تراجع المعروض من إطارات السيارات بكافة أنواعها من ملاكى وتجارى فى السوق المحلية بنسبة تصل إلى %50 خلال الفترة الماضية بسبب الزيادات التى شهدتها أسعار الشحن البحرى عبر الخطوط الملاحية المختلفة، خاصة القادمة من جنوب شرق آسيا، والتى صعدت من 3500 دولار للحاوية الواحدة إلى 10 آلاف دولار، مما أثر على معدلات التصنيع، وحركة التجارة لكافة أنواع قطع الغيار، وخاصة الإطارات.
كشف مصدر مسئول بإحدى الشركات العاملة فى مجال بيع وتسويق الإطارات، فضل عدم ذكر اسمه، أن كافة الوكلاء وتجار قطع غيار السيارات فى مصر يعانون منذ بداية الربع الثانى من العام الحالى من أزمة نقص توريدات قطع الغيار من قبل الشركة الأم العالمية، مقارنة بالكمية المطلوبة.
وأشار فى تصريحات لـ «المال» إلى أن هناك نقصا فى كافة أنواع قطع الغيار فى السوق المحلية بنسبة تصل إلى %20 خاصة الأوروبية المنشأ من أجزاء ميكانيكية ووحدة الكمبيوتر بسبب الطفرة التى شهدها الطلب خلال الفترة الأخيرة على عكس التوقعات التى كانت تشير إلى استمرار الإغلاقات العالمية للسيطرة على الوباء.
وتابع أن اتباع دول العالم ومن بينها مصر سياسات التعايش مع وباء كورونا ساهم فى زيادة معدلات الطلب على كافة السلع والخدمات بنسبة أكبر من خطط الشركات، الأمر الذى أدى إلى تفاقم العديد من الأزمات بصناعة السيارات، والتى من أبرزها نقص الرقائق الإلكترونية، علاوة على نقص بعض مكونات الإنتاج، مما أدى إلى تعثر العديد من مصانع السيارات.
وبين أن أبرز مكونات السيارات التى باتت تعانى من قلة المعروض هى الإطارات بسبب ضعف حركة استيرادها من دول شرق آسيا مع ارتفاع تكلفة الشحن، وحظر عمليات بيعها فى أوروبا، علاوة على العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة على الصين خلال الفترة الماضية.
وأوضح المصدر أن شركته كانت بصدد استقبال شحنة من إطارات السيارات بنهاية الشهر الجاري، إلا أن ضعف إنتاج الشركة الأم العالمية، علاوة على الأسباب السالفة الذكر جعل الشركة تتلقى خطابًا رسميًا من الشركة الأم يفيد بعدم قدرتها على توريد الكميات المحددة حتى نهاية العام الحالى، دون أن تحدد موعدا لوصول الشحنة إلى السوق المحلية.
وتوقع المصدر أن تشهد أسعار قطع الغيار زيادات سعرية خلال الفترة المقبلة بنسبة تتراوح ما بين %5 إلى %10 فى مراكز الخدمة المعتمدة للوكلاء وشبكة الموزعين بالتزامن مع نقص المعروض منها، وندرة بعضها.
كان عدد من مصنعى السيارات أعلنوا فى وقت سابق عن إمكانية تعرض مصانعهم لوقف الإنتاج بحلول ديسمبر المقبل بسبب النقص الشديد فى توريدات مكونات الإنتاج من الشركات العالمية، بالإضافة إلى بدء نقص المخزون منها خاصة مع مشاركة كافة العلامات التجارية المجمعة محليًا فى مبادرة إحلال السيارات.
وقال مصدر مسئول بشركة الأمل لتجميع وتصنيع السيارات، منتج سيارات لادا وبى واى دى وميكروباص كينج لونج، إن المخزون من مكونات إنتاج سيارات لادا جرانتا يكفى لشهر واحد، فى حين أن المكونات المخصصة لإنتاج سيارات بى واى دى F3 تكفى حتى نهاية ديسمبر، مؤكدًا على أن مكونات ميكروباص كينج لونج لا تعانى فى الوقت الحالى من أى مشكلات.
وأشار المصدر إلى أن الأجزاء التى تعانى من نقص تتمثل فى بعض الأجزاء المطاطية، بالإضافة إلى بعض أنظمة الفرامل مثل ABS .. وغيرها، مؤكدًا على أن المخاطبات التى ترسلها الأمل إلى الشركات الأم العالمية حول موعد إنتهاء هذه الأزمة وبدء توريد مكونات الإنتاج بشكل طبيعى لا تسفر عن أى رد رسمى من قبلهم.
%5.4 تراجعًا فى إيرادات شركات الإطارات العالمية
أظهرت البيانات المنشورة على موقع statista تراجع الإيرادات المجمعة لأكبر 4 شركات تصنيع إطارات فى العالم بنهاية 2020 بنسبة تصل إلى %5.4 لتسجل 77 مليار دولار، مقارنة مع إيراداتهم خلال 2019 والتى بلغت 81.4 مليار دولار.
والشركات الأربع الكبرى فى صناعة الإطارات فى العالم هى بريدجستون اليابانية، وميشلان الفرنسية، وكونتيننتال الألمانية، وجوديير الأمريكية.
وتصدرت شركة بريدجستون قائمة مصنعى الإطارات الأعلى من حيث الإيرادات المحققة خلال الماضى، بعد أن تمكنت من تحقيق نمو بنسبة تصل إلى %1 لتسجل 27.5 مليار دولار، مقابل 27.2 مليار دولار بنهاية 2019.
وحلت ميشلان فى المركز الثانى بأرباح بلغت 24.8 مليار دولار بنهاية العام الماضى، مقابل 26.5 مليار دولار فى 2019، بتراجع %6.5 فيما جاءت كونتيننتال فى المركز الثالث بعد هبوط إيراداتها %16.1 إلى 12.4 مليار دولار، مقابل 14.7 مليار دولار بنهاية العام ما قبل الماضى.
وحلت شركة جود يير فى المركز الرابع فى القائمة بعد أن هبط إيراداتها بنهاية العام الماضى بنسبة تصل إلى %4.5 لتسجل 12.3 مليار دولار، مقابل 12.9 مليار دولار فى عام 2019.