تسعى المملكة المتحدة لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل من المنتجين الأمريكيين قبل أزمة الطاقة المنتظرة في الشتاء والتي تهدد بعرقلة اقتصاد البلاد.
طلبت فرقة العمل التابعة للحكومة البريطانية عروضا من مصدري الغاز الطبيعي المسال لتزويد المشترين المحليين بها، تمهيدا لإبرام عقود تستمر لمدة تصل إلى 20 عاماً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم كون المناقشات خاصة، إلى ذلك، لم يرد ممثل حكومي على الفور على طلب للتعليق.
تأمين إمدادات الغاز طويلة الأجل
يأتي طلب الحكومة في الوقت الذي تحاول فيه دول أوروبية أخرى تخزين الغاز الطبيعي قبل حلول أكثر شهور الشتاء برودة، وتنويع مصادر الوقود على المدى البعيد.
لكن على عكس دول مثل ألمانيا، لا تعتمد المملكة المتحدة على الغاز الروسي؛ بل على الإنتاج المحلي من الوقود، كما تصلها الإمدادات النرويجية عبر خطوط الأنابيب المغمورة تحت سطح البحر، وكذلك ورادات الغاز الطبيعي المسالمع ذلك، فالبلاد ليست محصنة ضد أزمة الإمدادات الحالية على مستوى أوروبا، حيث أعلنت الحكومة، الأربعاء، عن خطة تقدر تكلفتها بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (45 مليار دولار)، والتي من شأنها وضع حد أقصى لأسعار الجملة لمدة ستة أشهر.
ارتفاع تكاليف الطاقة
يذكر أن تكاليف الطاقة كانت قد ارتفعت إلى مستويات قياسية هذا العام، مهددةً الأسر والشركات بفواتير مرافق لا تطاق، وتأتي الاستفسارات من حكومة المملكة المتحدة بعد ستة أشهر من زيارة قام بها كواسي كوارتنغ إلى واشنطن، حيث عقد اجتماعات مبدئية مع مطوري منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة.
كان كوارتنغ وزيرا للأعمال قبل ترقيته إلى منصب وزير المالية بعد اختيار حزب المحافظين ليز ترَّس رئيسة للوزراء.
قال فريد هاتشيسون، رئيس جماعة الضغط الصناعية الأمريكية “إل إن جي ألايز” (LNG Allies): “من الواضح أن حكومة ترَّس منخرطة في هذه القضية على أعلى المستويات لتأمين الإمدادات طويلة الأجل بأسعار معقولة تماماً مثلما يفعل الألمان.
من الأفضل أن تسارع الدول الأوروبية الأخرى لتأمين إمداداتها، فما تبقى في الولايات المتحدة نفد تقريباً”.
تكثيف المشتريات
كانت شركات القطاع الخاص البريطانية قد كثفت مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقعت شركة المرافق البريطانية “سنتريكا” (Centrica) صفقة لشراء الغاز من “إيكوينور” (Equinor) النرويجية في يونيو، كما توصلت إلى اتفاق لاستلام الغاز الطبيعي المسال من شركة “دلفين ميدستريم” (Delfin Midstream) الأميركية في الشهر الماضي.من جهةٍ أخرى، لا تزال الكميات التي تحاول حكومة المملكة المتحدة المساعدة في شرائها مبهمة، حسبما ذكر الأشخاص المطلعون على المناقشات.
غير أن المسؤولين يسعون إلى شراء الغاز الطبيعي المسال المرتبط بمؤشر “هنري هاب” (Henry Hub) القياسي في الولايات المتحدة، وتسليمه إلى ميناء وصول متفق عليه، حيث يتعين على البائع تسليم الشحنة إلى مشترٍ بعينه في موقع ثابت ومحدد مسبقاً.