عاد مشروع إنشاء خط سكة حديد مباشر من القاهرة إلى أسوان لمائدة المناقشات الجدية من وزارة النقل، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على فكرة عمله، إذ دخلت الوزارة فى جولة مفاوضات جديدة مع شركة سيمنز العالمية، لتوفير التمويل اللازم والدعم الفنى لهيئة الأنفاق، لتنفيذ مشروع سكة حديد (6 أكتوبر – أسوان) بطول 925 كيلومترًا، والذى يستهدف منه فى الأساس أن يكون مسارًا موازيًا وبديلًا لمرفق السكة الحديد الحالى.
وأضافت مصادر مطلعة بالملف لـ«المال»، أنه يتم حاليًا تحديث بيانات المشروع، لا سيما أنه تم عمل دراسة بواسطة مكتب إسبانى خلال فترة عدد من الوزراء السابقين، ويتطلب بعد شبكة الطرق التى تم تنفيذها حاليًا إجراء تعديلات على المسار، بما يتناسب مع بقية خطوط المواصلات بشكل عام.
وذكرت أن مشروع (6 أكتوبر – أسوان) وراد ضمه لشبكة القطار السريع، خاصة أن هيئة الأنفاق هى الجهة التى تتولى الإشراف عليه، والتنفيذ أيضًا سيتم من جانب سيمنز الفائزة بالقطار السريع من العلمين – مطروح – العين السخنة.
تحديد التفاصيل الفنية والمالية منتصف 2022.. وهيئة الأنفاق تشرف على التنفيذ
وأشارت إلى أن جولة مفاوضات التنفيذ والتمويل قطع فيها شوط كبير، وعلى منتصف 2022 من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل كثيرة من المشروع، لا سيما أنه تم الاقتراب من اختيار المسار النهائى.
وأوضحت أن المقترح المطروح للمناقشة فى الوقت الحالى، أن يتم إنشاء المحطات فى مناطق تقاطع محاور النيل الكبرى، وهى التى تخدم أكبر عدد ممكن من سكان المحافظات، على أن تكون السرعة التصميمية للمشروع 250 كم/ س، السرعة التشغيلية للقطارات الكهربائية 230 كم/ س.
توفير 27 قطارًا لنقل البضائع لجمع أكبر حصيلة تساعد فى تغطية مصروفات التشغيل
ولفتت إلى أن عدد القطارات الكهربائية السريعة مقرر أن تصل إلى 19 قطارًا، والقطارات الكهربائية الإقليمية 37 قطارًا بسرعة 160 كم /س، و 27 قطارًا لنقل البضائع لضمان تحقيق أكبر عائد مالى يغطى مصروفات التشغيل والصيانة فيما بعد.
وألمحت إلى أن الهدف من تنويع الوحدات المتحركة (سريعة وإقليمية) هو توفير وسيلة نقل حضارية تناسب كل مستويات الدخل، على غرار الموجود حاليًا بشكل تقليدى فى السكة الحديد من حيث العربات المكيفة درجة أولى وثانية، ونوم، وهو لا بد أن يكون موضع اهتمام، لأنه لا يمكن تشغيل فئة واحدة من القطارات وبسعر موحد.
ولفتت إلى أن المشروع مقرر أن يقام على مساره 28 محطة فقط، تتركز غالبيتها فى المناطق كثيفة السكان التى عليها إقبال من المواطنين، وتشمل حدائق أكتوبر، وشمال الفيوم والواسطى والفيوم.
كما تضم قائمة المحطات بالنسبة لمحافظات الوجه القبلى، «بنى سويف، والفشن العدوة وبنى مزار، وسمالوط، والمنيا ومراكزها كاملة، وأسيوط، وسوهاج، ونجع حمادى، وقنا، وقوص، و الأقصر، واسنا، وادفو، وباقى مراكز محافظة أسوان وتوسعاتها».
وفكرة تنفيذ مشروع قطار سريع من مدينة 6 أكتوبر لأسوان، بدأت إعداد دراستها بشكل مبدئى فى عهد تولى إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق قبل ثورة 25 يناير، وطرح المشروع مرة أخرى فى ديسمبر 2014، أثناء تولى هانى ضاحى حقيبة وزارة النقل، وكان من المقرر تنفيذه بالاشتراك مع الجانب الصينى.
وأعلن وقتها عن أن القطار يختصر مدة السفر من القاهرة إلى أسوان إلى 4 ساعات فقط، والمرحلة الثانية من القاهرة إلى أسيوط، أما الثالثة فمن أسيوط إلى أسوان، وطرح المشروع مرة أخرى بجدية أيام هشام عرفات وزير النقل السابق، وأعلن عن حملة ترويجية على الجهات الخارجية لتمويل المشروع، لكن لم يتم الإعلان عن آخر تفاصيله حتى خروجه من الوزارة عقب حادث قطار محطة مصر.
وأوضحت المصادر -التى طلبت عدم ذكر اسمها – أن المحطة المركزية للقطار تشبه محطة سكك حديد مصر الحالية لكن على نطاق أوسع، ستكون فى أكتوبر يتلاقى فيها مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة، وخط مترو، فضلًا عن موقف ذكى للحافلات.
وشرعت الدولة فى أعمال تنفيذ أول خط قطار سريع يمتد من العين السخنة حتى العلمين واصلا إلى مرسى مطروح بطول 660 كم.
وكشفت شركة سيمنز الألمانية للنقل منتصف يناير الماضى، أن تكلفة المرحلة الأولى من القطار السريع «السخنة – العلمين» تبلغ 3 مليارات دولار.
وتشمل الوحدات المتحركة «القطارات» والإشارات، وهندسة السكة، مؤكدة أن تلك المرحلة من المخطط افتتاحها مطلع عام 2023.
وجاءت تصريحات الشركة وقتها بعد 24 ساعة من توقيع الهيئة القومية للأنفاق، وشركة سيمنز لنظم النقل، إضافة لشركتى أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، على مذكرة تفاهم لتصميم وإقامة وإجراء أعمال التشغيل التجريبى لأول منظومة متكاملة القطار الكهربائى السريع فى مصر.
ولكن فى الفترة الأخيرة قررت وزارة النقل إضافة محطة فى مشروع القطار السريع بمنطقة حلوان فى التصميمات الجديدة، وذلك لخدمة أهالى المنطقة وسكان مدينة 15 مايو، وانتهت الوزارة التحالف الفائز بمشروع القطار الكهربائى «العلمين- العين السخنة» بالتعاون مع شركة سيمنز من توزيع كل الأعمال على أكثر 20 شركة، وأُسند لهذه الكيانات تنفيذ الأعمال المدنية، وهى إنشاء المحطات والمسار وأخرى ستتولى توريد الفلنكات والبازلت.
والسرعة التصميمية للقطار مشروع قطار السخنة/ مطروح تبلغ 250 كم /ساعة السرعة التشغيلية 230 كم/الساعة والقطارات الكهربائية الإقليمية 160 كم/الساعة.
كما تصل سرعة جرارات البضائع الكهربائية إلى 120 كم/ساعة، والمشروع يشمل 20 محطة منها 8 محطات للقطار السريع و12 إقليمية.
ويسهم هذا المشروع فى ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة بشبكة سكك حديدية لنقل الركاب والبضائع من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة.
وفى نفس الوقت، كشف مؤخرًا تقرير حكومى نشرته «المال» الأسبوع الماضى، أن وزارة النقل صرفت 1.669 تريليون جنيه، على القطاعات التابعة لها فى الفترة من 2014 وحتى نهاية 2021، بواقع 474 مليار جنيه على مشروعات الطرق والكبارى، و115.6 مليار جنيه لقطاع النقل البحرى وتنفيذ عدد من المشروعات الاستراتيجية.
واستحوذت السكة الحديد على 225 مليار جنيه، و837 مليارًا لمشروعات الأنفاق والجر الكهربائى شاملة مشروع القطار السريع العلمين – العين السخنة، و15 مليارًا لمشروعات الموانئ البرية والجافة، و3 مليارات لهيئة النقل النهرى.