الهيدروجين الأخضر «منقذ العالم» من وقود الفحم والنفط بحلول 2030

سيقوم الهيدروجين بدور البطاريات الكهربائية التي تخزن فائض الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة

الهيدروجين الأخضر «منقذ العالم» من وقود الفحم والنفط بحلول 2030
أيمن عزام

أيمن عزام

11:43 م, الأحد, 24 نوفمبر 19

توقع تقرير لوكالة بلومبرج، أن يصبح الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة النظفية مستخدم على نطاق واسع  بحلول عام 2030، ليصبح قادرا على إنقاذ العالم من الوقود الأحفوري الذي يعتمد على الفحم والنفط عادة، مراهنا على تراجع تكاليف إنتاجه.

الطريق إلى “الهيدروجين الأخضر” يبدأ بالرسوم

تتجه الحكومات الأوربية، صوب فرض رسوم تستهدف زيادة تكاليف إنتاج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبط بالوقود التقليدي.

وتهدف الرسوم إلى تحفيز الشركات للاعتماد على الهيدروجين.

وقالت ألمانيا في سبتمبر الماضي، إن الهيدروجين الأخضر سيلعب دورا مركزيا، في إعادة بناء الأساس الصناعي في بلادها.

وتستهدف برلين تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتصل إلى الصفر بحلول عام 2050.

الحرارة مكون خفي

 ويستلزم إنتاج السيارات والوقود وعدد من المنتجات، توفير مكون غير ظاهر هو الحرارة.

ويلزم توفير حرارة تصل إلى 1,500 درجة مئوية أو ما يزيد من أجل تصنيع هذه المنتجات.

لكن إنتاج هذه المستويات العالية جدا من درجات الحرارة يستلزم إحراق الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي.

وتشكل تلك الحرارة المطلوب توفيرها في المجال الصناعي نسبة 21% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون.

وتتخطى هذه النسبة جميع الانبعاثات الناتجة عن إحراق وقود السيارات والطائرات في العالم.

منقذ العالم

لماذا تلتفت الأنظار صوب الهيدروجين ويتم التعامل معه بوصفه منقذ العالم من الوقود الأحفوري؟، تسأل بلومبرج.

ويكمن السبب في أن احتراقه لا يتسبب إلا في انبعاث بخار ماء بدلا من الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

الهيدروجين الأخضر

الطريقة المتاحة حاليا لاستخراج الهيدروجين تتطلب الاعتماد على الغاز الطبيعي، وفق بلومبرج.

لكن هذه الطريقة تستلزم توفير قدر كبير من الطاقة بجانب أنها تؤدي إلى انبعاث ثاني اكسيد الكربون.

وتخوض حاليا شركات كبرى في مجالي الطاقة والصناعة سباقا محموما من أجل تطوير أسلوب يتيح إنتاج غاز الهيدروجين دون أية انبعاثات، وهذا هو المقصود بالهيدروجين الأخضر.

التحليل الكهربائي

إنتاج الهيدروجين باستخدام التحليل الكهربائي يقضي على فرص إنبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.

ويتم التحليل الكهربائي بإطلاق تيار كهربائي في الماء يؤدي إلى فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين.

وعندما يتم إنتاج الكهرباء المستخدمة في هذا التحليل عبر الطاقة المتجددة فيعني هذا أن الهيدروجين سيتم انتاجه دون أية انبعاثات ضارة بالبيئة.

تخزين الهيدروجين

وتقول بلومبرج أن استخدام تقنية التحليل الكهربائي تعني أن  الطاقة الكهربية الزائدة المولدة من مصادر الطاقة المتجددة سيتسنى تخزينها عبر تحويلها إلى الهيدروجين الاخضر. وعند الحاجة يمكن تحويل الأخير إلى الكهرباء.

مشروع استخدام الهيدروجين الاخضر في تخزين الطاقة يتم تنفيذه حاليا على يد شركة سنايبر الالمانية بالمشاركة مع شركة بي بي البريطانية. ويتم ضمن هذا المشروع استخدام  الرياح في توليد طاقة تصل إلى 100 ميجا وات. وتعادل هذه الكمية الطاقة  المولد بواسطة وحدة توليد صغيرة.

تحدي خفض التكلفة

تتبنى شركات أوربية مثل شركة جازبروم واير ليكود وسيسان كروب ورويال دويتش شل مشروع انتاج الهيدروجين الأخضر. وتثق هذه الشركات في نجاح تكنولوجيا انتاج هذا الغاز.

ويظل التحدي الأكبر هو تخفيض التكلفة التي تترواح حاليا بين 2.50 دولار و 6.80 دولار لكل كيلو جرام، حسب تحليل لوكالة بلومبرج إن إي اف. والمطلوب تخفيض هذه الأسعار لتصل إلى ما دون 2 دولار حتى يصبح الهيدروجين قادرا على منافسة الفحم وإلى 60 سنت حتى يمكنه منافسة الغاز الطبيعي.

زيادة الأحمال

المشكلة الثانية التي تواجه الاعتماد على الهيدروجين الأخضر هي الخطر المتوقع جراء زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء التي تتحمل بالفعل عبء توفير الكهرباء لاستخدامه في تسيير أشياء أخرى مثل السيارات الكهربائية.