انتهت الثلاثاء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الرابعة في غضون عامين بنتائج غير حاسمة قد تؤدي إلى استمرار الأزمة السياسية التي تشهدها وفقا لنتائج العينات التليفزيونية.
الأزمة السياسية في إسرائيل
ووفقا لاستطلاعات الرأي، لا يوجد فائز واضح في نهاية الحملة الانتخابية، بينما يبدو أن حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يحصل على أكبر عدد من المقاعد، إلا أن الكتلة المعارضة لنتنياهو ستحصل على نفس عدد المقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وبعد ساعات من صدور نتائج العينات التلفزيونية، قال نتنياهو اليوم (الأربعاء) خلال خطاب ألقاه في مدينه القدس أنه سيبذل كل جهده لتشكيل “حكومة مستقرة” خلال الأيام القريبة، محذرا من جر إسرائيل إلى انتخابات خامسة.
وسيحصل نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا والذي أطلق عليه الإعلام الإسرائيلي اسم “صانع الملوك” على ما بين سبعة إلى ثمانية مقاعد، فأنه لم يستبعد أن يجلس مع نتنياهو في ائتلاف على الرغم من أنه قام بحملة في الأسابيع الأخيرة ليحل محله.
علاقة متوترة بين نتنياهو وبينيت
وقال بينيت بعد ساعات من صدور النتائج الأولية أنه “آن الأوان لرأب الصدع بين أبناء الشعب وجمع كلمته”، لافتا إلى أنه “ملتزم بضمان اهتمام الحكومة المستقبلية بشؤون كافة مواطني إسرائيل”.
ويمكن لنتنياهو بدعم من بينيت حليفه السابق تشكيل حكومة مع حلفائه في كتلة اليمين والأحزاب الدينية.
وجلس بينيت مع نتنياهو في حكومات سابقة، لكن العلاقة بينهما متوترة، حيث يتشارك بينيت ونتنياهو في بعض وجهات النظر فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي، إلا أن بينيت ينتقد طريقة تعامل نتنياهو مع أزمة كورونا، كما اتهمه بالتساهل مع بعض أعداء إسرائيل في المنطقة.
وقال روني ريمون، صاحب شركة علاقات عامة في تل أبيب ومستشار استراتيجي “بينيت سيدخل الحكومة وليس لديه بديل آخر، قاعدته السياسية يمينية ولن يرغب في تولي منصب هو نفسه الذي سيمنع اليمين من حكم البلاد”.
التطبيع مع الدول العربية
وركز نتنياهو خلال حملته بشكل كبير على طريقة تعامله مع أزمة فيروس كورونا وإخراج إسرائيل من الأزمة الصحية، ونجاح حملة التطعيم واسعة النطاق التي أعادت إسرائيل إلى حد كبير إلى الحياة المعتادة قبل انتشار الوباء.
وقال يونتان فريمان، الأستاذ في قسم الدراسات السياسية في الجامعة العبرية بالقدس “تظهر استطلاعات الرأي أن الجمهور الإسرائيلي يمنح نتنياهو الثقة مرة أخرى لتشكيل حكومة، ليس فقط بسبب تعامله مع جائحة كورونا، ولكن أيضا بسبب نجاحه في تطبيع علاقات مع الدول العربية مؤخرا”.
وأضاف فريمان في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) “يبدو أنه جلب السلام فيما يتعلق بالحالة الصحية لإسرائيل، وكذلك السلام لإسرائيل مع العالم العربي والإسلامي”.
وكانت إسرائيل قد وقعت العام الماضي على اتفاقيات تطبيع علاقات وسلام مع أربع دول عربية شملت المغرب والسودان والإمارات العربية المتحدة والبحرين بعد عقود لم يكن فيها أي تحرك في هذا الاتجاه.
وقوبلت هذه الاتفاقات بترحيب كبير من جميع أطراف الخريطة السياسية الإسرائيلية ومن الجمهور الإسرائيلي أيضا.
انتخابات خامسة
وعلى الرغم من كل ذلك، إذا فشل نتنياهو أو أي من خصومه في تأمين أغلبية برلمانية، فأن إسرائيل ستتجه إلى انتخابات خامسة.
ومع ذلك، يبدو أنه لا يوجد مرشحين ليحلوا محل رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، بصرف النظر عن الأجندة المشتركة بين الأحزاب التي تريد استبدال نتنياهو، إلا أنها منقسمة للغاية وستجد صعوبة في إيجاد أيديولوجية مشتركة تربطها ببعضها البعض.
وقال فريمان “نتنياهو لديه الأفضلية في تشكيل الحكومة الجديدة، والأحزاب التي تريد استبداله منقسمة للغاية، فالجمهور الإسرائيلي يراه بالفعل قادرا من حيث القيادة”.
بالنسبة لخصوم نتنياهو، كانت إحدى القضايا الرئيسية التي ركزوا عليها في الانتخابات هي محاكمته بالفساد.
وباتهامه بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، يعتقد الكثيرون من منافسين نتنياهو أنه لا ينبغي السماح لرئيس الوزراء بالحكم أثناء محاكمته، رغم أن القانون الإسرائيلي يسمح بذلك.
حصانة من المحاكمة
ويرى خصوم نتنياهو أنه خلق الأزمة السياسية الطويلة في محاولة منه لتشكيل تحالف من شأنه أن يساعده في الحصول على حصانة من المحاكمة.
وإذا انضم بينيت إلى ائتلاف بقيادة نتنياهو، فأن الأخير قريب أكثر من أي وقت مضى لتشكيل حكومة يمينية ضيقة يمكن أن تدعمه لايجاد حل سياسي لمشاكله القانونية.
وفي حال قام نتنياهو بتشكيل حكومة، فقد تكون واحدة من أكثر الحكومات القومية واليمينية التي أدت اليمين الدستورية في البلاد، ومع ذلك، فقد أثبت نتنياهو في الماضي أنه براغماتي وليس إيديولوجيا قويا لا سيما في مسائل الأمن القومي.
ضرورة تقديم تنازلات
وقال ريمون لوكالة أنباء ((شينخوا)) “ستكون حكومة يمينية بالإعلان، لكن من الناحية العملية، سيكون على الحكومة تقديم تنازلات لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها السياسية”.
ووفقا للجنة الانتخابات المركزية، فأن نسبة التصويت الكلية في انتخابات الكنيست الـ 24 بلغت 67.2 في المائة بانخفاض 4.3 في المائة عن الانتخابات السابقة.
وصوت أكثر من 4.4 مليون إسرائيلي من أصل 6.5 مليون ناخب لديهم حق الاقتراع خلال يوم أمس.
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، فقد تم حتى الآن فرز 87.8 في المائة من الأصوات، وأظهرت النتائج حصول كتلة اليمين بقيادة نتنياهو على 52 مقعدا، وكتلة استبدال نتنياهو على 56 مقعدا في حين حصل حزب يمينا على سبعة مقاعد، والقائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس على خمسة مقاعد.
وعلى الرغم من نسبة الإقبال المنخفضة عن الانتخابات الماضية بسبب ملل الجمهور الإسرائيلي من الحملات الانتخابية المتكررة، والإرهاق من الأزمة الصحية إلا أنه بعد انتهاء فرز الأصوات بشكل كامل قد يؤدي إلى تغيير طفيف قد يرجح كفة أحد الجانبين بشكل كبير.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.