المقاولون العرب تؤسس تحالفات إستراتيجية للمنافسة على المشروعات المحلية والدولية

الشركة أبرمت تحالفاً دائماً مع شركات الخدمات البترولية وتتصدرها «بتروجيت» و«إنبى»

المقاولون العرب تؤسس تحالفات إستراتيجية للمنافسة على المشروعات المحلية والدولية
أحمد عاشور

أحمد عاشور

3:54 م, الخميس, 20 يونيو 13

قطعت شركة «المقاولون العرب» مؤخراً شوطاً كبيراً لتأسيس تحالفات استراتيجية فريدة من نوعها للمنافسة على مشروعات البنية التحتية الجديدة، التى سيتم طرحها بالسوقين المحلية والأجنبية، حيث اتفقت بشكل مبدئى مع وزارتى الإنتاج الحربى والبترول على تأسيس تحالف مصرى لإقامة صوامع القمح المعدنية وتصنيعها محلياً شريطة الحصول عليها بالأمر المباشر.

وأبرمت «المقاولون العرب» تحالفاً دائماً مع شركات الخدمات البترولية وتتصدرها «بتروجيت» و«إنبى» يقضى بالشراكة فى المشروعات، التى يفوز بها الجانبان، سواء بالسوق المحلية أو الأسواق الخارجية.

وتحاورت «المال» مع الدكتور أسامة الحسينى، رئيس مجلس إدارة الشركة، للوقوف على الاستراتيجية المستقبلية، وكذلك رؤيته فيما يتعلق بحل أزمة سد إثيوبيا، باعتبار أن «المقاولون العرب» تعد من أقدم الشركات المصرية العاملة بالسوق الإثيوبية بشكل خاص والسوق الأفريقية بشكل عام.

وكشف الحسينى أن «المقاولون العرب» وقعت الخميس الماضى، على اتفاق تعاون مع وزير البترول شريف هدارة، يقضى بتحقيق التكامل بين الشركة والشركة التابعة للوزارة فى مشروعات البنية التحتية.

وأضاف الحسينى أن «المقاولون العرب» ستتولى تنفيذ الأعمال المدنية بالمشروعات فيما تتولى شركات البترول تنفيذ الخدمات الميكانية والبترولية، وكذلك الأعمال الفنية والاستشارية.

ولفت إلى أن المشروع الأول الذى سيتم تنفيذه من خلال التحالف الجديد، يتمثل فى إقامة مشروع للبتروكيماويات بدولة غينيا الاستوائية، بالشراكة مع شركة “بتروجيت”.

وتابع: إن الاتفاق الجديد يقضى بقيام كل طرف بإتاحة المعدات ومساكن العمال القائمة فى الدول الخارجية للطرف الآخر، بدلاً من اللجوء لإنشاء مواقع جديدة بتكاليف مالية عالية، مضيفاً أن «المقاولون العرب» ستعمل أيضاً على تسهيل دخول شركات البترول للأسواق بالدول العربية والأفريقية.

وأشار الحسينى إلى أنه فى حال فوز «المقاولون العرب» بمشروع توصيل البنية التحتية لمدينة «الزيلتى» الليبية، سيتم اسناد بعض الأعمال الميكانيكية لشركتى “بتروجيت” و”انبى”.

وقال إن الشركة تتنافس مع 4 شركات عالمية أبرزها «هيولندى» العالمية وشركة «برازيلية»، مشيراً إلى أن «المقاولون العرب» تأهلت فنياً ومالياً، إلا أنه جار التفاوض على خفض الأسعار مع وزارة الإسكان الليبية.

نسعى للحصول على حصة كبيرة من مشروعات البنية التحتية في ليبيا

وأوضح أن «المقاولون العرب» تسعى للحصول على حصة كبيرة من مشروعات البنية التحتية، التى يستهدف الجانب الليبى طرحها بتكلفة إجمالية مقدرة بحوالى 53 مليار دولار، تستحوذ مشروعات الإسكان على 20 مليار دولار منها.

وأضاف أن «بتروجيت» ستتولى توريد المعدات اللازمة لمشروعين صرف صحى بتكلفة إجمالية تقدر بحوالى 420 مليون دولار، بمنطقة البصرة، لافتاً إلى أن المشروع الأول يتكلف 290 مليون دولار «بصرة 1» والثانى بـ130 مليون دولار «بصرة 2».

وبحسب رئيس «المقاولون العرب»، سيتم تأسيس «كونسورتيوم» مع شركة «بتروجيت» وزارة الإنتاج الحربى لإنشاء الصوامع المعدنية التى تسعى وزارة التموين لإقامتها ضمن الخطة الاستراتيجية للدولة، على أن يتم تصنيعها بنسبة 100% محلياً، مشيراً إلى أن الشركة لم تتوصل بعد لاتفاق نهائى بشأن شكل التحالف إلا أن هناك محاولات جادة لإدخاله حيز التنفيذ.

وأشار الحسينى إلى أن الشركة عقدت مجموعة من اللقاءات مع وزير التموين باسم عودة لعرض هذا المخطط، منوهاً أنه فى حال الاتفاق مع وزارتى البترول والإنتاج الحربى سيتم إسناد الأعمال الإنشائية للصوامع للتحالف الجديد بالأمر المباشر، خاصة أن المشروع قومى يحتاج إلى سرعة التنفيذ.

وقال الحسينى إن التحالف الجديد قادر على إقامة الـ150 صومعة المستهدفة خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ7 أشهر فى حال الحصول عليها بالأمر المباشر، لافتاً إلى امكانية دخول البنوك المحلية لتمويل تلك الخطة.

يذكر أن «المقاولون العرب»، تتنافس حالياً على المناقصة التى طرحتها وزارة التموين مؤخراً، لإقامة 15 صومعة معدنية، وأكد الحسينى أن الشركة تتفاوض مع شركتين من إسبانيا وفرنسا لتوريد الصاج اللازم لإنشاء الصوامع.

وقال الحسينى إن عدداً واسعاً من المشروعات التى تستهدف «المقاولون العرب» تنفيذها بالسوق المحلية، متوقفة لحين مرور تظاهرات 30 يونيو، منها مشروع رصيف استقبال المواد الخام لصالح شركة «حديد السويس»، رافضاً الكشف عن التكلفة الاستثمارية، وغيرها من مشروعات بمنطقة شرق التفريعة.

نعمل على استغلال مساحة 500 ألف متر مربع بـ”شمال غرب خليج السويس”

وكشف الحسينى عن أن الشركة تعمل حالياً على استغلال مساحات تصل لـ500 ألف متر مربع، تملكها بمنطقة شمال غرب خليج السويس، وهى منطقة لوجيستية تابعة للشركة، تستخدمها فى الأعمال الإنشائية المستهدفة إقامتها بالمنطقة، خاصة بعد إعلان الحكومة عن نيتها لطرح 13 كيلو متراً مربعاً بالمنطقة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف أن إجمالى الاستثمارات، التى تم تنفيذها بالمنطقة، يصل إلى 30 مليون جنيه، متوقعاً أن يتم تجهيزها بالكامل خلال فترة زمنية لا تتجاوز الشهرين.

وكشف الحسينى عن أن «المقاولون العرب» ستدخل فى شراكة مع شركة «تيدا» الصينية، على تولى الأعمال الإنشائية لتوصيل المرافق الداخلية لـ6 كيلو مترات مربعة، تعاقدت الشركة على تنميتها وتطويرها، خاصة أن الشركة-لديها مساهمة فى نسبة تصل إلى 22% فى الشركة «المصرية- الصينية»، التى تستحوذ على حوالى 20% من المشروع الجديد.

وأشار إلى أن «المقاولون العرب» لها سابق خبرة فى ترفيق الأعمال المدنية لحوالى 9 كيلومترات مربعة بالمنطقة التابعة للشركة «المصرية- الصينية» بشمال غرب خليج السويس.

ولفت إلى أن هناك مفاوضات مع شركة «كربون» القابضة لتولى الأعمال الإنشائية لإقامة رصيف بحرى تابع لها بمنطقة «العين السخنة»، بعد استحواذها على شركة «الشرقيون للبتروكيماويات» مؤخراً.

وذكر «الحسينى» أن شركته من الممكن أن تدخل فى تحالف مع إحدى شركات القطاع الخاص، لشراء أراض جديدة بمنطقة شمال غرب خليج السويس.

وعن التحالف الذى ستدخل فيه «المقاولون» مع «السويدى» لتنفيذ جزء من الخطة الإسعافية التى تعتزم وزارة الكهرباء تنفيذها، قال الحسينى إنه جارٍ المفاضلة بين إنشاء محطة كهرباء غرب القاهرة ومحطة «المحمودية»، مضيفاً أن شركتى «جنرال اليكتريك» العالمية و«ألستوم» الفرنسية تنافسان تحالف “المقاولون- السويدى” على تنفيذ تلك الخطة.

وأوضح الحسينى أن دور «المقاولون العرب» سيقتصر على تنفيذ الأعمال المدنية للمحطة، فيما ستتولى «السويدى» تنفيذ باقى الأعمال، إلى جانب توفير التمويل اللازم من خلال إحدى مؤسسات التمويل الدولية.

تحالفنا مع «السويدى» لإقامة محطة كهرباء «السماوى» فى العراق

وأشار إلى أن «المقاولون العرب» تحالفت مع «السويدى» لإقامة محطة كهرباء «السماوى» فى العراق، موضحاً أن التحالف تأهل فنياً وفى انتظار البت المالى.

يذكر أن تحالف «المقاولون العرب- السويدى» كان قد فاز بالمشروع، إلا أنه تمت إعادة طرحه مرة أخرى بعد تعديل المواصفات الخاصة بالمناقصة.

وتابع «الحسينى»: إن الشركة بدأت بالتعاون مع «السويدى» الأعمال الإنشائية لمحطة كهرباء بطاقة 450 ميجاوات بمنطقة الديوانية.

وكشف الحسينى عن دخول الشركة فى تحالف مع شركة «EDF» الفرنسية للمنافسة على مشروع محطة كهرباء ديروط بنظام «B .O .T»، مشيراً إلى أن التحالف تأهل إلى جانب 5 تحالفات أخرى، متوقعاً أن يصل حجم الأعمال المدنية بالمشروع إلى 700 مليون جنيه.

وعن المشروعات العقارية التى تنفذها «المقاولون»، أشار إلى مشروع «بانوراما الجبل الأخضر» السكنى، الذى تقوم على تنفيذه شركة المقاولون العرب للاستثمارات العقارية، على مساحة 10 أفدنة، وتبلغ تكلفته الإنشائية 700 مليون جنيه، لافتاً إلى أن الشركة انتهت حتى الآن من تسويق ما يقرب من 70% من الوحدات، كما تم الانتهاء من تنفيذ نسبة مماثلة، متوقعاً أن يتم الافتتاح منتصف 2014.

وبحسب «الحسينى» تساهم «المقاولون العرب» فى حوالى 36 شركة بحصص متفاوتة بإجمالى 2 مليار جنيه، رافضاً تحديد العائد السنوى من تلك الاستثمارات، إلا أنه لفت إلى وجود حالة تخارج وحيد من تلك الشركات، فى الوقت الحالى، دون ذكر تفاصيل عنها.

جميع الأعمال متوقفة في مشروع «إعمار غزة»

وعن مشروع «إعمار غزة» الذى تعاقدت عليه «المقاولون العرب» بمنحة مقدرة بحوالى 480 مليون دولار من دولة قطر، قال إن جميع الأعمال متوقفة بعد غلق معبر رفح على خلفية أزمة خطف الجنود، مشيراً إلى أن إجمالى ما نفذته الشركة حتى الآن لا يتجاوز الـ10 ملايين دولار.

وكانت الحكومة القطرية، قد قررت توجيه مساعدات مالية لإعادة إعمار غزة، وتم تنظيم مؤتمر دولى بحضور الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان، والمهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية ورؤساء المجالس التصديرية لمواد البناء والصناعات الهندسية و الكيماويات، وتم توقيع بروتوكول ثلاثى بين مصر وقطر وغزة، يتم بمقتضاه رصد نحو 400 مليون دولار لتمويل شراء مواد البناء من مصر لمشروعات إعادة الإعمار، على أن تتولى شركة المقاولون العرب تمثيل الجانب المصرى.

على صعيد آخر، نفى الحسينى الدخول فى شراكة مع شركات قطرية، لإقامة مشروعات بنية تحتية سواء فى قطر أو مصر.

وقال الحسينى إن «المقاولون العرب» تتعامل مع حوالى 25 بنكاً محلياً وأجنبياً، موضحاً أن الشركة تمتلك خطابات ضمان تصل إلى 12 مليار دولار، لافتاً إلى أن آخر خطاب ضمان حصلت عليه كان بقيمة 15 مليون دولار مخصص لمحطة كهرباء بالعراق.

وأوضح أنه بالنسبة للأسواق الأفريقية، فإن الشركة تفضل التعامل مع أحد البنوك المحلية للدولة الأفريقية، خاصة أن الشركة تمتلك العديد من الأفرع والشركات المشتركة مع نظيرتها المحلية، لتلافى مصاريف المراسل.

وعن رؤيته لحل أزمة سد النهضة الإثيوبى، قال إن القوة الناعمة هى الآلية المناسبة لمواجهة تلك الأزمة من خلال التوسع فى إقامة مشروعات ضخمة فى الدول الأفريقية بشكل عام، مضيفاً: أنه يحضر جميع الاجتماعات التى تعقدها الرئاسة لمناقشة تلك الأزمة باستثناء الاجتماع الذى عقده الرئيس محمد مرسى مع القوى السياسية الشهير بـ«الاجتماع السرى» المذاع على الهواء مباشرة.

«المقاولون العرب» بدأت تنفيذ مشروعات مجتمعية بالقارة السمراء

ولفت إلى أن «المقاولون العرب» بدأت خلال الفترة الماضية تنفيذ مشروعات مجتمعية بالقارة السوداء، منها إنشاء بعض العيادات فى مقار الشركة لعلاج أهالى المنطقة المحيطة بالمشروع بالمجان، وإنشاء مدارس لكرة القدم، وهو ما يساعد بطريقة غير مباشرة فى تحسين العلاقات بين مصر ودول أفريقيا.

وأضاف أن المشكلة الأخيرة لم تؤثر نهائياً على أداء الشركة بالسوق هناك أو العاملين بها، مدللاً على ذلك بدخول الشركة فى المنافسة على عطاء جديد عبارة عن مشروع حفر آبار فى إثيوبيا تصل تكلفته إلى 8 ملايين دولار.

وعن المشروعات الداخلية التى تتولى الشركة تنفيذها، قال إن شركته تسعى للانتهاء من الأعمال المدنية الخاصة بإحلال وتجديد فندق «ريتز كارلتون»، التابع لشركة مصر للفنادق خلال شهرين، إلى جانب المنافسة على مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص وكذلك محطات الصرف الصحى.

وأوضح أن المستحقات المتأخرة للشركة بلغت 4.5 مليار جنيه حتى الآن، لافتاً إلى أن الشركة لم تحصل بعد على حصتها من الدفعة الأخيرة، التى اعتمدتها وزارتا المالية والتخطيط لمستحقات شركات المقاولات، والتى تبلغ إجماليها 700 مليون جنيه، فى حين تصل حصة الشركة منها إلى 350 مليون جنيه.

حوار: محمود إدريس وأحمد عاشور: