ربما انتهت أسوأ مرحلة في أزمة عملات آسيا الناشئة لأنَّ معدل التضخم الأمريكي الذي جاء أقل من المتوقَّع يخفف الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بشكل قوي، وفقاً لمجموعة “دي بي إس غروب هولدينغ” (DBS Group Holdings Ltd) وبنك “مالايان بانكينغ” (Malayan Banking ).
أزمة عملات آسيا الناشئة
شهدت العملات ارتفاعاً كبيراً في قيمتها في جميع أنحاء المنطقة يوم الخميس، إذ لحقت بنظرائها في الدول النامية في قارتي أمريكا وأوروبا، بعد أن أدّت البيانات الأمريكية المنشورة يوم الأربعاء إلى انخفاض الدولار، وتقدّم كل من الوون الكوري الجنوبي والبات التايلندي بنسبة 0.6%، كما ارتفعت قيمة الروبية الإندونيسية بنسبة 0.5%.
من جهته، قال فيليب وي، محلل أول النقد الأجنبي في “دي بي إس” في سنغافورة: “أكدت بيانات التضخم في أمريكا افتراضنا بأنَّ الدولار سيرد مكاسبه أمام العملات الآسيوية بدءا من هذا الربع حتى نهاية العام”.
وأضاف: “من المرجح أنَّ المرحلة الصعبة التي شهدتها العملات الآسيوية قد انتهت، رغم استمرار التقلبات”.
تفاؤل
ومن شأن ضعف الدولار أن يخفف الضغط على البنوك المركزية الآسيوية لرفع تكاليف الاقتراض والمساعدة في دعم النمو الاقتصادي في المنطقة وسط خطر حدوث ركود محتمل في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدّمة.
وقد بدأ التفاؤل تجاه أصول آسيا الناشئة يتزايد بالفعل خلال الأشهر الأخيرة كما يتضح من تدفقات الأموال إلى الداخل. ففي هذا الشهر وحده، اشترى المستثمرون العالميون صافي 2.06 مليار دولار من الأسهم الهندية، و1.25 مليار دولار من الأسهم الكورية، إلى جانب 1.71 مليار دولار من السندات الكورية، و721 مليون دولار من الديون الإندونيسية.
تحولت شركة “جيه.بي مورغان” لإدارة الأصول إلى زيادة الوزن النسبي لاستثماراتها في السندات الإندونيسية هذا الشهر، مُوضّحة أنَّ أي موجة بيع ستكون فرصة جيدة لشراء أمد السندات.
“طحن أقل”
تباطأت الزيادة في أسعار المستهلك في أمريكا إلى 8.5% عن العام السابق متراجعة عن 9.1% في يونيو، وهي أعلى نسبة سجّلتها في أربعة عقود، بحسب ما ذكرت وزارة العمل يوم الأربعاء.
“كان السيناريو الأساسي لدينا دائماً هو أن تتراجع معدلات التضخم في الولايات المتحدة مع مرور الوقت، وأن تتضح محفّزات النمو أكثر في نهاية العام”، بحسب تصريحات يانشي تان، وهو استراتيجي متخصّص في العملات في “مالايان بانكينغ” في سنغافورة. موضّحاً أنَّ من شأن ذلك “أن يدعم بعض الارتداد في قوة الدولار مقابل العملات الآسيوية في النصف الثاني من العام”.
كما تراجعت عقود المبادلة المرتبطة باجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر لترجح زيادة سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة بعد رهانات سابقة على زيادة بنسبة أعلى.
“ربما تراجعت الرهانات على رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس، فتسجل عملات اليورو والوون والسلع الأساسية زيادة في قيمتها مع تحسّن الثقة في المخاطرة”، وفقاً لما كتبه كيم سونغيوك، محلّل العملات الأجنبية في ” إن إتش فيوتشورز” (NH Futures) في سيؤول، في مذكرة بحثية.
وما تزال عملات آسيا الناشئة تتكبّد خسائر فادحة هذا العام. إذ انخفضت قيمة الوون الكوري بنسبة 8.7%، وانخفض البيزو الفلبيني بنسبة 8.1%، كما خسر الدولار التايواني 7.6%.