تخلى سعر العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” عن بعض المكاسب التي حققها الليلة الماضية، خلال تعاملات اليوم الخميس بعد أكبر قفزة يومية له منذ العام 2016 إذ ينتظر المتعاملون اجتماع البنك المركزي الأوروبي وقمة للاتحاد الأوروبي لتسليط الضوء على طريقة رد صناع السياسة بالتكتل على الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
واستفادت العملة الموحدة أمس الأربعاء من تحول في المعنويات بالإقبال على المخاطرة الذي رفع أسواق الأسهم وعوائد السندات وشهد انخفاض أسعار النفط وسط تفاؤل حيال الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء ما يصفه الكرملين بأنه “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا.
ويُنظر إلى اليورو على نطاق واسع على أنه مقياس لأكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ عام 1945 ولامس أدنى مستوى له في 22 شهرا عند 1.0804 دولار في وقت سابق من الأسبوع مع توقع المستثمرين تأثيرا كبيرا على النمو الأوروبي.
وبحلول الساعة 0849 بتوقيت جرينتش، تم تداول اليورو عند 1.10489 دولار متراجعا 0.32 بالمئة بعد أن قفز 1.6 % يوم الأربعاء، وهو أفضل يوم له منذ يونيو من العام 2016.
ويتطلع المتعاملون إلى اجتماع البنك المركزي الأوروبي في وقت لاحق من يوم الخميس لاستقاء مؤشرات حول كيفية موازنة صانعي السياسة بين مخاطر التضخم المرتفع والضرر الذي ستلحقه الحرب في أوكرانيا بالنمو الاقتصادي.
ويتوقع المستثمرون أن يتخلص البنك المركزي تدريجيا من برنامج شراء السندات المرتبط بالجائحة ورفع سعر الفائدة الرئيسي بنحو 33 نقطة أساس قبل نهاية العام.
وكانت العملة قد تعززت بفضل تقارير في الآونة الأخيرة تفيد بأن قادة الاتحاد الأوروبي يفكرون في إصدار سندات مشتركة لتمويل الإنفاق على الطاقة والدفاع.
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2 بالمئة بعد انخفاضه 1.17 % يوم الأربعاء.
وينتظر المتعاملون أيضا أرقام التضخم الأمريكية المقرر أن تصدر في وقت لاحق اليوم، لترشد التوقعات بشأن اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع المقبل.
وانخفض الجنيه الإسترليني 0.2 % إلى 1.3159 دولار بعد أن قفز 0.65 % الليلة الماضية مع اليورو.
وسجل سعر الين الياباني، الذي يعتبر ملاذا آمنا 115.88 للدولار، بالقرب من أدنى مستوياته في شهر، متأثرا بارتفاع المعنويات تجاه الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم.
يجتمع البنك المركزي الأوروبي برئاسة كرستين لاجارد اليوم الخميس، وذلك لمناقشة عدة ملفات أبرزها بحث إمكانية إصدار سندات مشتركة لتمويل الإنفاق على الطاقة والدفاع.
واجتماع البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس يأتي في ظل شبح الركود التضخمي، حيث تتوقع أسواق المال من صانعي السياسة تأجيل رفع أسعار الفائدة حتى أواخر العام، بحسب وكالات الأنباء العالمية.