجددة.