فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا ونائب رئيس الوزراء أليكساندر نوفاك، بالإضافة إلى مئات من الشركات والشخصيات الروسية البارزة الأخرى، عقابا للبلاد على محاولة الرئيس فلاديمير بوتين ضم 4 أقاليم في شرق أوكرانيا.
وتُعدّ هذه العقوبات، التي أُعلنت اليوم الجمعة، من أكثر الإجراءات التي اتُّخذت اتساعاً وشمولاً منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في بيان: “إننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما يقوم بوتين زورا بضم أجزاء من أوكرانيا”، مضيفة أن الولايات المتحدة “تستهدف قيادات رئيسية” في قطاع المال في روسيا، حتى تقيد قدرتها على تنشيط الاقتصاد.
معاقبة رئيسة البنك المركزي الروسي
وتولت نابيولينا، التي تبلغ من العمر 58 عاماً، منصب حاكم البنك المركزي في روسيا منذ عام 2013، وتم التجديد لها في المنصب لدورة جديدة مدتها خمسة أعوام في مارس الماضي. وكانت تعمل قبل ذلك مستشارة اقتصادية للرئيس بوتين. وقد استطاعت إدارة الآثار الاقتصادية السلبية التي ترتبت على العقوبات الدولية، بأن تبنت سريعا سياسة اقتصاد الحرب عندما هبطت قيمة الروبل بنسبة 30%.
ومع هبوط قيمة الروبل وسط فرض عقوبات واسعة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها –شملت البنك المركزي الروسي نفسه– رفعت نابيولينا سعر الفائدة الرئيسي بأكثر من الضعف وفرضت ضوابط على حركة رأس المال حتى توقف تدفق السيولة النقدية إلى الخارج.
حاولت نابيولينا أن تستقيل من المنصب بعد صدور أوامر بوتين بغزو أوكرانيا، لكن الرئيس ما لبث أن طلب منها الاستمرار في عملها، بحسب تقرير نشرته “بلومبرج نيوز” في مارس الماضي.
نوفاك والسياسة النفطية
أما نوفاك الذي يبلغ من العمر 51 عاماً فقد مثل روسيا في مفاوضات مع “منظمة الدول المصدرة للبترول” (أوبك) منذ عام 2016 وأسهم في صياغة اتفاقية التعاون التاريخية بين المنظمة ودول من خارجها بهدف تنسيق الإنتاج ومنع الزيادة الكبيرة في المعروض، بما في ذلك اتفاق على تخفيض تاريخي في إنتاج النفط في عام 2020 وسط تفشي جائحة كوفيد-19.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا عقوبات على أولجا سكوروبوجاتوفا، النائبة الأولى لحاكم البنك المركزي، بالإضافة إلى 14 شركة توريد عالمية بسبب دعمها سلاسل الإمداد العسكرية لروسيا، و109 أعضاء في مجلس الدوما و169 عضوا في المجلس الفيدرالي للجمعية الاتحادية في الاتحاد الروسي.
علاوة على ذلك، عاقبت وزارتا الخزانة والخارجية أقارب أعضاء مجلس الأمن القومي لروسيا، ومن بينهم زوجة وأبناء رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، وزوجة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو وأبناؤه البالغون.
وتفرض وزارة الخارجية أيضا قيودا على منح تأشيرة السفر لـ910 أشخاص، من بينهم أوشور-سوج مونغوش بسبب “تعذيب أسير حرب أوكراني”. أما الآخرون فهم أفراد في الجيشين الروسي والبيلاروسي ووكلائهما.
القائمة السوداء
وتعمل وزارة التجارة الأمريكية على إضافة 57 كياناً إلى القائمة السوداء للصادرات الروسية وإصدار توجيه استشاري تقول الولايات المتحدة إنه يذكر بوضوح أن الدول الأخرى ستواجه عقوبات عند تقديمها لروسيا أو بيلاروسيا دعماً صناعياً أو عسكرياً، شاملاً تعويض روسيا عن السلع التي جرى حظرها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
غير أن وزارة الخزانة قالت إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها لن يفرض عموما أي عقوبات على شخصيات غير أمريكية ممن يشاركون في “صفقات معينة مرتبطة بقطاع الطاقة” مع روسيا. وتحاول الوزارة فرض حد أقصى عالمي على أسعار النفط الروسي عبر السماح له بالتدفق إلى بلاد أخرى تحت قيود معينة.