المفتى: «المساكنة» سلوك شاذ لا يقبله عاقل وتستهدف ضعاف النفوس 

هذه الدعوات تقدم في شكل مغري يجذب ضعاف النفوس الذين يبحثون تحقيق شهواتهم،

المفتى: «المساكنة» سلوك شاذ لا يقبله عاقل وتستهدف ضعاف النفوس 
أحمد الأطرش

أحمد الأطرش

6:47 م, الجمعة, 27 ديسمبر 24

أكد الدكتور نظر عياد، مفتي الديار المصرية، أن مصطلح المساكنة، لا يختلف عن غيره من المصطلحات التي تروج للعلاقات غير المشروعة بين الرجل والمرأة، فهذه العلاقات لا تقتصر على هذا العصر فقط، بل كانت موجودة في عصور سابقة تحت مسميات مختلفة، وتعود إلى محاولات استغلال أصحاب العقول البسيطة والساذجة من أجل تمرير مثل هذه الأفكار.

وأضاف مفتي الديار المصرية، خلال لقائه ببرنامج «مع المفتي» على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذه الدعوات تقدم في شكل مغر يجذب ضعاف النفوس الذين يبحثون عن تحقيق شهواتهم، مشيرًا إلى أن الرجولة ليست في القوة الجسدية أو الحجم، بل في السلوك والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية.

 

وأضاف أن أي رجل عاقل أو أب مسئول لا يمكن أن يقبل أو يسمح بأن يقوم أحد أفراد أسرته بمثل هذه الأفعال التي تتعارض مع القيم المجتمعية والدينية، فالزواج في الإسلام هو مؤسسة مقدسة تهدف إلى الاستمرارية والحفاظ على النوع البشري، وليس مجرد علاقة مؤقتة تنتهي بمرور الوقت، معتبرا هذه الدعوات بمثابة دعوة للإفلات من القيم والأخلاق، وتحويل الإنسان إلى كائن يسعى وراء شهواته بلا ضوابط.

وأكد أن هذه الممارسات ليست إلا صورة مشوهة للزنا، الذي يعد سلوكًا شاذًا ومرفوضًا دينيًا وأخلاقيًا، ولا يمكن لعاقل أن يوافق عليه أو يبرره بأي حال من الأحوال، فالقيم وحدها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الدين، موضحا أن الأخلاق، عندما تكون مؤسّسة على الدين، تكون أكثر استقرارا وفاعلية في الحياة اليومية، وذلك لأنها تستند إلى إيمان بالله تعالى، مما يجعلها ثابتة وقابلة للتطبيق على جميع الأصعدة.

وأشار مفتي الديار المصرية، إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع السائل الذي سأله عن الطريق إلى الإسلام، حيث أجابه النبي: “قل آمنت بالله ثم استقم”، لافتا إلى أن الاستقامة، وهي تجسيد للأخلاق الحميدة، مبنية على الإيمان بالله، ولذلك فإن الأخلاق التي لا تستند إلى الدين قد تكون عرضة للتغيير والتلاعب، من خلال ذلك، يمكن للبعض تبرير سلوكياتهم أو الاعتراض عليها دون وجود مرجعية دينية ثابتة، وهو ما يجعل القيم المجردة من الدين غير قادرة على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.

كما استشهد بموقف فريد في عصر الخليفة عمر بن الخطاب، حينما كانت فتاة صغيرة تقول لأمها “إن أمير المؤمنين لا يرانا”، فردت الأم بأنها تقول “لكن الله يرانا”، في تأكيد على أهمية الرقابة الذاتية التي تربيها القيم الدينية في النفس البشرية، مضيفا أن الدين يعمل على تهيئة النفس البشرية ليكون لديها الاستقرار والثبات في الأخلاق.

وأضاف المفتي أن الدين يخلق في الإنسان الحس بالمسئولية عن تصرفاته، وأنه في العديد من المواقف التاريخية نجد أن الأشخاص يتذكرون مراقبة الله لهم في لحظات اتخاذ القرارات، مما يدفعهم للابتعاد عن الأخطاء، موضحا أن القضاء بلا دين سيكون عبثًا، حيث قد يصبح جافًا ومجردًا من الرحمة، ويبحث فقط عن المصلحة الظاهرة، وهو ما لا يمكن أن يبني أمة أو حضارة.