وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها “أشبه بالنعش”، تلك القبة الخرسانية التي بنيت لتحتجز كميات كبيرة من النفايات المشعة الناتجة عن تجربة نووية خرجت عن السيطرة بدأت تتفسخ الآن ويتوقع خبراء بأنها لن تصمد أمام عاصفة قوية وربما تنهار متسببة بكارثة لا يمكن التكهن بنتائجها. وفق تقرير “euronews”.
ووفق المصدر، نقلت وكالة فرانس برس عن غوتيريش قوله في مؤتمر أقيم في جزيرة فيجي يوم الثلاثاء الماضي “لقد زرت مؤخرا رئيسة جزر مارشال (هيلدا هين) وهي تشعر بقلق شديد من خطر تسرب المواد المشعة الموجودة في ما يشبه النعش في المنطقة”.
انفجار خرج عن السيطرة
في صباح الأول من شهر مارس 1954 أجرت حكومة الولايات المتحدة أول تجربة لقنبلة هيدروجينية في جزيرة بكيني المرجانية وسط المحيط الهادئ، وأعطيت التجربة اسم “قلعة برافو”.
لكن قوة القنبلة فاقت توقعات صانعيها بأضعاف وتسببت بغمامة فطر مشعة فاق ارتفاعها سبعة كيلومترات بعد ثوان معدودة من انفجار هو أقوى ألف مرة من الانفجار الذي تسببت به القنبلة النووية الانشطارية التي ألقيت على هيروشيما في اليابان في أواخر الحرب العالمية الثانية.
وفي غضون دقائق بدأت تلك الغمامة بالهطول مجددا إلى أرض الجزر المرجانية المحيطة والمأهولة بالسكان، على شكل دقيق أبيض يشبه الثلج الناعم، في حادثة قال عنها وزير الصحة في جزر مارشال أثناء إحدى جلسات التحقيق “لم يكن أحد يعلم أنه ثلج مشع، حتى أن الأطفال كانوا يأكلون منه”.
في سبعينات القرن المنصرم قامت وزارة الدفاع الأمريكية بجمع الأطنان من التربة المحملة بالمواد المشعة من جزر مارشال في المحيط الهادئ، ثم دفنتها في حفرة ناجمة عن انفجار سابق بجزيرة رونيت المرجانية كحل مؤقت، وقامت بتشييد قبة من الخرسانة المسلحة فوقها قطرها 100 متر من أجل حمايتها من عوامل الطقس ومنع تسرب المواد المشعة للخارج.
جدار يفصل بين عصرين
تقارير لوكالة التلفزة الأسترالية ذكرت وجود عنصر بلوتونيوم 239 المشع داخل القبة، وهو من أخطر العناصر المشعة على الحياة ونصف عمر يتعدى 24 ألف سنة ليفقد خواصه المشعة، حيث يقبع داخل النعش الذي بني من دون خرسانة على أرض الجزيرة فورا، حتى أن تقارير للوكالة الأسترالية تعود لعام 2013 ذكرت وجود عناصر مشعة متسربة إلى المياه المحيطة بالجزيرة.
واليوم مع أزمة تغير المناخ وتعرض المنطقة لكثير من العواصف والأعاصير تتعرض القبة التي تبلغ سماكتها 45 سنتمترا إلى تشققات كبيرة لن تصمد أبدا أمام ما يعد به تغير المناخ للمستقبل.
صحيفة واشنطن بوست نقلت عن ألسون كيلين الناشط في مجال تغير المناخ قوله “جدار القبة يفصل بين عصرين: العصر النووي وعصر تغير المناخ”.