شهدت أسعار النفط تراجعًا اليوم الإثنين بعد أن تراجعت الولايات المتحدة عن تهديداتها الأولية بفرض عقوبات على كولومبيا، مما خفف من القلق الفوري بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات النفط. إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هذا الملف ليست جديدة ولا تزال تثير توترًا في الأسواق، وفقا لوكالة رويترز.
تراجعت أسعار عقود خام برنت بمقدار 60 سنتًا، أي بنسبة 0.8%، ليصل سعر البرميل إلى 77.90 دولارًا، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 57 سنتًا، أي بنسبة 0.8%، ليصل سعر البرميل إلى 74.09 دولار، وسجلت الأسعار تقلبات بين مكاسب وخسائر معتدلة خلال التداولات الأولى.
وفي تطور مفاجئ، سحبت الولايات المتحدة خططها لفرض عقوبات وضرائب على كولومبيا بعد أن وافقت الأخيرة على استقبال المهاجرين الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، حسبما أكد البيت الأبيض يوم الأحد. ووفقًا لبيانات من شركة التحليلات “كيبلر”، فإن كولومبيا قد صدرت نحو 41% من صادراتها النفطية عبر البحر إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
وعلى الرغم من تراجع التهديدات، إلا أن الأسواق تظل متوترة بسبب المخاوف من أن ترامب سيواصل استخدام أسلوب الضغط على أي طرف لتحقيق أهدافه، وقال بيارن شيلدروب، كبير المحللين للسلع في شركة “إس إي بي”، إن “هناك شعورًا عامًا سلبيًا في السوق، وحتى إذا لم تحدث العقوبات، فإن هذا يخلق نوعًا من القلق بأن ترامب سيضغط على من يحتاج إلى الضغط لتحقيق مبتغاه”.
وأشار شيلدروب إلى أن السوق لا تزال تعاني من ضيق غير متوقع في الإمدادات، حيث تشير الفروق الزمنية في أسعار النفط إلى ارتفاع في أسعار النفط للإنشاءات السريعة، ومع ذلك، كان تأثير تصريحات ترامب الأخيرة محدودًا، والتي طالب فيها يوم الجمعة الماضي منظمة أوبك بخفض أسعار النفط في محاولة للضغط على روسيا ماليًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلاً : «طريقة سريعة لوقف ذلك هي أن تتوقف أوبك عن جني الأموال الكبيرة وتخفض أسعار النفط .. والحرب ستنتهي فورًا».
تهديدات ترامب قد تشمل فرض ضرائب على روسيا والدول المشاركة في الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح يوم الجمعة الماضية أنه ينبغي له وترامب الاجتماع للحديث عن حرب أوكرانيا وأسعار الطاقة.
الأسواق لا تزال متأثرة بالترقب فيما يخص استراتيجية ترامب في تعزيز إنتاج النفط الأمريكي ومحاولة فتح أسواق جديدة للنفط الأمريكي، وأضاف جون دريسكول، مستشار الطاقة في “جي تي دي للطاقة” في سنغافورة، أن هذه التطورات تخلق تقلبات في الأسواق النفطية، مع احتمال أن تتأثر الأسواق بشكل طفيف إلى الأسفل بسبب تركيز ترامب على زيادة إنتاج النفط الأمريكي وتوسيع حصتها السوقية.
وفيما يتعلق بمنظمة أوبك، لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي على دعوة ترامب، إلا أن الوفود المشاركة في أوبك+ تشير إلى خطة لزيادة الإنتاج اعتبارًا من أبريل المقبل، من جهته، قال محللو غولدمان ساكس إنهم لا يتوقعون تأثيرًا كبيرًا على إنتاج النفط الروسي بسبب زيادة أسعار الشحن التي تشجع السفن غير الخاضعة للعقوبات على نقل النفط الروسي، في حين أن الخصم الكبير في أسعار النفط الروسي “إس بي أو” يجذب المشترين الحساسين للأسعار.
في الوقت نفسه، قال محللو “جي بي مورغان” إن هناك بعض المخاطر التي تبرر احتساب علاوة المخاطر في السوق، خاصة أن حوالي 20% من أسطول “أفرا ماكس” العالمي يعاني حاليًا من العقوبات.