«المطاحن» تواجه ضغوط ضعف العائد بالاستثمار العقاري ومحطات البنزين

إيرادات مصر العليا شهدت تراجعا %14 إلى 1.2 مليار جنيه، العام المالى الماضى

«المطاحن» تواجه ضغوط ضعف العائد بالاستثمار العقاري ومحطات البنزين
منى عبدالباري

منى عبدالباري

11:18 ص, الثلاثاء, 8 أكتوبر 19

تتجه شركات المطاحن المُدرجة فى البورصة إلى بعض المجالات الجديدة، التى من شأنها تحسن ربحيتها مثل الاستثمار العقارى، والأنشطة الترفيهية، والقطاع الصناعى، وحتى إنشاء محطات البنزين، فى مواجهة الضغوط الناتجة عن تضافر التداعيات السلبية لمنظومة الطحن الجديدة، وزيادات التكاليف من أجور، ونقل وتوزيع، ووقود، وكهرباء، وقطع الغيار، وانعكاس ذلك على ربحية الشركات.

وشهدت 6 شركات المطاحن من بين تلك المُدرجة فى البورصة، وتتبع جميعها قطاع الأعمال العام نتائج أعمال سلبية العام المالى الماضى، وتراوحت بين التحول إلى الخسارة، وتراجع قوى للأرباح.

كانت الوحيدة التى خالفت اتجاه السير هى مطاحن شرق الدلتا مدعومة بارتفاع إيرادات الأوراق المالية، والإيرادات والأرباح الأخرى.

قال أبو بكر إمام، رئيس قطاع البحوث فى بنك استثمار سيجما كابيتال، إن ربحية شركات المطاحن تتعرض لضغوط قوية منذ قرار الحكومة للتحول لمنظومة الطحن الجديدة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، مع عدم وجود مصادر ربح إضافية تعزز قدرتها على مواجهة هذه الضغوط.

غرب الدلتا.. والاستفادة من الأراضى غير المستغلة

قال مصدر بشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا، إن الضغوط التى شهدتها ربحية الشركة ترجع بشكل أساسى إلى استمرار التداعيات السلبية لمنظومة الطحن الجديدة التى بدأ العمل بها فى أغسطس 2017، فضلا عن ارتفاع تكلفة الإنتاج الممُثلة فى النقل والوقود والكهرباء، والغاز، والأجور.

تراجعت أرباح المطاحن وسط وغرب الدلتا العام المالى الماضى %33 لتسجل 194.79 مليون جنيه، مقابل 290.77 مليون جنيه العام المالى السابق له، والمبيعات إلى1.14 مليار جنيه، مقابل 1.45 مليار جنيه.

لفت إلى إن زيادات أسعار الوقود ساهمت فى رفع التكلفة بنسبة %14 فيما كانت زيادات الأجور حتمية، وجميعها عوامل انعكست سلبا على ربحية الشركة.

واجهت الشركة زيادة مُطردة فى مصروفات البيع والتوزيع بنسبة %132 إلى 5.8 مليون جنيه، مقارنة 2.5 مليون جنيه العام المالى السابق، وتراجع الفوائد الدائنة إلى 104 ملايين جنيه، مقارنة 119 مليون جنيه، وفقا لبيانات القوائم المالية.

أشارمصدر إلى أن الشركة تتجه إلى أنشطة جديدة لزيادة أرباحها والخروج من مأزق ضغوط تراجع الربحية الناتج عن ارتفاع التكلفة، منها الأنشطة الترفيهية، والاستفادة من الأصول المُعطلة سواء عقارات أو أراض.

تابع: «قامت الشركة بتشكيل لجنة لدراسة الأراضى غير المُستغلة فى 5 محافظات التى بها مطاحن وهى المنوفية، والقليوبية، وكفر الشيخ، والبحيرة، والغربية».

أكد أنه ضرورى قيام وزارة التموين بزيادة أجرة الطحن، وزيادة مقابل النخالة لإحداث التوازن فى التكاليف التى تتحملها الشركات والعائد المُحقق من هذه العملية.

مصر الوسطى لـ المطاحن تعاني

قال مصدر فى شركة مصر الوسطى، إنها تعانى بسبب ارتفاعات الأجور، والتخزين، بجانب استمرار الأثر السلبى لمنظومة الطحن ما نشب عنه الضغط على ربحية الشركة.

تراجع صافى أرباح مطاحن مصر الوسطى %7.9 العام المالى الماضى، إلى 135.2 مليون جنيه، مقابل 146.9 مليون جنيه فى العام المالى المناظر، بضغط تراجعات إيراداتها إلى 1.21 مليار جنيه، مقابل 1.74 مليار جنيه سابقه.

كشف عن اتجاه الشركة لتنويع مصادر إيراداتها للتصدى لهذه التراجعات، من خلال إنشاء مصنع للفوارغ البلاستيكية يجرى العمل به حاليا، واستغلال الأراضى غير المٌستغلة للشركة، وهو ما يتم دراسته حاليا، بجانب إنشاء محطات بنزين على بعض قطع الأراضى المملوكة بالشركة فى المحافظات التى تمارس بها نشاطها.

تمتلك «مصر الوسطى» مطاحن فى 4 محافظات هى بنى سويف، والمنيا، وأسيوط، والفيوم، وبالمثل أراض غير مستغلة فى هذه المحافظات.

لفت إلى أن الشركة تدرس حاليا الخيارات المتاحة لاستغلال هذه الأراضى، سواء بالبناء عليها وتأجير المبانى، أو بيعها، أو تأجيرها، ولم يتم الاستقرار على قرار نهائى.

مصر العليا تؤجر وحدات سكنية

فى إطار الاستفادة من الأصول غير المستغلة لتوليد إيرادات إضافية، قامت شركة مطاحن مصر العليا، بتأجير 4 وحدات سكنية، بقيمة إيجارية شهرية 5700 جنيه، كإنتاج مزاد أجرته لطرح تأجير 35 وحدة سكنية، وفقا لإفصاح سابق للشركة.

شهدت إيرادات مصر العليا تراجعا %14 إلى 1.2 مليار جنيه، العام المالى الماضى، مقابل 1.4 مليار العام قبل السابق، كما تراجعت صافى الأرباح إلى 174مليون جنيه، مقابل 205 ملايين جنيه.

بحسب إفصاحات الشركة فى البورصة، كان أبرز أسباب تراجع الإيرادات، انخفاض مبيعات الإنتاج إلى 531 مليون جنيه، مقارنة 32 مليون جنيه العام المالى السابق، بتراجع %36 والإيرادات والأرباح الأخرى بنسبة %33 إلى 4 ملايين جنيه، مقارنة 6 ملايين جنيه العام المالى السابق.

5 أسباب تهبط بأرباح شمال القاهرة

شهدت شركة المطاحن والمخابز لشمال القاهرة %63 تراجعا بأرباحها لتبلغ 20.4 مليون جنيه خلال العام المالى الماضى، مقارنة 55.4 مليون جنيه العام المالى قبل الماضى، كما تراجعت إيرادات الشركة 750.8 مليون جنيه، مقارنة 785.6 مليون جنيه العام المالى قبل السابق.

أرجعت القوائم المالية للشركة، والتعليق على القوائم المالية الهبوط الحاد بالربحية إلى التراجع فى إيرادات الاستثمار إلى 8.569 ألف جنيه، نهاية العام المالى الماضى، مقارنة 1.3 مليون جنيه العام المالى السابق، والمكاسب الأخرى إلى 3.9 مليون جنيه، مقارنة 4.3 مليون جنيه العام السابق.

إضافة إلى 5 أسباب، شملت الارتفاع الكبير والمتزايد فى أعباء التشغيل (كهرباء-مواد تعبئة وتغليف – قطع الغيار – وقود وزيوت- ضرائب عقارية)، والزيادات السنوية الحتمية للأجور.

وارتفاع تكلفة طحن طن القمح %82 التموينى من 480 جنيها إلى 620 جنيها، وانخفاض أسعار بيع النخالة عن أسعار الهيئة العامة للسلع التموينية، نتيجة الركود فى سوق بيع التخالة وعدم تعرضها للتلف، وتراجع معدلات سحب حصص الدقيق 82 بالمائة -الربط التمويني- نتيجة انخفاض الاستهلاك فى المناطق الحضرية عن المناطق الريفية.

مطاحن ومخابز الإسكندرية

أكد مصدر بشركة مطاحن ومخابز الإسكندرية أسباب تراجعات الأرباح المُعلنة سابقا، التى تمثلت فى تطبيق المنظومة الجديدة للطحن اعتبارًا من أغسطس 2017، وانخفاض الكميات المطحونة لإنتاج الدقيق %82 .

كما أرجع انخفاض الكميات المطحونة لإنتاج الدقيق %82 إلى تراجع الحصص المنصرفة للمخابز، وتحويل بعض حصص المخابز إلى مطاحن القطاع الخاص، التى أثرت على الفائض بدرجة كبيرة، بجانب زيادات فى أسعار تكاليف مستلزمات الإنتاج من كهرباء ومياه وقطع غيار.

تراجع صافى أرباح مخابز الإسكندرية %34.2 العام المالى الماضى ليسجل 31.6 مليون جنيه مقابل 48.06 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له، كما انخفضت الإيرادات إلى 210.8 مليون جنيه، مقابل 338.9 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.

جنوب القاهرة تعانى

تحولت مطاحن ومخابز جنوب القاهرة والجيزة للخسارة على أساس سنوى، بضغط عاملين رئيسين وهما انخفاض تكلفة القمح المطحون، وارتفاع تكاليف التشغيل مثل «الكهرباء – والمواد البترولية – والفوائد المدينة– والضرائب العقارية، وفقا لما أوضحته القوائم المالية للشركة.

تكبدت الشركة خسائر فى العام المالى المٌنقضى بلغت 28.214 مليون جنيه، مقابل ربح بلغ 25.949 مليون جنيه خلال العام المالى السابق له.

مطاحن شرق الدلتا الرابح الوحيد

كانت مطاحن شرق الدلتا الوحيدة التى خالفت اتجاه السير لتحقق %11.1 زيادة فى أرباحها إلى 146مليون جنيه، مقابل 132.87 مليون جنيه أرباح خلال العام المالى السابق له.

جاء ارتفاع صافى الأرباح رغم تراجع الإيرادات إلى 546 مليون جنيه نهاية يونيو، مقابل 730.12 مليون جنيه العام المالى السابق له.

ارتفعت إيرادات الأوراق المالية إلى 368 مليون جنيه، مقابل 218 مليون جنيه، كما زادت الإيرادات والأرباح الأخرى إلى 13 مليون جنيه، مقابل 2 مليون جنيه.