قال لوران دى بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة، إن المنظمة خصصت 23 مليون دولار لتمويل المشروعات فى مصر، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن ترتفع تلك الميزانية فى ظل المشروعات التى تعمل فيها بالتعاون مع القطاع الخاص بهدف خلق الوظائف.
وأضاف لـ«المال»، أن من أبرز تلك المشروعات إعادة تدوير المخلفات، مضيفًا أن هناك الكثير من المهاجرين فى البلاد الذين هم بحاجة إلى مساعدتها ودعمها.
ولفت إلى أن عدد المهاجرين المقيمين بمصر يبلغ 6 ملايين شخص، ويشمل ذلك الرقم مهاجرين من جنسيات مختلفة مثل العراقيين والصوماليين والسودانيين الذين جاءوا للعمل والدراسة، فضلًا عن 245 ألف لاجئ وفق إحصائيات المفوضية السامية لشئون اللاجئين UNHC» «.
تقديم الدعم لنحو 800 ألف مهاجر من أصل 6 ملايين لاجئ
وأشار إلى أن المنظمة تقدم الدعم لبعض المهاجرين، خاصة الفئات الضعيفة وغير القادرة والتى تقترب أعدادها من 800 ألف شخص، موضحا أنها تستهدف زيادة حجم هذا الدعم.
وقال إنه على سبيل المثال هناك الكثير من العمال السودانيين المقيمين على الأراضى المصرية لكنهم لا يحتاجون مساعداتها.
وأكد أن مصر ترحب بالمهاجرين المقيمين على أراضيها الذين تم امتصاصهم من قبل المجتمع، كما يتم معاملتهم بكرم ضيافة.
لكنه أشار إلى أنه فى الظروف الاقتصادية الحالية، من الصعوبة استكمال دعم تلك المجتمعات للفئات الفقيرة من المهاجرين.
وتابع: «لذا هناك حاجة إلى العمل على برنامج تماسك اجتماعى لخلق الوظائف للمهاجرين وللمجتمعات التى يقيمون فيها ويشمل ذلك الأمر بالطبع المصريين».
وأكد أن المؤتمر الذى عقدته المنظمة فى شهر مارس الماضى بالتعاون مع مؤسسة الدورى الإسبانى «الليجا» يأتى فى سياق اتجاه الأخيرة لتطوير آلية ضد التمييز العنصرى، بهدف الوصول لكل فئات المجتمع، خاصة المناطق الريفية من خلال كرة القدم التى تتميز بقدرتها على جذب الكثيرين إليها.
التمييز العنصري في كرة القدم
ووقعت المنظمة الدولية للهجرة اتفاقا، مع الممثل الرسمى لمنظمة «الليجا» الإسبانية فى مصر مارس الماضى للقضاء على التمييز العنصرى فى كرة القدم وزيادة الوعى بفرص وتحديات الهجرة، وتزامن ذلك مع اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري.
وقال «بوك»، إن منظمة الأمم المتحدة نشرت تقريرا حول إساءة استغلال المهاجرين فى وقت سابق.
وأضاف أن كرة القدم والرياضة بشكل عام قد تكونان مصدرا لترسيخ العمل الجماعى بين الأشخاص، ولجمع الأفراد ولكن قد يساء استغلالها فى بعض الأحيان.
وأضاف أنه فى إطار الآلية التى تسعى مؤسسة «الليجا» لإنشائها، تعمل المنظمة مع وزارة الشباب والرياضة فى مشروع يستهدف استخدام مراكز الشباب الموزعة فى أنحاء البلاد لإتاحة المعلومات أمام المواطنين والشباب، وتوعيتهم فيما قد يقوم به الأشخاص أو الوكالات من إساءة استغلالهم عبر تقديم وعود خادعة حول جعلهم لاعبين مشهورين مثل محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى وذلك مقابل الحصول على مبالغ مالية.
وتابع : «تقوم هذه الوكالات بنقل الشباب لدول أخرى وإساءة استغلالهم فيما بعد، ويعتبر هذا الأمر منتشر فى القارة الأفريقية لكنه غير موجود بصورة كبيرة فى مصر، ولذا سيتم استخدام تلك الآلية لتقديم التوعية حول كيفية التأكد من تلك الوعود ومدى صحتها من خلال خط معلومات مخصص لذلك».
وأوضح أن المنظمة تعمل مع عدد من الوزارات واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر التابعة لمجلس الوزراء وبرئاسة السفيرة نائلة جبر على بعض الحملات لتوعية المواطنين.
وأشار إلى أن حملة هذا العام ستعتمد على وسائل الإذاعة والتلفاز للوصول للكثيرين.
وتابع: ننفذ أيضا أنشطة بناء قدرات لمحاربة الإتجار بالبشر بالتعاون مع أجهزة الشرطة والشئون الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية .«NGOs» بهدف تبادل المعلومات وتوفير التدريب اللازم لذلك