تتبنى شركة المنيوز تنفيذ خطة طموح للاستحواذ على نصف مبيعات سوق خدمات طلب توصيل الطعام فى مصر أونلاين فى أقل من عامين، مع اتخاذ خطوات جادة نحو التوسع أفريقيا قبل نهاية 2021، لاسيما فى الأسواق التى تتشابه مع مصر من الناحية الديموغرافية، وذلك بعد تحقيقها العام الماضى معدل نمو 3 أضعاف نمو فى إيراداتها وقيمتها السوقية، مقارنة مع 2019 على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.
1.5 مليون مستخدم شهريًا.. وبدأت المشروع برأسمال 30 إلى 50 ألف جنيه
وقال أمير علام، المؤسس، الرئيس التنفيذى للشركة، إن أكثر من 90% من المصريين مازالوا يستخدمون الهاتف فى الطلب من المطاعم، ما يؤكد أن السوق ما زالت واعدة، خاصة أن حجمه يصل إلى 2.5 مليار دولار سنويًا، موضحًا أن موقع المنيوز يضم حاليًا أكثر من 12 ألف مطعم، ويستفيد من خدماتها 1.5 مليون مستخدم شهريًا.
واستعرض «علام» فى حوار مطول مع برنامج المال CEO LEVEL الذى يقدمه حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، قصة نجاح المنيوز والتطورات المتعاقبة التى طرأت على فكرة التطبيق منذ ظهورها فى عام 2011، موضحًا أن الشركة حصلت على أكثر من جولة تمويلية خلال السنوات الماضية، منها 8 ملايين دولار خلال عام 2019 بقيادة صندوق الجيبرا فينشرز وجلوبال فينشرز الإماراتى لرأسمال المخاطر.
كما سلط الضوء أيضًا على الدور المتوقع أن يلعبه المدير التنفيذى لشركة جاست إيت البريطانية بعد انضمامه إلى هيكل المساهمين فى بناء استراتيجية عمل قوية من خلال شبكة علاقاته.
وإلى نص الحوار:
حازم شريف: ضيف حلقة اليوم أمير علام المؤسس، الرئيس التنفيذى لشركة المنيوز، وسيدار الحوار عبر مستويين: أولهما؛ موجه للشباب حول كيف نشأت المنيوز، وما مراحل تطور الموقع التابع لها وخدماته المختلفة؟ والمستوى الثانى يخاطب مجتمع الأعمال، ويسلط الضوء على الاستثمارات الجديدة والعوائد المتوقعة منها، وآليات التواصل مع مؤسسات التمويل، بداية نود معرفة من هو أمير علام؟ وكيف ظهرت فكرة التطبيق؟
أمير علام: تخرجت في علوم حاسب آلى computer science من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعملت فى قطاع التكنولوجيا لفترة طويلة كاستشارى لتطبيقات CRM التى تستخدمها البنوك والحكومات والشركات لإدارة العلاقات مع عملائها بطريقة منظمة.
وواجهت مشكلة كان يعانى منها أغلب الشباب، تتمثل فى عدم وجود موقع إلكترونى واحد، يتضمن المعلومات الكاملة عن جميع المطاعم سواء المنيوهات أو أرقام التليفونات أو ما شابه، ودائمًا نجد المعلومة متفرقة فى أكثر من مكان دون ترشيح لأماكن خروجات أوأفضل الآكلات، وهو سؤال وجودى يشغل بال الجميع حول العالم كله.
من هنا ظهرت فكرة تطوير منصة إلكترونية موحدة تشتمل على كل المطاعم فى مصر أو أى دولة أخرى عند التوسع الخارجى بطريقة تتوافق مع أذواق المستخدمين، خاصة أن الطعام الواحد لا يناسب الجميع one size not fits all إذ يختلف الأمر من شخص لآخر حسب تفضيلاته.
وبعد مرور 9 سنوات أصبح لدينا أكثر من 1.5 مليون مستخدم شهريًا سواء على الموقع الإلكترونى أو التطبيقات الخاصة بنا.
حازم شريف: أبدى إعجابى وتحفظى على تعبير «السؤال الوجودي»، فقد لا تكون مسألة تحديد مكان للتنزه ونوعية وجبة الطعام المفضلة أمرًا وجوديًا لهذه الدرجة، إلا أن استخدامك له يعد تعبيرًا يجسد مدى إيمانك بالفكرة، ولا يوجد لدى أدنى مشكلة ما دام الأمر مرتبطًا بتعظيم الفكرة وقيمتها وتحولها لمشروع ناجح، ولكن متى ظهرت فكرة المنيوز بالتحديد؟ وكيف بدأت العمل على تطويرها؟
أمير علام: بدأت تطوير الموقع فى عام 2011 بعد مرور 6 أشهر من أحداث ثورة 25 يناير مباشرة، وكان يبدو قرار ترك الوظيفة حينها، وبدء مشروع الخاص غير صائب إلى حد ما، خاصة مع عدم استقرار أوضاع البلاد آنذاك، ولكن الحمد لله بعد مرور من 3 إلى 4 شهور بدأ الموقع ينال إعجاب عدد كبير من الجمهور، واتجهت المطاعم للتواصل معنا لوضع إعلاناتها على الموقع.
حصلنا على تمويل 1.5 مليون دولار من «الجيبرا فينشرز» بعد 6 سنوات من التأسيس
حازم شريف: كم كان يبلغ حجم رأسمال المشروع عند التأسيس؟
أمير علام : كان يتراوح من 30 إلى 50 ألف جنيه من مدخراتى الخاصة، وفى أقل من عام حصلت على دعم من أصدقائى وأقاربى كأول مصدر تمويل فيما يعرف فى مجتمع رواد الأعمال بـ friends &family، لاسيما مع قلة عدد مستثمرى رأس مال المخاطر آنذاك، وبعد مرور 6 سنوات حصلنا على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار صندوق إلجيبرا فينشرز.
«روح المخاطرة» و«الإيمان بالمشكلة».. نصائح ضرورية لرواد الأعمال
حازم شريف: أثناء مرحلة إطلاق المشروع كانت «اطلب» تقدم نفس خدمات توصيل الطعام للمنازل أو المكاتب وخلافه، كيف قرأت المشهد وقتها؟ وما المزايا التنافسية التى كنت تراهن عليها لإنجاح الفكرة؟
أمير علام: عندما ظهرت «المنيوز» كانت المواقع الموجودة تقدم خدمة التوصيل أونلاين، لكنها واجهت عدة مشكلات، منها عدم إتاحة كل المطاعم واقتصار الخدمة على عدد قليل من المشتركين فقط مع الموقع.
لدينا 12 ألف مطعم و1000 طيار.. ونقدم ترشيحات بأفضل الأكلات للعملاء
فى الوقت الذى يريد خلاله العميل خوض مرحلة الاستكشاف والوصول إلى قائمة تضم من 100 إلى 200 مطعم على سبيل المثال، ولم تكن هناك منصة إلكترونية موحدة تضم كل تفاصيل المطاعم التى كان يتراوح عددها من 30 إلى 50 ألف مطعم، منها عدد محدود للغاية أونلاين؛ لذلك قمنا بوضوع أكثر من 1000 مطعم مفضل لدى الجمهور، واليوم أصبح لدينا حوالى 12 ألف مطعم، وبالتالى لدينا أكبر وسيلة للوصول إلى المطاعم أونلاين، ونقدم أيضًا للمستهلكين ترشيحات بأسماء أفضل وأشهى الأكلات داخل كل مطعم حسب التفضيلات الشخصية لكل فرد، ما يجعلنا مختلفين عن باقى المنافسين.
«ماكدونالدز» أول المعلنين .. و %90 من إيراداتنا تأتى من الطلب «أونلاين»
حازم شريف: متى تحولت المنيوز إلى شركة؟ وما هيكل مساهيمها؟
أمير علام: المسألة بدأت تدريجيًا، خاصة أن مصر لم يكن بها شركات تكنولوجيا كبرى وأخرى ناشئة، كما هو الوضع الحالي، وكنت أسعى إلى حل مشكلة لنفسى والمعارف وأصدقائى، خاصة أننى شخص أحب الطعام، وأرغب دائمًا فى استكشاف أماكن جديدة وأكلات شهية، ومع مرور الوقت وجدت أن الأمر يتطلب وجود عدد معين من المبرمجين، ووضعت ميزانية لمدة عام، وبدأت الحديث مع أصدقاء وأقارب للمساهمة، ثم ظهر تطور سريع يتمثل فى الاتفاق مع مطعم ماكدونالدز كأول معلن على المنيوز، وبدأنا نجنى عوائد خلال أقل من 9 أشهر، واتجهنا للأنفاق على الموقع والشركة من أموال معلنين آخرين، الأمر الذى فتح الباب للتواصل مع مطاعم صغيرة أيضًا لتجربة الفكرة.
ويمكن القول إن الشركة بدأت تنفق على ذاتها منذ العام الأول على تأسيسها، وحصلنا على مبلغ حوالى 150 ألف جنيه من الأصدقاء والأقارب، ثم انضم إلينا صديق آخر بمبلغ 50 ألف دولار، إلى أن حصلنا على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار من صندوق الجيبرا فينشرز.
حازم شريف: إذن، ما نموذج عمل business model المنيوز؟ وهل شهد أى تغييرات؟
أمير علام: بدأ فى صورة إعلانات فقط، ولعل الأمر اللافت للنظر أن الـbusiness model ظهر بطريقة تلقائية للغاية، قائم على جذب أكبر عدد من المستخدمين يمتلكون اختيارات متباينة يوميًا فى الطعام، ووجود مطاعم متنوعة، ويحصل المنيوز على تكلفة إضافية من المطاعم الراغبة بالظهور فى تصنيفات بحث متقدمة على التطبيق حسب المنطقة السكنية، خاصة أن المطاعم تواجه مشكلة فى طرق تسويق منتجاتها، وصعوبة تحديد الجمهور المستهدف بالإعلان، الأمر الذى يوفره موقعنا عن طريق تحديد أماكن دخول العملاء فى مصر.
حازم شريف : إعلانات المطاعم تمثل بذلك أول مورد لإيرادات للشركة، هل طرأت أى تغييرات أخرى على نموذج عمل الشركة؟
أمير علام: المصريون يفضلون طلب أوردرات الطعام باستخدام الهاتف مقابل عدد قليل للغاية يقوم بالطلب أونلاين، إلا أن العدد زاد خلال الـ3 إلى 4 سنوات الماضية.
حازم شريف: ما معدلات نمو الطلب أونلاين إذن؟
أمير علام: تضاعف حجم أعمال المنيوز خلال العام الماضى بمعدل 3 أضعاف بسبب جائحة فيروس كورونا والتى ساهمت فى زيادة نسبة اعتماد المستخدمين على التطبيقات الأونلاين، كما شهدت السوق ككل نموًا فى حجم مشتريات منتجات البقالة ومواقع التجارة الإلكترونية، بعد انتقال المستهلكين من استخدام الهاتف إلى شبكة الإنترنت فى طلب احتياجاتهم اليومية.
وعندما وجدنا أن الوقت بات مناسبًا بدأنا مساعدة المستخدمين على كيفية الطلب أونلاين، ومن أفضل القرارات الاستثمارية بالنسبة التى اتخذتها الشركة عدم حذف أرقام هواتف المطاعم حتى إن كان ذلك يخالف الـ business model الخاصة بنا، وذلك رغبة منا فى إتاحة الحرية كاملة للمستخدمين فى طريقة طلب الأوردر.
ويمكن القول إن معظم أرباح المنيوز تأتى حاليًا من الطلب أونلاين، إذ تحصل الشركة على نسبة مئوية من المطعم نظير كل أوردر.
حازم شريف: كيف تتوزع مصادر البيزنس موديل بين الإعلانات والطلب أونلاين؟
أمير علام: أكثر من % 90 من الإيرادات حاليًا من الأونلاين بعد قرار الشركة وقف التركيز على الإعلانات لفترة، ولكننا بصدد استئنافها مجددًا خلال المرحلة المقبلة.
حازم شريف: هل ترى أن حصول المنيوز على أموال من المطاعم لتغيير ترتيبها فى عملية البحث لا يؤثر على مصداقيتها تجاه المستخدمين؟
أمير علام: قبل الشروع فى تنفيذ أى شيء على الخدمة نأخد بعين الاعتبار المستهلك، خاصة أنه إذا فقد الثقة بالتطبيق يصعب استرجاعها مرة أخرى، ولكن فى عالم الإعلانات أونلاين بمصر والعالم يظهر فى كلمات البحث على متصفح جوجل على سبيل المثال الأكثر إعلانًا، وهناك فئة ترى أن نتائج البحث المدفوعة قد تكون مفيدة بالنسبة لهم،
وللحفاظ على مصداقية المنيوز، يتم تدوين عبارة «إعلان مدفوع» على نتيجة البحث التى تظهر فى المقدمة للمستهلك.
حازم شريف: أنت تتحدث أن 90 إلى % 95 من الإيرادات تأتى حاليًا من الطلب أونلاين؟
أمير علام: بالضبط، ومن المتوقع أن تحصل الإعلانات مرة أخرى على اهتمام كبير خلال المرحلة المقبلة، عن طريق توجيه الإعلان حسب طبيعة كل مستخدم، فعلى سبيل المثال، إذ قمت بالدخول على الموقع لطلب وجبة برجر ليس من المنطقى أن يظهر لك إعلان آخر عن «فتة شاورما».
وبالتالى كلما كان الإعلان متوافقًا مع احتياجات المستخدم يؤدى ذلك إلى مزيد من الربح للمطعم، وفى الوقت ذاته ستلقى التجربة بالضرورة استحسانًا من قبل العميل.
حازم شريف: بدأت الشركة برأسمال 150 ألف جنيه، ثم بتمويل من صديق بقيمة 50 ألف دولار ما يعادل 300 ألف تقريبًا قبل تعويم الجنيه، ليصبح إجمالى المبلغ نحو 450 ألف جنيه هل يمتلك صديقك حصة أغلبية؟
أمير علام: لا.
حازم شريف: هل انضم إلى المنيوز فى ظل تقييم مرتفع للشركة؟
أمير علام: بالفعل، ولكن توقيت انضمامه للشركة كان جيدًا، فالمؤسسون القدامى حققوا حاليًا عائدات مجزية، ثم دخلت الجيبرا فينشرز فى جولة تمويلية مع الشركة فى عام 2017، وتوالت الجولات الاستثمارية بعد ذلك.
حازم شريف: كان يبلغ تقييم الشركة عند انضمام الجيبرا فينشرز إلى هيكل المساهمين فى 2017؟
أمير علام: من الصعب الحديث عن تقييمات، لأنها غير معلنة، وانضمت الجيبرا فينشرز فى جولة تمويل A، تلا ذلك مستثمرون آخرون جدد فى جولة B، ومنذ وقت قريب بدأنا جولة تمويل C عن طريق دخول المدير التنفيذى لشركة جاست إيت البريطانية فى هيكل ملكية الشركة، وسيتم الإعلان عن تفاصيل جديدة قريبًا.
حازم شريف: انضمت الجيبرا فى أول مرحلة بـ1.5 مليون دولار، ما تفاصيل الجولة التمويلية الثانية للشركة؟
أمير علام: كانت فى أواخر 2019، بقيمة 8 ملايين دولار بقيادة صندوقى الجيبرا فينشرز، وجلوبال فينشرز الإماراتى لرأسمال المخاطر من دبى، بجانب مستثمرين أفراد.
حازم شريف: كم يبلغ حجم التمويلات المتوقع جمعها خلال الجولة التمويلية الثالثة؟
أمير علام: سيتم الإفصاح عن تفاصيلها، ولكن الأهم من التمويلات هو انضمام المدير السابق جاست إيت فى مرحلة متقدمة من عمر الشركة كونه يمتلك تجارب وخبرات وقنوات اتصال متعددة خارج مصر تساعدنا فى بناء استراتيجيتنا، خاصة أنه يوجد عدد قليل من شركات التكنولوجيا فى مصر التى تجاوزت مرحلة معينة من دورة حياتها، وبدأت تبنى استراتيجية توسعية، الأمر الذى نريد تحقيقه أيضًا.
ويمكن القول بأن حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة بمصر ينمو بشكل ملحوظ سنويًا، بدعم من رؤوس أموال محلية وأجنبية وعربية من أسواق الخليج الأمر الذى ينطبق على أصحاب الأفكار الواعدة الذين يمتلكون فرق عمل قوية.
حازم شريف: إلى أى قطاع تنتمى المنيوز، خاصة أنه من الواضح أنه يوجد عدة تصنيفات داخل شركات التكنولوجيا نفسها؟
أمير علام: ننتمى إلى قطاع الطلب أونلاين، إلا أن أغلب االشركات قد توجد بين أكثر من مفترق طرق، من هنا يمكن تصنيف المنيوز كشركة خدمات لوجيستية تتمثل فى توصيل طلبات، من خلال أسطول طيارين وأيضًا شركة تكنولوجيا تعمل على تطوير منتج تقنى، وأخيرًا شركة أغذية ومشروبات، ونفضل دائمًا تصنيفنا كشركة تكنولوجيا تعمل فى مجال طلب الأطعمة أونلاين بمساعدة ذراع لوجيستية تتمثل فى الديلفرى.
حازم شريف: كم يبلغ عدد الطيارين لدى الشركة فى الوقت الراهن؟
أمير علام: فى حدود 1000 طيار فى نهاية 2019، ولم نكن نقوم بتوصيل الطلبات بواسطة طيارين الشركة، ثم ظهر فيروس كورونا، وبدأت المطاعم تفكر فى إسناد مسألة توصيل الطلبات للغير، وحاليًا يتم توصيل معظم الطلبات لدينا عن طريق شبكة الديلفرى الخاصة بالشركة.
الخدمة كمنصة طلب إلكترونى فى 15 محافظة على غرار القاهرة والإسكندرية
حازم شريف: كم يبلغ عدد المحافظات التى تعمل بها المنيوز؟
أمير علام: موجودون كموقع ودليل للمطاعم directory فى 24 محافظة، بينما نعمل فى القاهرة والإسكندرية كمنصة طلب أونلاين، الأمر الذى نستهدف تكراره فى 15 محافظة بنهاية العام الحالى، بالاعتماد على أسطول الطيارين الخاص بنا.
مدير«جاست إيت» البريطانية اقتنع بالفكرة وعرض الانضمام إلينا
حازم شريف: لماذا قرر ديفيد باتريس المدير التنفيذى لجاست إيت الانضمام إلى مشروع ناشئ فى مصر؟
أمير علام: جاست إيت هى شركة بريطانية متخصصة فى نشاط طلب الطعام أونلاين، تأسست أوائل الألفية الثالثة، وتعمل فى أكثر من دولة، وكانت مقيدة فى البورصة، واندمجت مع شركة أخرى من هولندا، وتم تأسيس مجموعة كبرى تسيطر على النشاط فى معظم بلدان أوروبا.
وغادر ديفيد منصبه من جاست إيت منذ عام 2017 وتمكنا من الحديث معه فى مكالمة هاتفية عن استراتيجية الشركة، وفى نهاية المكالمة اقتنع تمامًا بأسلوب عمل المنيوز، وعرض علينا فكرة الانضمام إلى الشركة كمستثمر واستشارى advisor ما يمثل إضافة قوية للشركة، خاصة أنه يمتلك خبرات متنوعة ورؤية شاملة عن طبيعة الصناعة فى أكثر من دولة.
حازم شريف: ما نسبة مساهمة ديفيد باتريس فى الشركة؟
أمير علام: غير معلنة.
حازم شريف: كم تبلغ حصتك من أسهم الشركة؟
أمير علام: ما زلت محتفظًا بنسبة كبيرة، ولكن ليس من الضرورى التفكير فى حصتى من الأسهم بقدر نمو الشركة ذاتها.
حازم شريف: ما نسبة حصة الإدارة التنفيذية للشركة فى هيكل الملكية؟
أمير علام: من الصعب الإفصاح عن ذلك، ولكن الأهم هو أن عددًا كبيرًا من الموظفين والمديرين يمتلكون أسهمًا فى الشركة، حتى لو كانت بنسب صغيرة تنمو مع مرور الوقت عند إثبات الكفاءة، ما يؤكد أن الأمر لا يقتصر فحسب على القيادات التنفيذية العليا، ما يعد فى الوقت ذاته ثقافة جيدة داخل الشركات الناشئة بمصر.
حازم شريف: هل لدى الشركة stock option plan لجميع العاملين بها؟
أمير علام: لأغلب الموظفين بالشركة، واستغرقنا وقتًا طويلًا لإقناع الراغبين فى الانضمام إلينا بفكرة امتلاك أسهم فى مراحل عمر الشركة، دون الاكتفاء بالنظر إلى قيمة الراتب فحسب، خاصة أنه عندما يتم بيع الشركات الناشئة أو قيد أسهمها فى البورصة يكون لهذه الأسهم وزن نسبى كبير وهو أمر متعارف عليه فى السوق الأمريكية.
حازم شريف : ولكن هذه الفكرة قد تواجه عدم قبول لدى البعض، الذى يعتقد بأنها وسيلة لتقليل حجم الراتب الشهرى خاصة أن الشركة ما زالت غير مقيدة فى البورصة.
أمير علام: عندما تم بيع شركة كريم لأوبر على سبيل المثال تمكن أغلب الموظفين من تحويل الأسهم إلى سيولة نقدية، ويعد ذلك إشارة جيدة للسوق بأن الأمر حقيقى، ولا يعتبر أداة للمراوغة كما يعتقد الكثير.
حازم شريف: ما ملامح خطة الشركة التى تبنى عليها جمع تمويلات جديدة؟
أمير علام: مصر أصبحت على رادار الخريطة الاستثمارية بدعم من مقومات التعداد السكانى ووجود شريحة كبيرة من الشباب المتصلين بالإنترنت، ويمتلكون هواتف ذكية، ويقومون بالتسوق أونلاين، كما بدأت القطاعات الاقتصادية مثل المطاعم والشركات فى الإنفاق على وسائل التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك.
ومن ناحية أخرى، مازال هناك أكثر من % 90 يستخدمون التليفون فى طلب الطعام، فى الوقت الذى يصل خلاله حجم سوق خدمات الديلفرى فى مصر إلى 2.5 مليار دولار سنويا، وبالتالى فإنه من المتوقع أن تقفز حصة الأونلاين حاليًا من % 7 إلى 10 أضعاف خلال 3 إلى 4 أعوام المقبلة، بما يعنى أن أكثر من نصف المستهلكين الذين يطلبون طعامًا سيتجهون للقنوات الإلكترونية.
لذلك يجب على الشركات العاملة بتلك الصناعة أن تدرك جيدًا أنها ستحقق عائدات إيجابية للغاية فى المستقبل، مع وجود أنشطة أخرى مكملة تتمثل فى مساعدة المطاعم على زيادة حجم أعمالهم ليس بالضرورة فى سوق خدمات الديلفري.
حازم شريف: أليس هناك تعارض بين إدارة موقع المنيوز كلاعب محايد وتقديم خدمة الاستشارات تسويقية للمطاعم مقابل تكلفة إضافية؟
أمير علام: لا يحدث ذلك إطلاقًا، إذ تقوم الشركة على عدة مبادئ، أولها طريقة مساعدة المستهلك، الذى يجب أن يكون فى محور اهتمامنا عند تنفيذ أى تغييرات على الخدمة المقدمة له، فعلى سبيل المثال فيسبوك من أكبر المنصات الاجتماعية التى نجحت فى التوفيق بين احتياجات المستخدمين والشركات المعلنة التى ترصد ميزانيات تسويقية للظهور والانتشار بطريقة منطقية.
حازم شريف: هل يمكن أن تدلى كاستشارى بنصيحة للمطاعم من قبيل الإعلان على المنيوز أو مواقع أخرى منافسة بغرض تحقيق انتشار واسع النطاق؟
أمير علام: بالطبع لا، لأننا نعمل كبيزنس نقوم باستعراض الأدوات التى يمكن أن تساعد المطاعم بناءً على تجارب وخبرات سابقة مشابهة، وبالتالى نحن أدرى بالمنتجات والبيانات الخاصة بنا، ومن ثم نعلم جيدا كيفية إرضاء عملائنا من المطاعم والمستهلكين.
وكلما قمنا بتطوير أنفسنا لن يحتاج المطعم للانفاق على منافسين أقل فى الوصول للجمهور المستهدف وغير مناسبين لطبيعته خاصة وأن المطاعم تلجأ لتخصيص الميزانيات التسويقية على اللوحات الاعلانية مثلًا فى الشوارع وفيسبوك بعكس المنيوز والتى تساهم إعلاتنا فى مضاعفة مبيعاتها فى خلال أسبوع.
حازم شريف: هل تعتزم الشركة التوسع إقليميًا مع ظهور منافس سعودى فى مصر؟
أمير علام: لا نهدف للخروج من أجل التوسع فحسب، ولكن الأهم هو مدى احتياج السوق الجديدة للخدمة من عدمه فى ظل وجود منافسة قوية بين اللاعبين لن يمثل ذلك أى استفادة للشركة، ويترتب عليه خسارة أموال كثيرة دون أى جدوى تذكر.
وتسعى المنيوز إلى تحقيق معادلة متوازنة تجمع بين احتياجات المستخدمين والمطاعم المفضلة له، ولدينا فرص فى أفريقيا تتشابه ظروفها إلى حد ما مع السوق المصرية، ولا تتمتع بدرجة منافسة كبيرة، بعكس أسواق منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
حازم شريف: هل تتضمن جولة التمويلات الجديدة أى إشارة لتوسعات خارجية؟
أمير علام: سنبدأ تنفيذ خطوات جادة للتوسع بنهاية 2021، حاليًا نستهدف التركيز على مصر مع وجود فرص استثمارية واعدة ومساعى للوصول إلى موقع صدارة وتعزيز وجودنا.
إتاحة حق تملك أسهم للموظفين والمديرين..و%20 حصتنا السوقية
حازم شريف: كم تبلغ الحصة السوقية للشركة فى مصر؟
أمير علام : تتجاوز الـ % 20 ونحتل المركز الثانى فى السوق بعد المنافس الذى يعمل منذ 20 عاما، ويستحوذ على نصيب الأسد بخلاف نسب ضئيلة لباقى المنافسين، ونحن نخطط للوصول إلى صدارة السوق خلال أقل من عامين بعد تسجيل نتائج إيجابية عند إطلاق نشاط الـ online ordering من عامين ونصف العام تقريبا.
حازم شريف : هل تقصد بصدارة السوق الاستحواذ على أكثر من نصف مبيعات السوق؟
أمير علام: نعم.
حازم شريف : هل يمكن تلخيص الخطة المستقبلية للشركة فى احتلال صدارة صناعة الطلب أونلاين بمصر فى غضون عامين، فضلا عن تنفيذ خطط توسعية فى أفريقيا خلال عام؟!
أمير علام: نعم.
حازم شريف: ما الأسواق الأفريقية المستهدفة؟
أمير علام: لم نحدد دولًا بعينها حتى الآن، ولكنها ستكون الأقرب للتوزيع الديموغرافى لمصر.
حازم شريف: هل تدرس قيد أسهم المنيوز فى سوق المال؟
أمير علام: يعد ذلك خيارًا مطروحًا، فمن أفضل التجارب التى شهدناها مؤخرًا فى مصر قصة نجاح شركة فورى لحلول المدفوعات التى خلقت فرصة سانحة أمام شركات التكنولوجيا للتواجد فى سوق المال مع وجود إيمان قوى لدى قطاع عريض بأهمية دور التكنولوجيا، فقديما كان الخيار الوحيد المتاح للشركات الناشئة هو بيع أسهمها لكيانات كبرى أخرى وفى الغالب تكون خارج مصر.
قيد أسهمنا فى البورصة أمر وارد.. وتحديد سيناريو التخارج يحتاج إلى وقت طويل
حازم شريف: هل تم طرح سيناريو التخارج عبر البورصة ضمن جولة التمويل C ؟
أمير علام: تحديد سيناريو واحد للشركة يعتبر أمرًا غير صحى، ولكن الأهم وجود أكثر من سيناريو وأن تكون طبيعة الصناعة التى نعمل بها جاذبة للمستثمرين وإجراء توسعات، وبالنسبة لنا أمامنا مزيد من الوقت لتحديد سيناريو التخارج الأنسب.
حازم شريف: بناءً على ماسبق، فإن الشركة مهتمة بزيادة رأسمالها وإجراء تقييمات متعاقبة لتمويل عمليات التوسعات المرتقبة، ومن ثم فإن فكرة القيد فى سوق المال غير مطروحة خاصة وأنك تتحدث عن تحقيق معدلات نمو مرتفعة أكثر من تسجيل أرباح.
أمير علام : بالضبط.
حازم شريف: ماذا عن باقى محاور استراتيجية الشركة؟
أمير علام: نستهدف كذلك زيادة حجم فريق العمل، فكلما كان فريق العمل قويًا زالت العقبات، فهناك شركات أخفقت فى الدخول إلى الصناعة، وأخرى تخارجت من مصر بسبب عدم قدرتها على جلب فريق عمل محلى مدرب، وهو هدف يجعلنا النجاح فى تحقيقه قادرين على النمو والإبداع.
وسوف تقوم الشركة بالاستثمار فى تعيين موظفين جدد خلال الفترة القادمة بمجالات المبيعات والتسويق والعمليات واللوجيستيات والمهندسين بهدف تحقيق تجربة مميزة للعميل عند استخدام المنيوز.
حازم شريف: كم يبلغ عدد موظفى الشركة بخلاف الطيارين؟
أمير علام : فى حدود 280 موظفًا.
حازم شريف : يوجد مدرستان فى طلب الطعام، أوالها مدرسة صعوبة تغيير العادة، وأخرى قائمة على تغييرها، وفى هذا الإطار كيف تستطيع المنيوز المنافسة مع شركة أخرى اعتاد المصريون على التعامل معها لفترات طويلة بهدف زيادة حصتكم السوقية ؟
أمير علام: نحن لا ننافس الشركات الأخرى، بقدر العادات القديمة المتعارف عليها بالمجتمع المصرى، مثل استخدام التليفون فى طلب المأكولات وبالتالى فإن الأمر يتعلق هنا بطرق تحفيز المستهلكين على الطلب أونلاين بالتعاون مع المطاعم وبالتالى نحن لا نحتاج صرف أموال طائلة على تسويق المنيوز لأن الجمهور يستعين بالموقع قبل اتخاذ أى قرار.
حازم شريف: أخيرًا ما النصائح التى تود مشاركتها مع شباب يريدون التحول إلى رواد أعمال؟
أمير علام: يجب أن نعترف أولًا بأن مفهوم ريادة الأعمال ليس متاحًا للجميع، فيجب أن يتوافر فى رائد الأعمال عدة مقومات، منها الإيمان بالمشكلة التى يسعى إلى حلها، وكذلك القدرة على تحمل المخاطر، فى ظل ظروف عمل مواتية، فضلًا عن الاستفادة من خبرات العمل فى شركات ناشئة.
وأسعد لحظات حياتى عندما ألتقى خلال إجراء مقابلات شخصية للتوظيف معنا، مع مجموعة شباب قاموا بتأسيس شركة وأخفقت، أو نجحت وتم بيع الفكرة، فهؤلاء بالنسبة لى يعتبرون منجم ذهب.