أرجعت بنوك استثمار تراجع ربحية شركة «سيدي كرير» خلال النصف الأول من العام الحالى، إلى مجموعة من العوامل، على رأسها تراجعات أسعار «البولي إيثيلين»، وانخفاض سعر الدولار، متوقعين استمرار التأثر خلال الفترة المقبلة.
وتراجعت ربحية الشركة بنحو 33% خلال الـشهور الستة الأولى من العام الحالى لتصل إلى 452 مليون جنيه، مقابل 681 مليونا للفترة المماثلة من 2018.
كما تراجعت الإيرادات لتصل 2.5 مليار جنيه مقابل 2.7 مليار.
وقال هشام الشبينى، المحلل المالى فى شركة «مباشر»، إن تراجع صافى ربح الشركة خلال النصف الأول من 2019 يرجع إلى انخفاض إيرادات المبيعات بنسبة 8% مما أدى إلى تراجع مجمل الربح بنسبة 22% و بالتالى تراجع هامش مجمل الربح من 29.4% فى النصف الأول 2018 إلى 25% فى النصف الأول من 2019.
وأوضح أن أداء الربع الثانى من العام، جاء أفضل من الربع الأول من العام ذاتهُ، وأظهرت القوائم المالية للشركة أن صافى ربح الربع الثانى بلغ 260 مليونا، مقارنة بـ 193 مليونا بارتفاع 35%.
انخفاض متوسط أسعار البيع
ولفت إلى أن الشركة بررت تراجعات أرباحها بانخفاض متوسط أسعار البيع خلال تلك الفترة مقارنة بمتوسط أسعار البيع لتلك المنتجات فى النصف الأول من 2018 و التراجع فى متوسط أسعار البيع يأتى بسبب انخفاض الأسعار العالمية لها خلال هذه الفترة، إلى جانب انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
تجدر الإشارة إلى أن المنتجات الرئيسية للشركة تشمل «الإيثيلين» و«البولي إيثيلين» بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى بعض المنتجات الفرعية الأخرى مثل “النافتا” و البوتاجاز وغيرهما.
وأوضح «الشبينى» أن مبيعات «البولي إيثيلين» السنوية تسهم بحوالى 85% من إيرادات المبيعات السنوية للشركة و60 – 65% من تلك المبيعات تتم فى السوق المحلية ويتم تصدير النسبة المتبقية للخارج، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية القصوى للشركة حاليا 300 ألف طن سنويا من الإيثيلين (المنتج الأساسى للشركة) و 225 ألف طن سنويا من «البولي إيثلين».
ولفت إلى أن شركة سيدي كرير تمتلك حصة 20% فى الشركة المصرية لمنتجات الإيثيلين و مشتقاته (إيثيدكو) وكلاهما على قائمة المرحلة الأولى لبرنامج الطروحات الحكومية فى البورصة المصرية.
إيثديكو تنفذ خطة توسعية لرفع طاقتها الإنتاجية
وأشار إلى أن شركة «إيثديكو» تبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى حاليا 460 ألف طن سنويا من الإيثيلين و 400 ألف طن سنويا من «البولي إيثيلين» و لكنها تنفذ خطة توسعية لرفع طاقتها الإنتاجية السنوية إلى 560 ألف طن سنويا من «الإيثيلين» كما تنفذ أيضا خطة توسعية لإنتاج 36 ألف طن سنويا من البولي بيوتادين أو المطاط الصناعى الذى يدخل فى صناعات إطارات السيارات و السيور و غيرها.
ونوه بأن «سيدي كرير» من المفترض أن تسهم بنسبة 28% فى مشروع لإنتاج الخشب المقوى «MDF» فى الإسكندرية وهو قيد التنفيذ، فضلا عن أنها تسعى إلى طرح 23% كحصة إضافية فى البورصة المصرية من خلال برنامج الطروحات مع الحصول على قروض بنكية يرتبها بنك الكويت الوطنى لتتمكن من تدبير تكلفة استثمارية إجمالية 1.6 مليار دولار لتنفيذ مشروعى إنتاج البروبيلين بطاقة إنتاجية 500 ألف طن سنويا و البولى بروبيلين بطاقة إنتاجية 450 ألف طن سنويا.
تجدر الإشارة إلى أن منتجات البولى إيثلين والبولي بروبلين تعتبر خامات البلاستيك والتى تدخل فى العديد من الصناعات المهمة مثل التعبئة و التغليف والتشييد والبناء وصناعة السيارات وصناعة الأجهزة الإلكترونية والهندسية وفى قطاع الزراعة وفى صناعة الغزل والنسيج والسجاد وصناعات منزلية وغيرها.
تراجع أسعار النفط يلقي بظلاله على البتروكيماويات
وأوضح المحلل المالى لدى «مباشر»، أن التراجع فى الأسعار العالمية للبتروكيماويات يرجع أحيانا إلى التراجع فى أسعار النفط حيث إن “النافتا” والتى تعد أحد مشتقات النفط يتم استخدامها فى صناعة البتروكيماويات كمنافس للغاز الطبيعى، خصوصا عند انخفاض أسعار النفط.
وتابع: التراجع أيضا فى الأسعار العالمية للبتروكيماويات يرجع إلى زيادة المعروض العالمى مقابل الطلب، خصوصا أن الطلب على تلك المنتجات يتأثر بشدة بالنمو الاقتصادى العالمى والنمو فى التجارة العالمية وأى تخفيض فى التوقعات بشأن النمو الاقتصادى العالمى يؤثر سلبيا على أسعار البتروكيماويات.
فى السياق ذاته، قال محمد وهبه، المحلل المالى لدى «شعاع»، إن الزيادة الكبيرة فى تكاليف المواد الخام وانخفاض أسعار البولى إيثيلين أدت إلى تآكل هوامش التشغيل على مدار السنوات السبع الماضية.
وأوضح أنها استمرت فى التأثير سلبًا على نتائج أعمال النصف الأول من العام.
وأضاف، أن نتائج أعمال النصف الأول أظهرت تأثير أسعار البولي إيثيلين على صافى الربح، كما أن هامش مجمل الربح تراجع بشكل أساسى إثر تراجع أسعار النفط، والتى أثرت على معدل التكلفة عن طريق استخدام «النافتا»، بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد العالمى مما أضعف أسعار البيع.
وأوضح أن أى تعديل فى طريقة تسعير المواد الخام لا تزال تُشكل خطرًا رئيسيًا على الشركة، فيما توقع انخفاض هامش مجمل الربح بنهاية 2019 إلى 20%، لتواصل تراجعها إلى 19% خلال الفترة بين 2020 – 2022.
ولفت إلى أن ذلك يعكس زيادة 2% فى تكلفة المواد الخام يقابلها ارتفاع فى أسعار البولي إيثيلين بنسبة 1% فى عام 2023.
توقعات بانخفاض 10% للإيرادات بنهاية العام لتعكس هبوط أسعار البيع وارتفاع قيمة الجنيه
وتوقع أن تنخفض الإيرادات بنهاية العام الحالى بنسبة 10% لتعكس انخفاض أسعار البيع وارتفاع قيمة الجنيه.
وأصدر توصية محايدة للسهم، بسعر مستهدف 12 جنيها، بعائد متوقع 20%، فيما يصل السعر السوقى حاليًا إلى 9.80 جنيه.
وأشار إلى أن المحفزات الأساسية المتاحة أمام الشركة خلال الفترة المقبلة تتمثل فى أى تحسن فى جودة المواد الخام، وارتفاع أسعار البولي إيثيلين، وإن حدث العكس فسوف يكون بمثابة تأثيرات سلبية على الشركة.
فى السياق ذاته، أبدت “نعيم القابضة”، نظرة مستقبلية متحفظة تجاه أسعار البتروكيماويات فى 2019 و2020.
وأوضحت أنهُ فى ظل انخفاض سعر خام برنت بنسبة 7% ليصل إلى 63.5 دولار للبرميل على مدار الشهرين الماضيين، فإنها تتوقع تأثر أسعار البولي إيثيلين مجددًا نتيجة تراجع الطلب العالمى وزيادة المعروض، لاسيما من إيران التى تتجه لزيادة صادراتها من البتروكيماويات لتعويض تراجع إيراداتها من النفط، وكذلك المعروض الجديد من الولايات المتحدة.
وأضافت، أنه على الرغم من ذلك قد تتعافى الأسعار بعد عام 2020 فى ضوء توقعات بزيادة الطلب وتراجع التوترات الناجمة عن الحرب التجارية العالمية وانحسار نظام العقوبات.
ويتوزع هيكل ملكية شركة «سيدي كرير» بين المصرية القابضة للبتروكيماويات بنسبة 20% وصندوق التأمين الاجتماعى للعاملين بالقطاع الحكومى 19.23% وصندوق التأمين الاجتماعى للعاملين بقطاع الأعمال العام والخاص 12.24% والمصرية للبتروكيماويات 6.92% وبنك الاستثمار القومى 6.92% والأهلى كابيتال القابضة 6.92% ومصر للتأمين 2.02% وبنك ناصر الاجتماعى 2% والباقى أسهم حرة تداول بالبورصة.