وزارة النقل تراهن على «RATIP» الفرنسية لانتشال المترو من الخسائر

مصدر: الخط الثالث أغلق 2019 سجلاً 90 مليون جنيه أعباء إضافية

وزارة النقل تراهن على «RATIP» الفرنسية لانتشال المترو من الخسائر
مدحت إسماعيل

مدحت إسماعيل

11:26 ص, الأحد, 22 مارس 20

تراهن وزارة النقل على شركة «RATIP» الفرنسية، التى ستتولى إدارة الخط الثالث للمترو للقضاء على خسائر المرفق، خلال الفترة المقبلة، لا سيما خطى «حلوان – المرج»، و«شبرا الخيمة – المنيب»، بحسب تصريحات صحفية لوزير النقل الفريق كامل الوزير.

وقال الوزير إن الشركة الفرنسية ستضع نظاما جديدا للتشغيل ، يضمن خفض الخسائر والوصول إلى نقطة تعادل لمصروفات التشغيل والصيانة، لإجمالى الإيرادات كمرحلة أولى، يليها تحقيق إيرادات مناسبة يتم استغلالها فى سد جزء من تكلفة البنية الأساسية للمرفق، للتخفيف عن عاتق الدولة.

عماد نبيل: الجانب الخارجى أثبت نجاحا فى بداية انطلاقه

وقال إن نجاح الجانب الأجنبى فى تقليص خسائر الخط الثالث، سيساعد فى تعميم الفكرة وتكليف شركة المترو الحالية بتطبيقها.

كامل الوزير: الإعلانات والأنشطة التجارية من حق الوزارة

وأشار إلى أن عقد الشركة الفرنسية، يحفظ لـ”وزارة النقل” حقها فى إسناد الإعلانات والأنشطة التجارية بكل أنواعها لشركات أخرى، لافتا إلى أنه سيتم دفع مقابل مادى معين لـ«RATIP» مقابل التشغيل فقط.

وأوضح وزير النقل أن نسبة الشركة الفرنسية ستكون فى حدود %1 فقط من إجمالى العاملين فى الخط، لافتا إلى أن سيتم خلال الفترة المقبلة تشغيل 500 عامل وفنى وسائق تبلغ نسبة المصريين منهم %99.

وأوضح أن العقد سيوقع قريبا، ويعد من أفضل الاتفاقيات التى تمت فى مرفق مترو الأنفاق خلال السنوات الماضية.

وسيتولى الجانب الفرنسى تشغيل الخط الثالث لمدة 15 عاما، مع احتفاظ الحكومة بتحديد سعر تذكرة الرحلة، بما لا يؤثر على الاشتراطات التى تلتزم شركة «RATIP» بتنفيذها وتتعلق بصيانة القطارات والمحطات.

ومن المنتظر خلال أبريل المقبل افتتاح 5 محطات بالخط وهى: «النزهة وهشام بركات، وقباء، وعمر بن الخطاب، وعدلى منصور»، والورشة الرئيسية للخط الثالث البالغ مساحتها 65 فدانًا، بتكلفة إجمالية تصل إلى 9.1 مليار جنيه.

ويعمل حاليا على الخط الثالث 16 قطارًا، بعدد 429 رحلة، لنقل 500 ألف راكب يوميا، وفقا لبيانات الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق التابعة لـ”وزارة النقل”..

من جانبه، قال مصدر مطلع فى الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو، إن إجمالى خسائر الخط بنهاية عام 2019 بلغت 90 مليون جنيه، رغم تحريك أسعار التذاكر.

ولفت المصدر إلى أنه من المتوقع ارتفاع الأعباء خلال العام الحالى، نظرا لافتتاح محطات جديدة، تتطلب توفير كهرباء وتشغيل عاملين جدد، ووضع أنظمة تتبع آلى.

وقال إن الخط الثالث للمترو، يختلف فى طبيعة صيانة وحداته المتحركة وأنظمة التشغيل، عن «حلوان – المرج» و«شبرا الخيمة – المنيب»، لكونه يقتصر على الشركات العالمية الموردة للقطارات.

حسن مهدى: أتوقع رفع سعر التذاكر لسداد الأتعاب

وتوقع الدكتور حسن مهدى أستاذ الهندسة بجامعة عين شمس، أن يشهد الخط الثالث زيادة فى قيمة التذكرة خلال الفترة المقبلة، لسداد أتعاب الشركة الفرنسية، لافتا إلى أنه من الخطوط الكبرى، والحكومة تسعى إلى الحفاظ عليه وعدم وصول حالته إلى نفس مصير الخطين الأول والثانى.

وأكد أن جميع دول العالم، لا تستهدف تحقيق أرباح من مشروعات النقل العام، لكنها تعمل جاهدة على أن تكون إجمالى الإيرادات مساوية لمصروفات التشغيل والصيانة، ورواتب العاملين، بما يضمن استمرارية العمل فى المرفق بدون تراجع لمستوى الخدمة أو توقفها.

من جانبه، قال الدكتور عماد نبيل أستاذ الهندسة وخبير النقل الدولى، إن الاستعانة بشريك خارجى لإدارة المترو من شأنه النهوض بالمرفق، وتقليل خسائره خلال السنوات المقبلة.

وأضاف أن نقل الخبرات العالمية للسوق المحلية، ضرورة لتأهيل كوادر مستقبلية، متابعا أن تجربة الشركات الفرنسية أثبتت نجاحها فى بداية عمل المترو.

وأشار إلى أن مشكلة المترو الحالية، هى افتقاد رؤية تنظيمية إدارية كاملة، تضمن الاستغلال الأمثل لزمن التقاطر وعدد القطارات والركاب، وهذه الرؤية تمتلكها شركة «RATIP»، خاصة وأنها قامت بإدارة خطوط مترو مماثلة فى السعودية، والإمارات.

وردا على توقعات رفع أسعار التذاكر فى الخط، أفاد خبير النقل الدولى، بأن دول العام تقصر فكرة الدعم على المستحقين، وليس الخدمة لأنها بمثابة سلعة تعتمد عليها فئات كثيرة من المجتمع ، ومن ثم لابد أن تكون بسعر مناسب يغطى تكلفتها فى نهاية الأمر، متابعا أن فكرة تحريك التعريفة أو البقاء عليها ليست المعضلة الرئيسية.

وأوضح أن مترو الأنفاق من المرافق التى يستخدمها أكثر من 3 ملايين راكب يوميًا، وفكرة تحصيل الأجرة من الشبابيك تهدر الكثير من العوائد اليومية، ومتوقع أن تستخدم الشركة الفرنسية أكثر من طريقة للتحصيل الإلكترونى الذى سيساهم فى القضاء على الكاش، وإحكام السيطرة على الفاقد.