«الموسم الدراسى» يفشل فى انعاش مبيعات الحاسبات الشخصية

«إتش بى» و«ديل» و«لينوفو» تستحوذ على نصيب الأسد

«الموسم الدراسى» يفشل فى انعاش مبيعات الحاسبات الشخصية
أحمد عوض

أحمد عوض

8:44 ص, الثلاثاء, 1 أكتوبر 19

تجار: السوق تتجه للمستعمل.. وارتفاع تكلفة التشغيل خفض هوامش الأرباح

أكد عدد من وكلاء أن القطاع لم يشهد أى انتعاشة؛ بسبب ضعف القوى الشرائية للمستهلكين، موضحين أن السوق تشهد منافسة قوية بين العلامات التجارية لتسويق منتجاتها، والحفاظ على مستويات أرباحها.

علما بأن عددًا من التجار كانوا يراهنون على بداية الموسم الدراسى من كل عام فى طرح عروض ترويجية، وخصومات سعرية، وبرامج تقسيط بالتعاون مع البنوك المحلية؛ لكسر حالة الركود التام فى المبيعات.

على طلبة: %12 هبوطًا فى حجم الطلب مع تراجع القوى الشرائية

وكشف الدكتور على طلبة، رئيس مجلس إدارة شركة دلتا للاتصالات، المالكة لمحلات كمبيومى وراديو شاك وموبايل شوب، عن تراجع حجم مبيعات الشركة فى موسم الدراسة الحالى، بنسبة بلغت %12 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.

وأرجع طلبة أسباب انخفاض المبيعات إلى استمرار ضعف السيولة المالية للمستهلكين الناتجة عن ارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخم، موضحًا أن شركته لجأت لإطلاق عروض ترويجية على أجهزة الحاسبات بالتعاون مع عدد من البنوك لإتاحة خدمات التقسيط على أجهزة الحاسبات لمدة 12 شهرًا بدون فائدة.

وأضاف أن الشركة لديها خطة تستهدف تخفيف العبء على المستهلكين من خلال تخفيض أسعار أجهزة الكمبيوتر والحاسبات اللوحية، بنسب قد تصل إلى %15، وذلك فى ضوء تعزيز الدور التوعوى والثقافى للشباب غير القادرين على الشراء، فضلًا عن اتساع حجم السوق، وتنشيط حركة المبيعات.

وفسر ارتفاع اللوحية إلى طرح الموديلات الجديدة المزودة بأحدث الأنظمة التكنولوجية لتصل إلى 5 آلاف جنيه، مقارنة بمستويات سعرية تصل إلى 2000 جنيه سابقًا، الأمر الذى تسبب فى فقدان شريحة كبيرة من المستهلكين عن الشراء.

أكد رئيس مجلس إدارة شركة دلتا للاتصالات، أن هناك زيادة نسبية فى حجم الطلب على أجهزة الحاسبات تصل إلى %10 لتسجل 500 ألف وحدة مباعة خلال الأشهر المنقضية من العام الحالى، مقارنة بإجمالى 450 ألف وحدة خلال العام الماضى.

ولفت إلى أن العلامة الصينية «لينوفو» مازالت الحصان الرابح فى مبيعات الحاسبات فى مصر والعالم، إذ تستحوذ على حصة سوقية %28 من إجمالى مبيعات سوق الحاسبات خلال الفترة الحالية.

خليل حسن: انخفاض الفائدة يعزز تراجع الأسعار

وأوضح خليل حسن، رئيس شعبة الاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن حجم الطلب على أجهزة الحاسبات بمختلف أنواعها لم يشهد أى تطور ملحوظ فى المبيعات، رغم بدء الموسم الدراسى.

ورأى خليل أن زيادة مبيعات سوق الحاسبات فى مصر مرهونة بعدة عوامل، منها مستويات دخول الأفراد، وعمليات تسعير المنتجات ذاتها، مشيرًا إلى أن كل التوقعات تشير لتعافى السوق مع استمرار تراجع أسعار الفائدة المتتالية لدى البنوك، والتى ستقلل بدورها من حجم الاقتراض البنكى، وتنعكس بالإيجاب على أسعار المنتجات.

وأضاف أن السوق استقبلت موجة من الخصومات السعرية على أجهزة الحاسبات على خلفية تراجع أسعار العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار، مرجحًا استمرار التخفيضات السعرية وسط صعوبة المنافسة بين الشركات مع دخول لاعبين جدد.

وبشأن حجم سوق الحاسبات فى مصر، ذكر حسن أنه لا توجد أى جهة رسمية تتولى إصدار بيانات وإحصائيات مدققة عن تطور مبيعات القطاع، ونصيب الشركات العاملة منها.

فى سياق متصل، قال إيهاب عبدالله، أحد تجار الحاسبات والمحمول، بمنطقة حلمية الزيتون، إن مبيعات سوق الحاسبات لم تشهد نموًا رغم انطلاق الماراثون الدراسى الذى كان يعتبر الملاذ الأكبر للتجار لتصريف المخزون، وزيادة حجم المبيعات.

وأضاف أن السبب الرئيسى وراء تراجع الطلب على الحاسبات يكمن فى تذبذب الأسعار الناتجة عن المنافسة الشرسة التى تشهدها السوق المحلية من جانب مختلف الشركات، بغرض تصريف المخزون لديها، وطرح موديلات جديدة.

وأكد أن التخفيضات السعرية التى قدمتها الشركات على منتجاتهم قد انعكست بالسلب على القرارات الشرائية للمستهلكين، من خلال التوقف عن الشراء لحين استقرار الأسعار.

وبين عبدالله أن خريطة سوق الحاسبات تشهد تغييرات جذرية من خلال زيادة إقبال المستهلكين على الحاسبات اللوحية على حساب أجهزة الكومبيوتر التى شهدت تراجعًا فى مبيعاتها، وذلك لأسباب تتعلق بارتفاع الأسعار، وتعددية الاستخدام.

ويذكر أن معدل استيراد أجهزة الحاسبات اللوحية شهدت هبوطًا على كل مستوى أنحاء العالم لتصل إلى 32.2 مليون وحدة خلال الربع الثانى من العام الجارى؛ وذلك وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة «آى دى سي».

وتوقعت شركة أبحاث السوق جارتنر (Gartner) انخفاض معدل الشحنات الاستيرادية لمختلف دول العالم من الأجهزة اللوحية والحواسب والهواتف المحمولة، بنسبة %3.3 لتصل إلى 2.2 مليار وحدة بنهاية 2019.

وتابع محمد على، صاحب شركة تكنولوجى بمول سفنكس للحاسبات، أن مبيعات سوق الحاسبات تشهد هدوءًا تمامًا؛ تحت ضغط أوضاع البلاد، على غرار باقى القطاعات الاقتصادية الأخرى، موضحًا أن بعض المستهلكين مازال ينظر إلى شراء جهاز حاسب جديد كنوع من الرفاهية.

وأضاف أن %5 من أولياء الأمور يتجه كل عام لشراء جهاز لاب توب أو كمبيوتر، مبينًا أن أغلب التجار يعمل حاليًا فى بيع الأجهزة المستعملة؛ خاصة مع ارتفاع أسعار الموديلات الجديدة، والتى لا تقل عن 5 آلاف جنيه.

وألمح إلى أن ارتفاع تكاليف تشغيل المحلات التجارية ساهم فى خفض هوامش أرباح أصحابها، مبينًا أن المستهلك العادى يندر وجوده حاليًّا داخل المحلات لشراء أجهزة جديدة.

الكيبورد والماوس وأحبار الطابعات وسماعات الرأس الأكثر رواجاً

وذكر أن سعر أجهزة اللاب توب المستعملة فى مصر تبدأ من 2500 جنيه وحتى 12 ألف جنيه مقارنة بأسعار الإصدارات الحديثة التى تتراوح من 5 إلى 30 ألف جنيه، منوهًا بأن أكثر إكسسوارات الحاسبات مبيعًا بالوقت الحالى هى لوحات المفاتيح (الكيبورد)، ووصلات الشحن، ومقابض البلاى ستيشن، وأحبار الطابعات، وسماعات الرأس، والماوس.

ولفت محمد زكى، صاحب شركة نون لمستلزمات الكمبيوتر، إلى أن طلاب كليات الهندسة يحرصون على شراء أجهزة لاب توب مزودة بأعلى كارت ميمورى، ومعالج يتلاءم مع طبيعة الرسومات والجرافيك المطلوبة أثناء الدراسة الجامعية، موضحا أن شركات إتش بى وديل ولينوفو تستحوذ حاليًا على الحصة الأكبر من مبيعات أجهزة الحاسبات الشخصية والمحمولة فى مصر.

ونوه بأن أسعار أجهزة الحاسبات الشخصية PC›S الجديدة تبدأ من 4 إلى 15 ألف جنيه حسب مواصفاتها الفنية.