ارتفاعات كبيرة شهدتها أسعار الزيوت فى السوق المحلية، على خلفية الزيادات العالمية، والتى ألقت بظلالها السلبية على القطاع المحلي، نتيجة تحرك أسعار الشحن والطاقة وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية متسبب فى زيادة السعر محليًّا بأكثر من %50 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب عدد من المتعاملين فى سوق الزيوت.
وسجل سعر طن زيت الذرة الخام محليًا 32 ألف جنيه، وزيت الصويا المكرر 32.5 ألف، بينما ارتفع طن زيت الذرة المكرر المستورد إلى37 ألف جنيه بدلا من 35 ألف جنيه، ووصل عباد الشمس من 34 إلى 38 ألف جنيه.
وأكد عدد من منتجى ومستوردى الزيوت انخفاض الطلب على زيت الطعام بنسبة تصل إلى %20 نتيجة صعود السعر بشكل كبير ما أجبر الجميع على خفض استهلاكه، مؤكدين فى الوقت نفسه وجود استقرار فى معروض الزيوت محليًّا نتيجة المناقصات التموينية المطروحة من وقت لآخر فى إطار خطة الدولة لتوفير مخزون استراتيجى يصل إلى 6 أشهر.
التموين: الاحتياطى يصل 6 شهور والثمن مستقر عند 23 جنيها للعبوة 800 مللى
قال أيمن قرة، رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات ورئيس شركة القرة للزيوت، إن هناك استقرارًا نسبيًّا فى أسعار الزيوت عالميًّا فى الأسبوع الجارى بالتزامن مع ارتفاعه داخل السوق المحلية.
قرة: الغلاء دفع المستهلكين لترشيد الاستهلاك
وأضاف قرة لـ “المال” أن هناك انخفاضًا بنحو %20 فى الطلب على الزيوت خلال الفترة الحالية مقارنة بشهر يوليو الماضي، نتيجة ارتفاع الأسعار بالتزامن مع ترشيد المواطنين لاستهلاكهم فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وأوضح قرة أن سعر طن الزيت يتراوح حاليًّا ما بين 28 إلى 31 ألف جنيه للطن داخل السوق المحلية، موضحًا أن تحرك الأسعار بشكل مستمر يربك السوق، بالإضافة إلى أنه قد يعرض بعض الشركات التى تعتمد على الزيوت كخامات للإنتاج للخسائر حال انخفاضه مرة.
واستقر سعر طن زيت الذرة المكرر عند مستوى الـ 33500 جنيه خلال الأسبوع الجاري، كما بلغ سعر طن زيت العباد المكرر نحو 38000 جنيه.
وعلى الصعيد العالمي، تباينت أسعار العقود الآجلة لزيت الأولين، وزيت النخيل ببورصة ماليزيا، حيث ارتفع عقد سبتمبر لتداول زيت النخيل بمقدار 2.5 دولار، ليسجل 1017.5 دولار للطن، وصعد عقد سبتمبر لتداول زيت الأولين بمقدار 2.5 دولار، ليصل إلى 1027.5 دولار للطن.
وأضاف قرة أن أسعار الشحن العالمية سجلت ارتفاعًا مؤخرًا ليتراوح سعر الشحن للطن الواحد إلى 20 دولارًا، بالإضافة إلى تحرك سعر الدولار أمام الجنيه وباقى العملات وسط صعوبة فى تدبيره محليًّا.
فيما قال مصدر مسئول بأحد الشركات المستوردة لزيوت الطعام، إن أسعار استيراد الزيت الطعام متغيرة بشكل مستمر، موضحًا أن هناك ارتفاعًا بنسبة تتجاوز %50 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى نتيجة الأزمات المتلاحقة عقب الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبه، أكد الدكتور رضا علي، مدير معهد المحاصيل الحقلية، أن وزارة الزراعة تستعد لزيادة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الزيوت عبر التوسع فى زراعة الصويا وعباد الشمس ونبات الجوجوبا، فضلا عن السمسم والكانولا.
وأوضح على لـ«المال» أنه تم خلال العام الحالى زراعة 250 ألف فدان من بينها 100 ألف فدان صويا و150 ألف فدان عباد شمس، خلافًا للسمسم والجوجوبا والكانولا، إذ يتم الزراعة في مارس من كل عام والحصاد فى الفترة من يونيو إلى أغسطس.
وكشف على أن وزارة الزراعة وضعت خطة للنهوض بالمحاصيل الزيتية من خلال تشجيع الزراعة التعاقدية لهذه المحاصيل، وكذلك توفير التقاوى قبل مواعيد الزراعة بوقت كافٍ.
وأضاف أن أهم التحديات التى كان يواجهها محصول الفول الصويا تتمثل فى المنافسة الشديدة التى يقابلها من المحاصيل الصيفية الأخرى فى الدورة الزراعية، لاسيما الأرز والقطن والقمح أيضًا الذى يستمر إلى يونيو.
ولفت إلى أنه يتم التغلب على ذلك من خلال زراعة محصول الفول الصويا على المحاصيل الأخرى مثل الذرة الشامية فى الأراضى القديمة، وفى الأراضى الجديدة.
وتتراوح أسعار الزيت للمستهلك خلال الساعات الماضية إذ سجل سعر زيت الذرة 800 مللى من 34 جنيهًا أقل سعر إلى 48.5 جنيه أعلى سعر، فيما بلغ زيت عباد الشمس 800 مللى 42.5 جنيه.
بينما أكد أحمد كمال، المتحدث الرسمى لوزارة التموين والتجارة الداخلية ومعاون الوزير لـ”المال”، أنه يتم شهريًّا ضخ 60 ألف طن زيت معبأ زنة 800 مللى على البطاقات التموينية، بسعر 23 جنيهًا، قائلاً: يتم طرح سلعة الزيت بسعر أقل من مثيلها فى السوق المحلية، وذلك لضبط الأسواق، ومنع وجود سوق سوداء.
وقال كمال، إنه يتم توفير احتياطى استراتيجى من الزيوت الخام والمكررة بشكل دوري، حيث لا يقل الاحتياطى عن 6 أشهر، مع التعاقد المستمر على كميات من زيوت الصويا والعباد والذرة الخام المستوردة والمحلية من خلال مناقصات الهيئة العامة للسلع التموينية.
يشار إلى أن الهيئة العامة للسلع التموينية طرحت فى 13 أغسطس الجارى ممارسة محدودة رقم 3 لسنة 2023/2022، لتوريد زيت خام محلى بالجنيه لصالح الشركة القابضة للصناعات الغذائية (3 آلاف طن زيت صويا، 1000 طن زيت عباد).
وتعاقدت الهيئة فى 16 أغسطس الجارى على شراء 47 ألف طن زيت صويا خام صب انتاج محلى من خلال 7 شركات وهى كارجل، وجولدن أويل، والصفا للزيوت، والمجموعة الاستثمارية، وكايرو ثرى إيه، المجد، مالتى تريد.
وفى هذا السياق، أكد المهندس عبدالمنعم خليل، رئيس قطاع التجارة الداخلية فى وزارة التموين لـ”المال”، أنه يتم شن حملات مكثفة على الأسواق المحلية سواء كانت محال تجارية، أو سلاسل، أو مخازن جملة وتجزئة، مشيرًا إلى ان تلك الحملات تتم بالتنسيق المستمر مع الإدارة العامة لمباحث التموين.
وقال خليل إن الهدف من تلك الحملات هو ضبط التجار أو المتعاملين فى السلع الغذائية الذين يستهدفون حجب السلعة عن الأسواق، بهدف رفع سعر البيع على المستهلك، موضحًا أن السلع التى يتم ضبطها يتم التحفظ عليها بمعرفة النيابة، مع تحويل التاجر المضبوط إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده.