تعتزم هيئة المواد النووية البدء فى عرض الفرص الاستثمارية بمجال الرمال السوداء على عدد من المستثمرين الخليجيين خلال الفترة المقبلة، فى إطار خطة الدولة لجذب استثمارات أجنبية وعربية بكل المجالات.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس والبالغ مساحته 35 فدانًا، باستثمارات 24 مليون دولار.
وتم تدشين المصنع عبر الشركة المصرية للرمال السوداء، والتى تأسست فى عام 2016 برأسمال يصل إلى 4 مليارات جنيه حاليًا، ويتوزع هيكل ملكيتها بواقع %15 لهيئة المواد النووية، و%12 لبنك الاستثمار القومى، ومحافظة كفر الشيخ %10 و%2 للشركة المصرية للثروة التعدينية، مقابل %61 لجهات أخرى.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى بالهيئة فى تصريحات لـ«المال» أن مصر تمتلك قرابة 11 موقعًا لإنتاج الرمال السوداء، منها البرلس وغليون اللذان بدء العمل فيهما، إلى جانب رشيد وشمال سيناء وغيرها من سواحل مصر، وتستعد لطرح عدد من الأماكن الأخرى على المستثمرين.
وأضافت المصادر لـ«المال» أن الهيئة تستعد للإعلان عن احتياطيات جديدة للخامات والمعادن، لافتة إلى أن الدراسات السابقة أوضحت أن إجمالى احتياطى مصر من الرمال السوداء يصل إلى 5 مليارات طن على ساحلى البحرين المتوسط والأحمر، ومن المرتقب ارتفاعها.
وكان الدكتور حامد ميرة، رئيس هيئة المواد النووية، أكد فى تصريحات سابقة أن العوائد للقيمة المضافة لمشروع الرمال السوداء بالبرلس تصل إلى 6 مليارات دولار.
وتابع أن هذه الرمال تدخل فى 41 صناعة أبرزها؛ هياكل الطائرات والسيارات، وأنابيب البترول، ومواد الإشعاع النووي، لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة عبر مجموعة من الطبقات داخل التربة.
وأضاف «ميرة» فى تصريحات لـ«المال» أن منطقة البرلس بها حوالى 6 مصانع فى مجمع الرمال السوداء، إضافة إلى 6 أخرى فى غليون، تقوم بفصلها وتجميعها وتنقيتها وجعلها جاهزة للتصنيع خلال المراحل اللاحقة.
وأوضح أن الهيئة ستعمل خلال الفترة المقبلة على تنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية فى التوسع بمشروعات الرمال السوداء وزيادة القيمة المضافة منها، وتدشين مزيد من المصانع فى الأماكن الغنية بتلك المعادن والرمال.
وكشف «ميرة» أن هناك 930 مليون طن من الرمال السوداء بشمال سيناء وحتى الآن لم تنته الهيئة من تقييم احتياطيات الخام بتلك المنطقة الغنية. وأوضح أن فكرة إنشاء شركة الرمال السوداء تقوم على استخلاص المعادن من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا لخامات المعادن المستخلصة منها، وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلًا من تسويقها كمواد خام.