المعارضة الإسرائيلية تنتقد سياسة نتنياهو الهيستيرية

بعد أن استدعى سفراء 11 دولة صوتت بـ"إدانة المستوطنات" خالد بدر الدين تَعرَّض رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لانتقادات شديدة من زعماء المعارضة بدعوى أنه أضرَّ إسرائيل، وسيؤدى إلى انهيار تام لسياستها الخارجية؛ بسبب رد فعله العنيف على قرار مجلس الأمن الذى أدان المستوطنات، واستدعاءه وزراء

المعارضة الإسرائيلية تنتقد سياسة نتنياهو الهيستيرية
جريدة المال

المال - خاص

7:12 م, الأثنين, 26 ديسمبر 16

بعد أن استدعى سفراء 11 دولة صوتت بـ”إدانة المستوطنات”

خالد بدر الدين

تَعرَّض رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لانتقادات شديدة من زعماء المعارضة بدعوى أنه أضرَّ إسرائيل، وسيؤدى إلى انهيار تام لسياستها الخارجية؛ بسبب رد فعله العنيف على قرار مجلس الأمن الذى أدان المستوطنات، واستدعاءه وزراء خارجية 11 دولة، كانوا فى إجازة عيد الميلاد.
  
ذكرت وكالة بلومبرج أن إسحاق هيرزوج، الذى يشارك فى رئاسة حزب “الاتحاد الصهيونى”، أكبر حزب مُعارض للحكومة الإسرائيلية، طالب بوقف نتنياهو قبل فوات الأوان، كما طلب من يائير لابيد، رئيس حزب “هناك مستقبل”، ومن موشى كاهلون، وزير المالية، أن ينضمّا إليه فى منع نتنياهو من ممارسة سياسته التى وصفها بالهيستيرية، خاصة أن هناك الكثير يكرهون إسرائيل، ويريدون عزلها، وليس هناك سبب لكى يعزلها رجال الحكومة بأنفسهم.
 
بدوره صعّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من انتقاداته لإدارة الرئيس باراك أوباما، لدرجة أنه استدعى، أمس الأحد، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، لأول مرة فى التاريخ؛ لبحث امتناع واشنطن عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذى يطالب بوقف بناء المستوطنات.

وأكد نتنياهو أن “أوباما” خالف التزام الحكومة الأمريكية، المعروف منذ زمن طويل، بعدم السماح لمجلس الأمن بفرض شروط على إسرائيل فى نزاعها مع الفلسطينيين. وطالب القرار بتوقف إسرائيل عن البناء فى جميع المناطق التى استولت عليها فى حرب 1967، ووصف الضفة الغربية والقدس الشرقية بأنهما أراض فلسطينية محتلة. 

 

من جانبها ذكرت وكالة رويترز أن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت، الأحد الماضي، سفراء 10 دول صوَّتت لصالح المشروع، وهي: بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا ومصر واليابان وأوروجواي وإسبانيا وأوكرانيا ونيوزيلندا، لمقر الوزارة في القدس؛ لتأنيبهم.

ووجَّه نتنياهو كلماتٍ أشدَّ لهجةً إلى واشنطن بسبب التصويت، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تذكر تفاصيل عن موعد لقاء نتنياهو السفير الأمريكي دانيل شابيرو، خاصة أن الأحد يوم عمل عادي في إسرائيل، لكن معظم السفارات مغلقة، كما أن استدعاء السفراء، اليوم الإثنين الموافق عيد الميلاد، أمر غير معتاد.

ووافق جميع أعضاء مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية، على مشروع القرار، يوم الجمعة، بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن نهجها الذي تتبناه منذ فترة طويلة بحماية إسرائيل دبلوماسياً، ولم تستخدم حق النقض “الفيتو”.

فى سياق متصل تعهَّد “نتنياهو” ببذل الجهود اللازمة التى تضمن عدم تعرض إسرائيل لأى ضرر، بسبب ما وصفه بالقرار المُخجِل، وغير المتوازن، وشديد العداء لدولة إسرائيل، وطالب الدول الأعضاء بأن يفرقوا بين الأراضى داخل وخارج الحدود قبل حرب 1967، عند التعامل مع إسرائيل.

وفي الاجتماع الأسبوعي للحكومة وضع نتنياهو بصمته الخاصة على رد الفعل الإسرائيلي الغاضب، وكرَّر ما قاله مسئول بالحكومة يوم الجمعة، بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تآمرت مع الفلسطينيين، للضغط من أجل تبني القرار، غير أن البيت الأبيض نفى تلك المزاعم.

وقال نتنياهو لمجلس الوزراء في تصريحات علنية: “لم يكن لدينا شك وفقًا لمعلوماتنا في أن إدارة أوباما كانت أول من بادرت بطرح هذا المشروع، ووقفت خلفه، ونسّقت الصياغة وطالبت بإقراره، كما طالب وزراء الحكومة بالامتناع عن السفر إلى البلاد التي صوّتت لصالح القرار، أو مقابلة مسئولين منها على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة، لحين تولي الرئيس الأمريكي المنتخَب دونالد ترامب السلطة.

وإذا كان التأثير العملى المباشر للقرار غير واضح، ولا يلزم الدول الأعضاء بمجلس الأمن، إلا أنه قد يعزز الحركة التى تؤدى إلى مقاطعة إسرائيل، أو فرض عقوبات عليها، خاصة أن الاتحاد الأوروبى طالب الحكومة الإسرائيلية فعلًا بالتمييز بكلمات واضحة على السلع التى تم إنتاجها فى المستوطنات، وبين السلع التى أنتجتها إسرائيل، علاوة على فتح الباب لرفع الكثير من الدعاوى القضائية ضد إسرائيل فى المحاكم الدولية، بسبب المستوطنات.

كان  الكنيست الإسرائيلي قد منح موافقة مبدئية على مشروع قانون يضفي شرعية على المستوطنات الإسرائيلية، التي بنيت على أراض فلسطينية في الضفة الغربية، رغم الإدانات الدولية، وتسبب المشروع بتوتر العلاقات داخل الائتلاف اليميني الذي يترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

جريدة المال

المال - خاص

7:12 م, الأثنين, 26 ديسمبر 16