«الميتافيرس» فرصة استثمارية قد تغير ملامح سوق العقارات بمصر

خليل: تغير آليات البيع والشراء محليًّا يحتاج للمزيد من الوقت

«الميتافيرس» فرصة استثمارية قد تغير ملامح سوق العقارات بمصر
طارق رمضان

طارق رمضان

9:31 ص, الأثنين, 10 يناير 22

يبدو أن تقنية الميتافيرس الجديدة ستبدد المثل الشعبى المعروف «لا أحد يشترى سمكًا فى الماء»، خاصة مع اتجاه أنظار العالم نحو صناعة العقارات الافتراضية عبر الشبكة العنكبوتية، وأصبح هناك أفراد يدفعون مبالغ خيالية مقابل شراء وحدات سكنية عن بُعد، دون أن يتمكنوا من رؤيتها على الطبيعة.

بل زاد الأمر تعقيدًا ارتفاع أسعار الوحدات الافتراضية، مقارنة بمثيلتها فى الواقع، إلى درجةٍ تصل إلى حد الجنون وسط توقعات عالمية بأن يصل حجم سوق حلول الواقع الافتراضى بنهاية العام الحالى إلى 209.2 مليار دولار.

وأجمع عدد من مسئولى شركات التطوير العقارى والمنصات الإلكترونية على أن وجود تقنيات الميتافيرس والواقع الافتراضى سيسهم فى تطوير سوق العقارات بمصر خلال المرحلة المقبلة، لكنها ستحتاج إلى بعض الوقت كى يتقبلها المستهلك المصرى، خاصة أنها ما زالت تقنية حديثة العهد.

وأوضحوا أن توفر تقنيات الواقع الافتراضى فى السوق العقارية سيساعد فى تصدير العقار المصرى للخارج وتسويقه من خلال العمل على معايشة التجارب الواقعية عبر جولات أونلاين داخل العقارات، بالإضافة إلى خلق حالة من المنافسة بين الشركات لتقديم أفضل منتج للعملاء، بشرط العمل على تقنين هذه التكنولوجيا الجديدة ووضع الأطر التنظيمية الحاكمة لها لضمان توظيفها بشكل آمن يخدم جميع أطراف المنظومة العقارية فى مصر.

يُشار إلى أن ديسمبر الماضى شهد بيع قطعة أرض افتراضية فى عالم ميتافيرس ديسنترالاند Metaverse Decentraland بمبلغ 2.43 مليون دولار من العملات المشفّرة من خلال تنفيذ شركة Metaverse Group التابعة لـ Tokens.comوهى شركة مساهمة عامة تستثمر فى الأصول المشفرة المُدرّة للدخل على 116 قطعة أرض تقع فى Fashion Street بخريطة Decentraland

وبحسب موقعTokens.com ، فإنه سيتم استخدام هذه المساحات فى استضافة أحداث الموضة الرقمية وبيع الملابس الافتراضية للصور الرمزية.

خليل: تغير آليات البيع والشراء محليًّا يحتاج للمزيد من الوقت

قال محمد خليل، رئيس القطاع التكنولوجى بشركة العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية العمرانية، إن العاصمة الإدارية تتيح للعملاء إمكانية عمل جولات افتراضية عبر شبكة الإنترنت عن بُعد داخل الوحدات السكنية، ما يشبه إلى حد كبير تقنية الميتافيرس، معتبرًا أن أثر تغير ديناميكات عمليات البيع والشراء داخل النشاط العقارى سيحتاج لبعض الوقت بعد تصدير التكنولوجيا الجديدة للسوق المصرية.

وأكد خليل أن تقنية الميتافيرس ستكون متاحة بمصر فى القريب العاجل، تزامنًا مع حالة التطور التكنولوجى الذى تشهده البلاد وعملية التحول الرقمى فى مختلف القطاعات الاقتصادية.

وألمح أحمد عبد الفتاح، مدير تطوير الأعمال فى منصة «عقار ماب» العاملة بنشاط تقديم خدمات البيع والإيجار للعقارات أونلاين، أن فكرة شراء وحدات عقارية باستخدام تقنية الميتافيرس ما زالت جديدة، على غرار ظهور مفهوم العملات المشفرة الذى أحدث ضجة كبيرة على الصعيد العالمى.

عبد الفتاح: «عقار ماب» مستعدة لمواكبتها حال وجود طلب عليها

وأوضح عبد الفتاح أن عقار ماب ستسعى لتطوير حلول تقنية حال وجود طلب متزايد على هذه التكنولوجيا بعد إجراء دراسات تسويقية ووضع تصورات مستقبلية تتضمن حالة السوق العقارية ومؤشرات النمو المتوقعة.

ورأى أن تفعيل تقنية الميتافيرس فى النشاط العقارى داخل مصر يحتاج إلى 15 عامًا على أقل تقدير؛ كى تلقى الفكرة رواجًا كبيرًا بين أوساط المستخدمين.

وأظهرت قاعدة بيانات العملات المشفرة «داب» أن أكثر من 100 مليون دولار أُنفقت خلال أسبوع فى ديسمبر الماضى على مشتريات العقارات أونلاين عالميًّا عبر مواقع الميتافيرس الرئيسية الأربعة؛ وهي: «ذى ساندبوكس» و«ديسنترالاند» و«كريبتو فوكسلز» و«سومنيوم سبايس».

كما أعلنت منصة الواقع الافتراضى المشهورة «ديسنترالاند» قيام دولة بربادوس بافتتاح أول سفارة لها فى العالم الافتراضى.

العسال: عملها يتطلب تقنينًا.. وأسبقية تقديمها تحسم المنافسة

فى سياق متصل رأى هانى العسال، الرئيس التنفيذى لشركة مصر إيطاليا للتطوير العقارى، أن دخول تقنية الميتافيرس سوق العقارات المصرية سيؤدى إلى خلق أدوات جديدة فى عملية البيع والشراء تهدف إلى اختصار الوقت وتوفير الجهد، كما تساعد العميل فى عمل محاكاة واقعية للوحدة السكنية قبل اتخاذ قرار الشراء.

وتابع العسال قائلًا: تفعيل التكنولوجيا الجديدة يحتاج إلى تقنين من قِبل الجهات الحكومية لضمان حقوق المستهلكين، خاصة أنها ستمثل حينها فرصة ذهبية للاستثمار تتنافس عليها الشركات لتقديم خدمات قيمة مضافة للعملاء، متوقعًا أن تشهد السوق المصرية دخول تقنيات الميتافيرس سوق العقارات بحلول العام المقبل؛ لمواكبة التطور التكنولوجى الذى تشهده مختلف القطاعات خلال الآونة الأخيرة.

واعتبر أن الشركة التى ستمتلك أسبقية إتاحة التقنية لعملائها ستفرض سيطرتها على سوق العقارات وستحسم الصدارة لصالحها فى مواجهة المنافسين الآخرين.

خليفة: تقنية VIRTUAL REALITY تنشئ بورصة للوحدات السكنية

وأشار أحمد خليفة، مدير شركة تمويل للمشروعات العقارية، إلى أن دخول تقنيات الواقع الافتراضى السوق العقارية سيلقى رواجًا كبيرًا بين شريحة العملاء الشباب، معتبرًا أن نجاحها مرهون بالأطر التنظيمية المنظِّمة لعملها بما يضمن حماية حقوق المستخدمين.

وتوقّع خليفة أن يؤدى تفعيل تكنولوجيا الـmetaverse إلى ظهور فكرة بورصة الوحدات السكنية كمفهوم عالمى يرتكز على تلاشى الحدود الجغرافية بين الدول، كما سيرتب عليها أيضًا اختفاء دور الوسطاء العقارييين تدريجيًّا، ولا سيما مع انتشار الفكرة.

ورأى أن التقنية الجديدة ستلعب دورًا فى تسهيل عمليات البيع والشراء، إذ تتيح عمل محاكاة افتراضية للوحدة السكنية قبل امتلاكها، ومن ثم تغيير خريطة المنافسة لصالح الشركات صاحبة مبادرات التطوير فى هذا الصدد.

وأشار معاذ شريف، الرئيس التنفيذى بشركة “HIGH LINE DEVELOPMENT” للتطوير العقارى، إلى أن دخول تقنيات الميتافيرس سيسهّل عمل المطورين العقاريين من خلال توفير وقت المعاينة على العميل والشركة، ذلك أنه من المتوقع أن تتراوح هذه المدة فى التقنية الجديدة بين 30 و60دقيقة- على حد تعبيره.

وأوضح شريف قائلًا: تعزز التكنولوجيا الجديدة أيضًا فكرة شراء وحدات سكنية تحت الإنشاء، إلى جانب مساعدة العملاء فى اتخاذ قرارات شرائية فورية بعد إجراء محاكاة واقعية للوحدات السكنية ومحيطها أونلاين.

ورجّح أن تلقى هذه الفكرة استنهجانًا من قِبل بعض العملاء فى البداية لحين خلق حالة توافق عام بين المستخدمين والتطور التكنولوجى السريع الذى سيُجبر المطورين على مواكبة التغيرات العالمية من أجل ضمان البقاء.

وأردف: ستساعد العقارات الافتراضية المستخدمين على وضع تصور مستقبلى للمعيشة داخل هذه الوحدات وحياتهم المستقبلية فيها، علاوة على زيادة معدل شراء مجموعة من الأشخاص الذين كانوا لا يستطيعون شراء عقارات تحت الإنشاء أو غير مرئية فى الماضى، كما ستدعم توجه الحكومة نحو تصدير العقار المصرى للخارج.

من جانبه أضاف إسلام مدكور، الرئيس التنفيذى لشركة «LEMAR» للتطوير العقارى، أن شركته قررت التوجه نحو تقنيات الواقع الافتراضى والمعزَّز بعد جائحة كورونا، مما ساعد على تقليص خسائر مبيعاتها، مضيفًا أن طبيعة المشروعات التى تقدمها «ليمار» تخاطب العملاء خارج البلاد وتعزز توجه الحكومة نحو التصدير العقارى.

ورأى مدكور أن استمرار تفشى الجائحة للعام الثالث على التوالى سيكون عاملًا محفزًا على إدماج التكنولوجيا الجديدة؛ وعلى رأسها تقنية الميتافيرس فى مجال التسويق العقارى، ما ينعكس بالإيجاب على خلق حالة من الرواج والمنافسة داخل سوق العقارات فى مصر.

وقال مثمن عقارى إن عدم وجود بورصة للعقار فى مصر يصعّب فكرة العقارات الافتراضية، لافتًا إلى أن وجود هذه التقنيات التكنولوجية يستلزم وجود إطار تنظيمى يسهم فى حماية حقوق المستخدمين.

وتوقّع أن تسود فكرة العقار الافتراضى فى المدن الجديدة، لافتًا إلى أن تلك المدن سهلة التقييم، وهو ما يجعل فكرة قبول العقارات الافتراضية مقبولة.

على صعيد آخر قال الدكتور يسرى زكى، خبير أمن المعلومات، إن تفعيل تقنية الميتافيرس فى سوق العقارات يجب أن يخضع لقواعد منظمة لضمان استخدامها بشكل آمن، خاصة أنها ستعتمد على تداول أصل غير موجود، فى حين أن تكنولوجيا أمن المعلومات تتطلب وجود أصل لحمايته من أية مخاطر إلكترونية، على غرار نماذج تأمين بيانات المؤسسات أو الشركات.

والعقارات الافتراضية Virtual Real estateهى عبارة عن مساحة ثلاثية الأبعاد عبر الإنترنت، يستطيع فيها المستخدمون ممارسة حياة افتراضية كاملة من خلال ارتداء نظارات الواقع الافتراضية والقفازات الذكية؛ كى يمارسوا تجربة افتراضية كاملة، مثل ممارسة لعبة مفضلة أو حضور اجتماع عمل أو التسوق داخل أحد المتاجر الافتراضية.