المواهب ورأس المال والطلب والقواعد التنظيمية ركائز أساسية للنجاح فى القطاع المصرفى

4 محاور تعمل بمثابة اللبنات الأساسية لمركز التكنولوجيا المالية الناجح وسط المنافسة العالمية

المواهب ورأس المال والطلب والقواعد التنظيمية ركائز أساسية للنجاح فى القطاع المصرفى
يحيى ياسين

يحيى ياسين

7:34 ص, الأثنين, 26 يوليو 21

نشرت منصة «فينتك مصر» التابعة للبنك المركزى المصرى تقريرًا يتناول أهمية التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعى، والتى يزداد الطلب عليها بالوقت الحالى، فى ظل توسع التمويل الرقمى الأرخص والأسرع والأكثر جاذبية بشكل مطرد على نطاق عالمى. 

الجدير بالذكر أن كلمة «الفينتك» هى تكنولوجيا تستخدمها الشركات الناشئة متحدية الشركات التقليدية، بحيث تقوم بتسخير التكنولوجيا فى قطاع الخدمات المالية مثل تطبيقات الدفع النقدى وبرامج البيانات الضخمة، عوضًا عن الإبقاء على الأدوات التقليدية.

وذكر التقرير أن هناك أربعة محاور تعمل بمثابة اللبنات الأساسية لمركز التكنولوجيا المالية الناجح وسط المنافسة العالمية، وهى: الموهبة، ورأس المال، والطلب، والسياسات والقواعد المنظمة.

وأوضح أن أهم ما يميز مركز التكنولوجيا المالية هو تراكم المواهب، ومستوى المهارات الجماعية للأشخاص المشاركين فيه، مضيفًا أن أى مركز لديه القدرة على جذب أفضل المواهب فى الصناعة التقنية وتطويرها والاحتفاظ بها سيكون متحمسًا للمنافسة العالمية.

وأشار إلى أن هناك ثلاثة مجالات حاسمة، وهى التمويل، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، والتى يجب على المركز البحث عن المواهب والكفاءات وتوظيفها باعتبارها الأعمدة الرئيسة لتلك الصناعة.

وأضاف أن المعرفة القوية بالتمويل تُعد شرطًا أساسيًّا إلى حد كبير لتوظيف المواهب، ويجب أن تكون تلك المواهب على دراية بنقاط الضعف واحتياجات الجمهور الملحة، فضلًا عن تحديد جميع الفرص الممكنة فى مجالهم.

ووفقًا للتقرير، فإن التكنولوجيا تعد متطلبًا غير مرن فى توظيف المواهب التى تحدث فرقًا، إذ إن الخبرة الفنية والتنموية أمران ضروريان للباحثين عن عمل، ويتطلعون إلى الانضمام لمركز التكنولوجيا المالية، ويجب أن يكون لديهم القدرة على إنشاء وتطوير البرامج والأجهزة اللازمة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول واقعية قابلة للتطبيق.

وأشار إلى أن ريادة الأعمال تكون أقل أهمية من المجالين السابقين، لكنها ليست أقل تأثيرًا من نجاح المركز، كما أن امتلاك المواهب الشابة التى يمكنها تحديد فرص التكنولوجيا المالية والتجارية بنجاح، وسد الفجوات وتلبية احتياجات السوق، هو المفتاح لإنشاء خارطة طريق استراتيجية لأى مركز للتكنولوجيا المالية يتطلع إلى الحفاظ على تأثيره فى المستقبل، والاستمرار فى المنافسة.

وأكد التقرير أن الموهبة لا تقتصر فقط على أولئك الذين يشاركون بشكل مباشر، كما أنها تتعلق بالأقران والإدارات الأخرى التى تدعم المراكز، مثل الأقسام القانونية والمحاسبية والتسويق وتطوير الأعمال، وفى حال وجود مواهب فى مختلف الأقسام؛ سيؤدى إلى إيجاد بيئة ابتكارية تُسفر عن حلول تقنية مالية مؤثرة.

وأظهر التقرير أن الوصول إلى رأس المال يعد حجر الزاوية فى إنشاء مركز قوى للتكنولوجيا المالية والحفاظ عليه، وعادة ما تحتاج الشركات الناشئة إلى الوصول لرأس المال التأسيسى ورأس المال الحجمى من أجل الازدهار، فى نظام بيئى للتكنولوجيا المالية شديد التنافسية.

وأضاف أنه عادة ما يأتى رأس المال من كيانات خاصة، مثل أصحاب رؤوس الأموال أو المستثمرين أو مجتمعات الأسهم الخاصة، أو من المؤسسات العامة مثل المؤسسات الحكومية ومبادرات الشركات والكيانات المماثلة، ويعتبر رأس المال أحد الدوافع الأساسية التى تمكّن مركز التكنولوجيا المالية من العمل والنمو.

ولفت التقرير إلى أن رأس المال الاستثمارى أحد أكثر الأنواع شيوعًا بين الشركات والمراكز الناشئة، ولذلك السبب تعمل كمرجع رئيس ومؤشر لمدى نجاح نشاط التكنولوجيا المالية فى جميع المراكز؛ إذ إنه كلما زادت استثمارات رأس المال، زادت احتمالية ازدهار التكنولوجيا المالية عبر المراكز، وعلى غرار الموهبة، يعد رأس المال مهما أيضًا لاستدامة ونمو المنظمات الداعمة وغير الهادفة للربح مثل برامج المسرعات والحاضنات وبرامج الحماية التى تغذى النظام البيئى للتكنولوجيا المالية، وتمكنه بشكل أكبر.

وذكر أنه نظرًا لأن منتجات وخدمات التكنولوجيا المالية أصبحت أكثر ابتكارًا وأكثر وفرة، فمن المتوقع أن تنمو ساحة الاستثمار فيها بشكل أكبر عالميا، وتشمل العديد من المستثمرين الذين يدعمون المراكز برؤوس أموالهم.

كما أفاد التقرير بأن الطلب أحد تلك المحاور المحركة للتكنولوجيا المالية، إذ يتوق الناس للخدمات الجديدة المبتكرة التى تسهل حياتهم، مضيفًا أن محاور «فينتك» تلعب دورًا مهما؛ لأنها تعزز توفير منصات يسهل على العميل من خلالها الوصول إلى الخدمات المطلوبة، وأن الطلب يتزايد بين الشركات والعملاء على الخدمات الأحدث؛ مما يرفع التوقعات ويفتح الطريق للمؤسسات المالية التى تتطلع للانضمام إلى موجة التكنولوجيا المالية وتوسيع الآفاق، لتكون بمثابة عوامل تمكين من خلال استخدامها مصدرًا للاستثمار لشركات التكنولوجيا المالية التى تتطلع إلى النمو والتوسع.

وأشار التقرير إلى أن الطلب المحلى هو أحد جوانبها، إذ إن مراكز «فينتك» تركز على الاهتمام المحلى والمجتمعات المحدودة، وتسعى جاهدة للوصول إلى المستهلكين فى شتى المناطق والأقاليم المختلفة، وبالتالى فإن إنشاء المراكز الجديدة يؤدى إلى زيادة الطلب، وتحقيق النمو المرجو.

وبحسب التقرير فإن الهيئات التنظيمية وصانعى السياسات هم العمود الفقرى لمراكز التكنولوجيا المالية، ويسمح لهم بإجراء أعمالهم على أساس يومى من خلال توفير إطار للإجراءات والمبادئ التوجيهية للعمل داخل السوق، ويوفر وجود تلك الهيئات الحماية الكاملة المستثمرين والمستهلكين، كما أن المركز يتمتع بحرية العمل أيضًا ضمن تلك القواعد التنظيمية.

وسلط التقرير الضوء على الجهات التنظيمية الخاصة بـ«فينتك»، والتى تساهم فى وضع مبادرات تدعم جهود التعاون فى المحاور التى ترتبط بها، مثل: إنشاء بيئات اختبار تسمح لكل من المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية باختبار الحلول المبتكرة فى بيئة خاضعة للرقابة، من أجل اختبار جدوى المنتجات والخدمات التقنية.

وختامًا، يشير التقرير إلى أن العوامل الأربعة، هى الركائز الأساسية التى يمكن لجميع محاور التكنولوجيا المالية أن تبنى عليها أسسها، وعلى الرغم من أنها كلها مترابطة وضرورية لتحقيق النجاح، فإن التقنيات فى مراكز «فينتك» تعد صناعة دائمة التطور، وتتطلب التحديث المستمر والبقاء على اتصال مع الاتجاهات والتقنيات الناشئة من أجل البقاء واقفة على قدميها فى بيئة شديدة التنافسية، ومن المؤكد أن تلك الأساسيات توفر العمود الفقرى القوى لأى مركز للتكنولوجيا المالية، من خلال الإدارة والاستثمار وأى جانب آخر من جوانب النجاح. المال – خاص