انتقادات واسعة للتناول الإعلامى لحملة صندوق «تحيا مصر»

تواجه حملة التبرع لصندوق «تحيا مصر» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم الاقتصاد، الكثير من الانتقادات، خاصة مع تركيزها على استغلال الجانب العاطفى للمواطن، ومدى حبه لمصر فى تحقيق الهدف المطلوب من الحملة، وهو ما أفقدها المصداقية- حسب تأكيدات خبراء التسويق والإعلان- خاصة أن الحملة لم تعلن عن حجم التبرعات التى حققتها حتى الآن وسبل إنفاقها، حيث اعتاد المواطن على التبرع على مدار العقود السابقة، ثم لا يعلم شيئًا فيما بعد عن تبرعاته وكيف انفقت.

انتقادات واسعة للتناول الإعلامى لحملة صندوق «تحيا مصر»
جريدة المال

المال - خاص

1:29 م, الأربعاء, 3 سبتمبر 14

المال ـ خاص:

تواجه حملة التبرع لصندوق «تحيا مصر» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم الاقتصاد، الكثير من الانتقادات، خاصة مع تركيزها على استغلال الجانب العاطفى للمواطن، ومدى حبه لمصر فى تحقيق الهدف المطلوب من الحملة، وهو ما أفقدها المصداقية- حسب تأكيدات خبراء التسويق والإعلان- خاصة أن الحملة لم تعلن عن حجم التبرعات التى حققتها حتى الآن وسبل إنفاقها، حيث اعتاد المواطن على التبرع على مدار العقود السابقة، ثم لا يعلم شيئًا فيما بعد عن تبرعاته وكيف انفقت.

فى البداية، قال الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا، رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، إن بعض الصحف أجادت التناول الإعلامى للحملة، بينما ركز البعض الآخر على الوتر العاطفى المتمثل فى حب المواطن لمصر، وحثه على الوقوف بجانبها ومساعدتها، رغم أن الحملات القومية بصفة عامة لا تنجح على الوجه الأمثل عند التركيز على هذا الوتر.

وأشار إلى أن المصريين بدأوا يشعرون بحالة من الملل نتيجة اللعب المستمر على الوتر العاطفى للتبرع لمصر، حيث إنها ليست المرة الأولى التى يطالب المصريون فيها بالتبرع لدعم مصر، بينما لا يعرف الشعب حجم أموال التبرعات وأين تذهب، مؤكدًا أن غياب الشفافية لا يتيح للمواطن فرصة الاستجابة لهذا الطلب وتلبيته عن قناعة.

كما شدد على أهمية التخطيط لهذه الحملة بشكل أفضل، مستندًا إلى العوامل المنطقية والعقلانية التى توضح للمواطن أين تذهب أمواله، وكيف سيتم استغلالها، مما سيعود بفائدة كبيرة على الحملة.

وأكد عصام داود، الخبير الإعلانى، أن الحملة ضعيفة جدًا وما زالت الإدارة المصرية تعتمد على إثارة العاطفة للمتبرع، وهو أسلوب غير مجد، ويضع الحملة فى نفس إطار حملات التبرع للجهات الخيرية التى أمطرنا بها الإعلام المصرى- على حد تعبيره- خلال شهر رمضان السابق.

ولفت إلى أن الإعلام المصرى يمتلك من الكوادر والإمكانيات ما يستطيع به تجييش الشعب تجاه مشروع، لكننا فى مصر نجهل غالبًا الكثير عن سبل استخدام أسلحتنا وتقنياتنا لتحقيق ما نريد ونقع دائمًا فى حجة ضيق الوقت وفردية الإدارة.

وأكد أن الحملة تفتقد عدة عوامل، أولها ضرورة وجود كشف حساب يظهر قيمة التبرعات وكيفية استغلالها وإلى أى جهة تم الدفع، ومدى انتفاع الاقتصاد المصرى منها خلال الفترة الماضية، حتى يدرك كل مصرى مسئوليته فى حال قدرته على التبرع، كما أنه سيصل إلى مرحلة الثقة والفهم بأن ما سيتبرع به سيعود عليه بالنفع المباشر، وهذا ما يفتقده المجتمع المصرى منذ قرون، ضاربًا المثل بمسئولية دفع الضرائب، مشيًرا إلى أن المجتمع تربى على فكرة القط والفأر بين مصلحة الضرائب والمواطن، وذلك سببه عدم وجود إعلام متخصص يشرح القيمة والفائدة التى سنحصل عليها من أموال الضرائب ومجالات إنفاقها.

وأكد أن مصر تمتلك عظماء فى مجال الاقتصاد، بينما يعانى المجتمع المصرى قلة الاجتهاد السياسى مما يعطى الفرصة للشائعات والقصص التى تستخدم فى نشوب النزاعات السياسية والاقتصادية.

ولفت داود إلى إعلان عدد كبير من رجال الأعمال والدولة تبرعهم بقيم مختلفة من ثرواتهم وبمبالغ كبيرة، ترجمها الكثيرون بأنها مجرد «شو إعلامى» يفتقد المصداقية، مشددًا على ضرورة تجنب سوء الظن، على أن تترك هذه الأمور للجهات الرقابية، كى تراجع مثل هذه الأخبار، وما يثبت عدم صحته يجب أن يواجه بدعوى قضائية حتى ننزع من ثقافتنا الاستهانة بما يذاع إعلاميًا لأنه بمثابة عقد مشهر يجب الالتزام به.

من جانبه وصف هانى يحيى، مدير تسويق «Moga Media Solutions » حملة التبرع لصندوق «تحيا مصر»، بأنها ضعيفة وتركز على رجال الأعمال الكبار فقط، مؤكدًا أن المواطن العادى عندما يسمع أن رجل أعمال تبرع بنصف ثروته التى تقدر بمليارات الجنيهات ينتابه شعور بأن تبرعه برسالة موبايل، أو بجزء من راتبه الضئيل أو حتى راتبه بالكامل غير مؤثر.

وأضاف أن الحملة تفتقد الشفافية فى الإعلان عن حجم أموال التبرعات حتى الآن وطرق إنفاقها وهل ستوجه للميزانية أم لمشروعات قومية وماهية هذه المشروعات، ولذلك فإن الحملة تعتمد حتى الآن وبشكل كبير على رجال الأعمال الكبار، الذين رغم أهمية دورهم فى تحريك الاقتصاد الوطنى ودفعه للأمام، فإن استخدام أموال تبرعاتهم فى عمل «شو إعلامى» يهدد مصداقية الحملة، خاصة أنه من بين هؤلاء المتبرعين من هم محسوبون على نظام ما قبل 25 يناير، مما يفقد الناس الثقة فيما يتم.

كما انتقد فكرة الترويج للحملة بتهديد رجال الأعمال الكبار، إما التبرع وإما فتح ملفاتهم القديمة من جديد، مؤكدًا أن هذا بمثابة اعتراف من الدولة بأنها على استعداد للسكوت على الفاسدين، وعدم ملاحقتهم مقابل التبرع للصندوق. 

جريدة المال

المال - خاص

1:29 م, الأربعاء, 3 سبتمبر 14