أسعار الغاز الطبيعي في اليابان ستظل الأعلى، مقارنة بأوروبا وأمريكا حتى 2030، فهناك تفاوت كبير بين المناطق الثلاث ناتج عن الفرق بين العرض والاستهلاك.
وحسب بيانات لموقع ستاتيستا، تتذيل الولايات المتحدة المناطق الثلاث بسعر يصل إلى 2.9 دولار في 2020، مقابل 6 دولارات في أوروبا، و7.5 دولار في اليابان.
ومن المتوقع خلال الأعوام من 2022 حتى 2030 أن تسجل الأسعار في المناطق الثلاث صعودًا طفيفًا ينتهي في 2030 بمستويات تصل إلى 4 دولارات في الولايات المتحدة، و7 دولارات في أوروبا، و8.5 دولار في اليابان.
وبلغت أسعار الغاز الطبيعي قفزة كبيرة عام 2014، عندما كانت الأسعار على النحو التالي: 4.37 دولار في الولايات المتحدة، و10.5 في أوروبا، و16.4 دولار في اليابان.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن صافي الدخل المتاح من البترول والغاز تراجع بنسب تتراوح بين 40% و70% منذ عام 2014.
أقل الأسعار في الولايات المتحدة
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة جراء استخراج كميات غاز كبيرة من الصخور النفطية لحد تخطى الطلب.
وهبطت الأسعار هناك لما دون 2 دولار لكل وحدة مليون وحدة حرارية بريطانية الجمعة الماضية للمرة الأولى منذ عام 2016.
وعندما تصل الأسعار لهذا المستوى المتدني يتم التخلص من العمالة وخفض الإنفاق.
الغاز الطبيعي المسال غير قادر على رفع الأسعار
وتقول وكالة بلومبرج إن السوق العالمية متشبعة بمعروض وفير من الغاز الطبيعي.
وبسبب هذا تعجز الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال عن رفع الأسعار في الولايات المتحدة.
وتنتج البلاد الغاز الوفير من صخري وفير من حقول تقع في حوض برميان بغرب تكساس، وكذلك من نيو مكسيكو.
وقال ديفين ماكديرموت، المحلل لدى مورجان ستانلي: “الصناعة وقعت ضحية نجاحها، فليس لديك وفرة في المعروض في الولايات المتحدة فقط، بل لديك تخمة كذلك في أوروبا وآسيا وفي جميع أنحاء العالم”.
وتراجعت أسعار العقود الآجلة لشهر فبراير بنسبة 4.5% لتصل إلى 1.912 مليون وحدة حرارية بريطانية.
شتاء دافئ بشكل غير معتاد
وبسبب دفء الشتاء بشكل غير معتاد وارتفاع مستويات المخزون لأعلى متوسطاتها الفصلية استمرّ تراجع أسعار سوق هنري هب الاسترشادي ثلاث سنوات على التوالي.
وتشير أسعار العقود الآجلة إلى أن المتعاملين لا يتوقعون صعود أسعار الغاز لأعلى من 2.60 دولار حتى في الأشهر الأكثر برودة من العام عندما يشتد الطلب.
ويتعذر على الشركات الأمريكية المنتجة للغاز الطبيعي تحقيق سيولة نقدية حرة عندما تقل الأسعار عن 2.50 دولار.
وأضاف ماكدريرموت: “على المدى القصير لا أعتقد أن الأسعار عند مستوى 2.50 دولار ستكفي لتحقيق أية فوائد واقعية”.
إفلاس الشركات
دلائل معاناة الشركات الأمريكية المنتجة للغاز أصبحت واضحة للعيان.
أصبحت شركة تشيسبيك إنيرجي كورب التي كانت في طليعة المنتجين الأمريكيين للغاز غير قادرة على توليد أرباح وتكافح حاليًّا لسداد ديون بأكثر من 9 مليارات دولار.
وحذرت الشركة في نوفمبر الماضي من الإفلاس.
من ناحية أخرى قالت شركة إي.كيو.تي كورب، أكبر منتج محلي للغاز، الأسبوع الماضي، إنها ستحصل على دعم بقيمة 1.8 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي؛ بسبب تراجع أسعار الغاز.
ولم تسلم من المشكلة كبرى الشركات العالمية المنتجة للغاز. وقالت شركة تشيفرون، الأسبوع الماضي، إنها تتوقع خفض القيمة الاسمية للشركة بنحو 11 مليار دولار.
الأسعار بالسالب
ولن يتأثر رغم هذا الناتج الأمريكي من الغاز الطبيعي.
وحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، سترتفع معدلات إنتاج الغاز الجاف الذي يستثني سوائل الهيدروكربون بنسبة 3% لتصل إلى 95 مليار قدم مكعب يوميًّا، العام الحالي؛ لتسجل بذلك رقمًا قياسيًّا جديدًا.
وبسبب عدم توفر الأنابيب اللازمة لنقله في بعض الحقول تتجه الأسعار للتراجع لما دون الصفر.
ويعني هذا أن المنتجين يضطرون لسداد أموال للآخرين نظير حصولهم على الغاز. ويضطرون في أحيان أخرى لحرقه.
وتتعرض عمليات إنتاج الغاز في بعض الأماكن من الولايات المتحدة للهجوم من قِبل المشرعين بسبب لجوء المنتجين لخيار حرق الغاز في الجو، مما يؤدي لترك آثار بيئية سيئة.
صناعة التسييل مزدهرة
ونشأت صناعة تسييل الغاز في الولايات المتحدة كوسيلة لتصريف فائض المعروض.
وتم تصدير أول شحنة من الغاز المسال الأمريكي منذ أربع سنوات.
وبفضل “غاز الحرية” أو الغاز الطبيعي المسال، حسب تسمية إدارة الرئيس ترامب، أصبحت البلاد تشغل مراتب متقدمة في القائمة العالمية لمصدري الغاز المسال.
وفيما يلي جراف يوضح أسعار الغاز بالدولار الأمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية: