أعلنت الهيئة الوطنية الصينية للإحصاء CNBS أن أسعار لحوم الخنازير قفزت %116 فى يناير الماضى بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى بعد أن ارتفعت بحوالى الضعف فى ديسمبر 2019 وسط الانتشار السريع لوباء فيروس كورونا وحمى الخنازير الأفريقية لتتجه الأسعار إلى أعلى مستوى فى تاريخها.
وذكرت وكالة رويترز أن حكومة الصين أكبر مستهلك للحوم فى العالم فشلت فى علاج حمى الخنازير الذى تسبب فى قتل الملايين منها مما أدى إلى نقص حاد فى المعروض كما أن فيروس كورونا الجديد الذى أوقف حركة الشحن الجوى والبحرى قلص قدرة حكومة بكين على استيراد اللحوم مما ساعد على ارتفاع أسعارها لأرقام مرتفعة.
ولكن أسعار الجملة للحوم الخنازير مازالت أقل بحوالى %4 من المستوى القياسى الذى سجلته فى نوفمبر الماضى بسبب انخفاض المعروض الذى نجم عن حمى الخنازير الأفريقية والقيود المفروضة حاليا على وسائل النقل والمواصلات بسبب وباء فيروس كورونا.
وزادت أسعار المستهلك فى الصين خلال الشهر الماضى بأعلى معدل منذ 8 سنوات مع ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية بأكبر نسبة منذ عام 2008، ولا يرجع ذلك إلى فيروس كورونا فقط الذى أدى إغلاق المطاعم والأسواق وإنما أيضا إلى تزايد الطلب خلال عطلة السنة القمرية الجديدة التى بدأت 24 يناير ومازالت ممتدة فى العديد من القطاعات خوف من انتشار العدوى لدرجة أن شركة فوكسكون التى تنتج موبايلات آيفون لن تفتح مصانعها إلا مع نهاية الشهر الحالى.
ويتوقع لين جوفا، محلل أسواق المنتجات الغذائية بشركة بريك الزراعية فى العاصمة بكين، استمرار ارتفاع أسعار لحوم الخنازير طوال النصف الأول من العام الحالى على الأقل مع تزايد عدد الخنازير التى تم ذبحها للاستهلاك قبل الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة كما أن التأثير السلبى لفيروس كورونا أدى إلى تعطيل خطوط الإمدادات لمزارع الخنازير والدواجن ولمنافذ بيع اللحوم.
وأكد لى كيانج، رئيس شركة JC إنتيليجينز لأبحاث الأسواق الاستهلاكية فى شنغهاى، أن تعطيل وسائل النقل والمواصلات للحد من انتشار وباء كورونا فى أنحاء الصين ومنها أقاليم شاندونج وهينان التى تمتلئ بهما منافذ بيع أغذية الحيوانات جعل أصحاب مزارع الدواجن تقتل 18 ألف طائر فى مزارع هونان و2261 من طيورها هذا العام حتى الآن لأنها غير قادرة على نقلها ليستمر نقص المعروض طوال الشهور القادمة.
ومن ناحية أخرى هوت أسعار شحن الناقلات العملاقة بحوالى %95 طوال الشهر الماضى وحتى الآن إلى مستوى لا يكفى لدفع أجور العمال على السفينة مع تراجع الطلب على المنتجات بسبب تفاقم مرض كورونا الذى تسبب فى إغلاق العديد من المصانع فى الصين وتوقف وسائل المواصلات من طائرات وباصات وسيارات وبقاء معظم السكان فى بيوتهم.
وأعلن العديد من المحللين فى المراكز البحثية العالمية أن صناعة الشحن ستتكبد خسائر فادحة خلال الربع الحالى على الأقل بسبب ضعف الطلب من الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بسبب وباء كورونا الذى لم يقلص حجم الشحنات فقط، لكنه جعل أصحاب السفن لا يرغبون فى نقل أى شحنات من الصين بعد انتقال العدوى إلى العاملين على إحدى الشاحنات التى تنقل منتجات صينية.
وتسبب انتشار فيروس كورونا فى حالة من الارتباك بقطاع شحن الحاويات عالميا مع تغيير شركات نقل الحاويات مسار شحناتها وانخفاض الطلب على الموانئ الصينية مما يشير لتأخر التسليمات شهورا قادمة ولاسيما أن تفاقم المرض أدى لاضطراب حركة السفر الجوى العالمية وفى السياحة العالمية لدرجة أن سفينة سياحية وصلت إلى كمبوديا أمس بعد أن رفضت خمس دول استقبالها خوفا من احتمال إصابة أحد على متنها بفيروس كورونا مما جعلها تمضى أسبوعين حائرة فى عرض البحر لا تجد لها مرسى.